المقالات

كورونا ونظرية المؤامرة والحاجة لمركز للأمن الصحي مقره الرياض

من السهل جدًا العودة لتسجيلات ومقاطع بل وحتى روايات خرجت قبل أعوام قليلة فيها تنبؤات أو تحذيرات من وباء فتاك سيصيب العالم، وينتقل بسرعه كبيرة عابرًا لكل الحدود للبحث عن ضحاياه من البشر والحيوانات والطيور وربما لن تسلم منه الأشجار المثمرة،
ولعل مايلفت الانتباه ماطرحه مؤسس شركة «مايكروسوفت» ورجل الأعمال الأمريكي الشهير “بيل غيتس” خلال مؤتمر الأمن الذي عقد في ميونيخ عام 2017 أشار فيه لانتشار مرض إيبولا في أفريقيا، وشدد على على احتمال وقوع كارثة على المستوى العالمي مستقبلًا،
وفي مؤتمر آخر عقد في أبريل من عام 2018 أشار فيه لنوع من الفيروسات المتطورة تنـتشر بسرعة لتضرب في جميع دول العالم، وأن هذا النوع من الأوبئة سيقضي على أكثر من 30 مليون شخص في غضون أشهر معدودة .!
وحذر “غيتس” وقتها من هذه الأنواع من الأمراض التي يتم تطويرها على أيدي قراصنة محترفين، وطالب الحكومات بالتصدي، والعمل بجدية لمواجهة أخطارها وكف يد العابثين البارعين الذين يستغلون التقنيات الحديثة في معامل ومراكز الطب والبحث العلمي؛ لإنتاج مركبات وتهجين فيروسات خطيرة وقاتلة وسريعة الانتشار،
وذكر في المؤتمر أن بعض هؤلاء القراصنة يعملون على تطوير أنواع جديدة من مرضي الجدري والإنفلونزا لاستعمالها كسلاح فريد وبديل عن الأسلحة التقليدية مستغلين سهولة السفر والتنقل بين دول العالم للوصول لأهدافهم في جميع أنحاء العالم،
وقال حينها إن معظم حكومات العالم لم تتحرك بعد لمكافحة هذه الخطة الخطيرة التي يحاول البعض تنفيذها،
كما حث الهيئات الطبية والجهات المسؤولة في العالم للتأهب للأوبئة بالطريقة ذاتها التي تستعد بها للحرب.

ربما أن هذا اللقاء وأمثاله في ذلك الوقت لم تكن لافتة للكثير أو لم تؤخذ على محمل الجد حتى من بعض صنّاع القرار في الدول المتقدمة، أما الآن فقد ظهر الوباء الذي تضافرت فيه جهود كل دول العالم، رغم الارتباك الظاهر، ولكن الدول التي تأخرت في الانضمام للحملة العالمية ضد هذا الوباء تكبدت خسائر بشرية واقتصادية أكثر من غيرها، ومن هذا المنطلق فإني أقترح إنشاء مركز بحوث عالمي مزود بكافة الوسائل التقنية العصرية المتقدمة يكون مقره الرياض عاصمة الأمن والاستقرار، ويكون متخصصًا لمراقبة ومواكبة ودراسة هذه المستجدات والتصدي لأخطارها المحتملة قبل وقوعها، وأن تنضم جميع دول الخليج العربي بكل قدراتها لدعم هذا التوجه لتكون عضوًا فاعلًا فيه، فمهمات دول الخليج تجاه تخصيص مراكز للبحوث الطبية والأمن الطبي مهمة جدًا لدول المنطقة وللعالم بأسره.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button