في كثير من الأزمات العالمية قدمت المملكة العربية السعودية تجارب رائدة ومثالية في التعامل معها، وكان لها تأثيرها الفارق الذي عبر بتلك الأزمات إلى بر الأمان، ولا يتوقف ذلك عند الحد من الإرهاب وقطع دابره حين أصبح المنهج السعودي مثالًا لكل الأجهزة الأمنية على مستوى دول العالم، وكذلك في التعامل مع الأزمة الصحية في حالة انتشار كورونا الذي يصيب الإبل، والذي نجحت وزارة الصحة في مكافحته بكل اقتدار وجدارة.
الآن والعالم يشهد وباءً قاتلًا، وهو كورونا الذي عبر كل الحدود، تقدم المملكة تجربة متفردة أخرى في حصار المرض، بتوجيهات ومتابعة دقيقة ومستمرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز “حفظه الله” وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز “حفظه الله”، وبدأ ذلك مبكرًا بالعديد من الإجراءات والتدابير الاحترازية المتناسقة بين جميع أجهزة الدولة ذات الصلة بالحد من انتقال العدوى، وانتشار الوباء داخل حدود بلادنا الغالية.
حين أخفقت الصين ثم كوريا واليابان في التعامل الجدي مع الوباء دفعت الثمن غاليًا في عشرات الآلاف من الإصابات وآلاف الضحايا، ولم تتخذ بقية دول العالم من الإجراءات ما يتناسب مع تطور الوضع الصحي السلبي، فانتقلت الأزمة إلى أكثر الدول تقدمًا وعصفت بأوروبا؛ حيث شهدت دول مثل: إيطاليا، وألمانيا، وإسبانيا، وفرنسا، وبريطانيا آلاف الإصابات قبل أن ينتقل ذلك الوضع بصورة مأساوية إلى الولايات المتحدة الأمريكية ويتم تسجيل مئات الإصابات ولا تزال الكارثة الصحية تنتشر بصورة كبيرة.
قيادة المملكة قرأت مآلات وبوصلة الوباء مبكرًا، وتعاملت بكل الحزم والجدية المطلوبة في مثل هذه الحالة، وكالعادة قدمت تجربة استفادت منها دول العالم التي زحف إليها الوباء، وأثبتت قيادتنا وأجهزتها الصحية التنفيذية مدى كفاءتها وقراءتها الواقعية لما يحدث، فتم بحمد الله الحد من انتشار الوباء والسيطرة عليه ليبقى في أدنى حدوده.
إغلاق الحدود والمنافذ ومنع السفر إلى دول موبوءة، وتقليل الزحام في الحرمين الشريفين وأماكن التجمعات العامة، وإغلاق المدارس، وتناول القادمين عبر المنافذ في العزل والحجر الصحي قلل من الأضرار المحتملة لانتشار الوباء، ويصاحب ذلك برامج توعية مستمرة على الصعيدين الشخصي والمجتمعي، وذلك بحول الله وقوته وفضله سيجعلنا أكثر قدرة في العمل الجماعي ضد هذا الوباء حتى نتجاوز الأزمة الصحية.
ستبقى بلادنا -بإذن الله- معافاة طالما لدينا قيادة رشيدة تتمتع بتجربة وخبرة كبيرة في حماية شعبها ومواطنيها ضد أي مخاطر، ولا تتهاون في ذلك مطلقا، وسنظل تحت هذه الحماية الموفقة بفضل الله نموذجًا متمرسًا في التعامل مع المهددات والمخاطر بكل الكفاءة والاحترافية المطلوبة في مثل هذه الحالات، وبعد فضل الله وحكمة قيادتنا نحتاج جميعًا كمواطنين ومقيمين في هذه البلاد المباركة أن نتعاون ونتكاتف في المكافحة بالتزام موجهات الدولة وأجهزتها ومؤسساتها فهي تحقق الصالح العام وخير الوطن والمواطنين والمقيمين.