استمتعت بقراءة الطرح العلمي المدعوم بالدراسة والتحليل محاولًا لفك شفرة مياه هذه البئر. لقد ضم الكتاب الجديد الذي صدر حديثًا بعنوان (الإعجاز في ماء زمزم.. من المنظور الهندسي) للزميل عضو مجلس إدارة جمعية البر بجدة المهندس سمير أحمد قرشي، العديد من النتائج المذهلة حول مياه بئر زمزم التي حملها كتابه، ورغم متعة القراءة في الجانب التاريخي لتلك البئر التي عرضها المؤلف وتفصيله الحديث عن نظم المعلومات الجغرافية لمكة المكرمة (مركز الكرة الأرضية)، ونظم المعلومات الجغرافية لبئر زمزم، إلا أن الكتاب استوقفني كثيرًا ما ورد فيه من معلومات قدمها باحثون كثر حول أسرار مياه بئر زمزم والإعجاز الكامن فيها. من تلك المعلومات الملفتة أن هذه البئر التي لا يتجاوز عمقها ۲۱مترًا استمرت مياهها بالتدفق منذ ۳۰۰۰ سنة حتى الآن، وهي تخلو من الجراثيم تمامًا وتحوي تركيزات عالية من المعادن الضرورية للجسم، والأغرب أن أية مياه تتدفق إلى البني من العيون المجاورة تكتسب فورًا نفس صفات ماء البئر بمجرد اختلاطها فيها والمدهش هو ما أودعه الله من أسرار فيها، وأهمها قلوية هذا الماء؛ تلك القلوية التي تزيد من طاقة الجسم، وترفع نسبة الأوكسجين فيه وتحارب السرطان وتنظم الهضم.
والملف هو ما توصل إليه الباحث الياباني الدكتور (مساروا ايموتوا) الذي أثبت أن قطرة من ماء زمزم إذا امتزجت بألف قطرة من الماء العادي؛ فإنها تكسبها خاصية القلوية تلك، ولعل أكثر ما لفت نظري من معلومات أوردها المؤلف هو اكتشاف فريق من الباحثين قاموا أثناء توسعة الحرم بتشغيل مضخات لشفط مياه زمزم من أجل وضع الأساسات.. ليكتشفوا أن غزارة الماء المسحوب يقابلها فيضان من ماء البئر يتدفق كأمواج البحر !! .. وأن أي مياه تصل البئر من خارجها تكتسب نفس صفات مائها. بل إن أحد الاستشاريين حاول خفض منسوب مياه زمزم للتعرف على مصادرها ليكتشف أن البئر تمتلئ فورًا بالمياه بما يعادل نفس كمية المياه المسحوبة!!.
أي إعجاز هذا، وأي أسرار تلك التي تكمن في أعماق هذه البئر ؟!
لعلنا نتدبر دومًا قوله تعالى: (وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ).
أشكر المؤلف على إهدائه القيّم الذى خوى زادت معرفيًا يستحق القراءة والاقتناء بعد أن زين ذلك كله إيجار المفردات وعمق الدلالات.
كل الشكر والتقدير لكم دكتور سهيل قاضي.. وصورة مع التعجب والاستغراب للدكتورة إياها..!! عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي.. كاتب بصحيفة مكة الالكترونية.