تدفع وزارة التعليم اليوم ثمن غياب الاستديوهات التعليمية المجهزة، وثمن ضعف اهتمامها بالفضاء منذ البدايات.
لذا فهي اليوم مجبرة -كما رأينا في المقاطع التي تداولها رواد وسائل التواصل الاجتماعي -على اختيار (فصل عادي) في (مدرسة عادية) لبث الدروس؛ حيث كانت الوزارة بهذه الإمكانيات المتواضعة جدًا تحاول اللحاق بالوقت لمعالجة آثار حدث غير عادي.
وفي ظل غياب الفضائية التربوية والاستديو التعليمي لا أعرف الأسباب التي تحول الاستعانة باستديوهات القنوات التلفزيونية المجهزة، والتي تضمن جودة الصوت والإضاءة
والنقل المباشر بحكم تجهيزاتها التي لاتتوفر في فصل مدرسي، وهذا الخيار متاح وغير مكلف، ويظُهر النقل بصورة أكثر جودة بما يعكس وضع وزارة التعليم في دولة تترأس قمة العشرين هذا العام.
ليس هناك اليوم من شك في أن عدم الاهتمام بالقناة التلفزيونية التربوية فيما سبق وغياب الوعي بأهميتها والاستعاضة عنها ببدائل تعليمية تقدم محتوى تقليديًا جعلها لاتحظى باهتمام جيل بصري بامتياز كانت نتيجته هذا الحال.
وحتى ثورة بوابة المستقبل بفصولها الافتراضية التي جاءت كأحد برامج التحول ليست مهيأة -حتى اللحظة – لخدمة ٥ ملايين طالب ومايزيد عن ٥٠٠ ألف معلم.
حين تجاهلت الوزارة الأصوات التي كانت تنادي بتحويل محتوى الدروس إلى مواد متلفزة والبيروقراطية التي تعانيها وزارة التعليم، جعلها اليوم في موقف صعب ولا تُحسد عليه.
(فاصلة أخيرة)
دول فقيرة وأقل إمكانيات نجحت عبر قنواتها التعليمية في أن تكون معززة للتعلم وتقدم وبشكل يومي دروسًا لطلابها، يمكن اعتبارها بديلًا جاهزًا، ودروس تقوية وإثراءً لمعارف الطلاب، والأهم أنها صنعت لديهم ثقافة الدرس المشاهد عبر الفضاء، بل إن هناك اليوم جامعات في العديد من الدول لديها قناتها الفضائية ومحطة إذاعية فيما وزارة دولة بحجم المملكة وإمكانياتها تفتقر إلى هذا.
وفي خضم هذه الأزمة، جاءت مجموعات الواتس أب والمنصات المختلفة (تويتر وانستغرام ويوتيوب والتليجرام وغيرها ) التي أنشأها المعلمون والمعلمات اجتهادًا منهم وبحس تربوي لامجال للشك فيه.
إلا أنها أربكت أولياء الأمور وشتت الطلاب، وسببت فوضى غير مسبوقة، صحيح أن الوزارة شعرت بعشوائية هذا الوضع وحاولت منعه، وأعلنت ترددات قنواتها التي أطلقتها على العربسات، لكن لو كان هناك فضائية تربوية ومحتوى جاهز سابقًا يبث بشكل طبيعي ومعتاد لارتاحت وأراحت، ولربما كانت قد نجحت في أن تمر أزمة التعليق بهدوء؛ لأن ثقافة الدراسة التلقي عبر المشاهدة مترسخة سلفًا لدى الطلاب وعلى الوزارة أن تُدرك أن هذه الثقافة لا تولد فجأة مع تعليق الدراسة.
مقال شيق
أختلف معك عزيزي بدفع الثمن !! بالعكس خطوة شيقة ومسبوقة عربيا على مستوى العالم التعليمي عن بعد وتجهيز للطلبة على نظام البلاك بورد من نعومة الأظافر !! والكشف عن المعلم والمعلم والطرح المتميز بالتقديم والشرح والنزول افكر الناس عامة لوسائل التواصل المحمولة خيرا من هدر مالي وحجز لقناة وتلفاز المنزل الذي لم يعد أحد يشاهده اليوم أو ندر….تحياتي