لما تفشى فيروس كورونا المستجد في (ووهان – الصين) وانتقل لعدة دول، كان السعوديون يتابعون أخباره من باب العلم بالشيء فقط، لم يهتموا بانتشار ذلك الفيروس في البلاد ثقة بالله أولًا ثم في استعداد الجهات المختصة لتأمين الأراضي السعودية ومتابعتهم للحدود السعودية لرصد الحالات (القادمة من الدول المصابة)، حتى استيقظوا فجأة على تصريح من الجهة المعنية معلنًا وصول الضيف (الثقيل كورونا) إلى الأراضي السعودية (مختبئًا) داخل مواطن قادم من إيران عبر البحرين!
تعاطف الجميع مع تلك الحالة باعتبارها (فردية)، إلا أن المفاجأة كانت مع تتابع وصول الحالات المصابة بعد ذلك عبر الكويت والعراق والإمارات، وجميعهم قادمون من منبع واحد موبوء هو إيران، والمفاجأة الأكبر أنهم سافروا إليها (سرًا) بدون تصريح مسبق من قبل الجهات المختصة ولم يفصحوا (بعد عودتهم) عن وجودهم في إيران التي بدورها *لم تختم على جوازاتهم في تصرف لا يمكن تفسيره (بحسن نية) أبدًا*.
استشعرت الحكومة السعودية الخطر (الخفي)، واتخذت إجراءات احترازية متتالية لمنع انتشار الفيروس حماية لشعبها والمقيمين على أرضها والقادمين إليها، وبعدما كثفت وزارة الصحة جهودها، أكدت تقاريرها دخول فيروس (كورونا) للأراضي السعودية قادمًا من إيران محمولًا على كفوف الراحة من قبل (بعض) أبناء منطقة (القطيف)، وأظهرت ازدياد أعداد المصابين بين أبناء المنطقة ممن زاروا (إيران) أو خالطوا العائدين منها. ومن فورها طالبت الوزارة السعوديين بالإفصاح عن وجودهم في إيران خلال الفترة الماضية؛ لتلقي العلاج اللازم حتى لا يكونوا بؤرًا ينتقل الفيروس عبرها. وللحيلولة دون انتقاله لبقية محافظات ومدن المملكة، فرضت الحكومة السعودية حظرًا صحيًا على محافظة (القطيف) في إجراء تم تطبيقه في مدن عالمية أخرى تحت العزل والحظر (البندقية وميلانو وأقاليم صينية متعددة).
بعد الحجر الصحي، ظهر وسم (#كلنا_القطيف) على منصة تويتر *(ظاهره)* تغريدات من القلب مليئة بالعاطفة تبدي الدعم والمساندة لأهل المحافظة، بل وتهاجم كل من ينتقد الذين (سافروا سرًا) وتتهمهم بالطائفية وإثارة العنصرية المذهبية، و (باطنه) قد تستغله جهات معادية لمهاجمة السعودية وتتهمها؛ وكأنها تضطهد أهل (القطيف) وتحتجزهم وتعاقبهم؛ لأنهم زاروا المقدسات في إيران!
أين عقولكم يا من تدعمون (الزائرين السريين) للنظام الصفوي؟ هل زيارة المقدسات هناك يبرر (للمسافرين سرًا) تجاوز نظام الجوازات في السعودية؟ ألا يمكن أن يلتقي هؤلاء المخالفين بضباط مخابرات النظام الصفوي فيتم تجنيدهم حسب المهام التي توكل إليهم؟ ألا يمكن أن يكونوا عملاء للنظام الصفوي فيسربوا معلومات وبيانات عن مواقع حساسة وأمنية في المنطقة الشرقية وغيرها من مناطق السعودية؟ أسئلة (أمنية) كثيرة لا يمكن حصرها في مقال. المسجد الأقصى له مكانة عند المسلمين السنة (وكذلك بقية المذاهب)، ويأمل كثير من السعوديين أن يزوروه وأن يصلوا فيه قبل موتهم، فهل يحق لأي سعودي أن يتجاوز القانون ويسافر بحجة زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه؟
لست من دعاة الطائفية وبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، ولا أقصد بكلماتي منطقة معينة، بل أشير إلى المجموعة (وكل من يفعل فعلهم) التي ذهبت أو تخطط للذهاب (سرًا) لإيران ضاربة عرض الحائط بكل التعليمات الصادرة عن الحكومة السعودية، فأمن الوطن يتطلب المواجهة بشفافية وتحديد الخطأ والمسؤول عنه حتى لا يتكرر الأمر مستقبلًا، فلا مكان للعاطفة في أمور أمن الوطن وصحة المجتمع وسلامة الأفراد، ولابد من رفع التنسيق مع جوازات الدول العربية عامة والخليجية خاصة حتى لا يكونوا جسر عبور لدول تضمر لنا العداء والشرور.
القيادة السعودية وخلفها الشعب السعودي وقفوا جميعًا صفًا واحدًا (ضد) الجماعات المحسوبة على (السنة) مثل القاعدة وداعش والإخوان وغيرهم، لا فرق بين من يحمل حزامًا ناسفًا ليفجر ويرهب ويحرض وبين من يحمل فيروسًا قاتلًا، الأول سيفجر (جماعة) والثاني سوف يقتل (مجتمعًا) كاملًا، فلا يوجد داعٍ للمزايدات وتحوير الموضوع؛ وكأنه صراع مذهبي.
نحن جميعًا شركاء في هذا الوطن، وعلينا (جميعًا) أن نلتزم بقانون الدولة الذي يمنع السفر لإيران والأراضي المحتلة وغيرهما، ويمنع حاليًا السفر لبعض دول أوربا ودول الجوار لحالات خاصة. وكل من يحترم نظام الدولة سوف يجد المحبة والتقدير تحت سماء هذا الوطن وفوق أراضيه وحينها سوف نكتب جميعنا (كلنا القطيف، الرياض، سيهات، جدة، الجارودية، حائل، صفوى، أبها…….)
الخلاصة
أمن الدولة خط أحمر، لو حدثت مثل هذه المخالفة (الأمنية) في دول أخرى؛ لطبقوا على المخالف مبدأ (خذوه فغلوه..ثم في الحجز ارموه).