ما نراه من اهتمام عالمي كبير لمواجهة فيروس كورونا يعطي بعدًا للحرص على حياة المجتمع البشري وسلامته عمومًا؛ حيث تسعى المنظمات الصحية الدولية لتجاوز هذه الأزمة بمحاولة اكتشاف العلاجات واللقاحات اللازمة التي تقضي على الفيروس من خلال الأبحاث العلمية في الشرق والغرب. والجميل هو التعاون الكبير بين الجهات العلمية العالمية في هذا الشأن؛ لتحقيق الهدف المنشود. وربما دفعهم لذلك الخوف والذعر المشترك من انتشاره على هذا الكوكب بما قد يسببه من هلاك للكثيرين؛ خاصة وأن الأرقام المعلنة في بعض الدول تقدم مؤشرات غاية في الخطورة .. إذا لم تكن هناك جهود دولية متضافرة للسيطرة عليه والحيلولة دون توسع انتشاره. ولعل أهم خطوات العمل في هذا الجانب هو التعامل الجاد والصارم من الحكومات مع الوضع والشفافية في عرض المعلومات الدقيقة فذلك منطلق لمحاصرة الداء بإذن الله تعالى والحد من انتشاره. ويظل الوعي المجتمعي من أهم عوامل النجاح لاحتواء المشكلة والسيطرة عليها. فالفيروس الخطير عدوٌ للبشرية إجمالًا، وإذا لم يقضِ عليه في كل مكان من العالم فإن الاحتمال لبقائه وعودته وسرعة انتشاره أمر متوقع في أية لحظة! ويبقى من واجب العالم تجاوز الخلافات السياسية والعمل الدولي؛ لتقديم المساعدات الطبية الوقائية والعلاجية بصرف النظر عن الاعتبارات الأخرى.
وإذا كانت الصين قد نجحت إلى حد كبير في محاصرة الفيروس من خلال الإجراءات السليمة والامتثال الشعبي الرائع .. الذي لاحظه العالم لدرجة أصبحت مدينة يوهان التي يسكنها 12 مليون نسمة؛ وكأنها خالية من السكان التزامًا وتعاونًا كان أحد أهم أسباب نجاح الجهود. فقد رأينا أفرادًا من شعوب أخرى لا يعبأون بالتعليمات، ويخالفون التوجيهات ويحتفلون جماعيًا بالمرض دون تقدير المسؤولية؛ حيث إن رعونة التصرف تبدد الخطط وتضيع معها الجهود عندما هيأوا أنفسهم بكل صلافة لحمل الفيروس لنقله بكل غباء إلى أهليهم أولاً والمحيطين بهم ثانيًا والمجتمع من بعدهم ! ولا نرى تفسيرًا لذلك سوى الحماقة التي أعيت من يداويها ! وهم بهذا الفعل يشرعون في أذية الغير بكل إجرام، ومن يفعل ذلك يجب ألا يفلت من المحاسبة.
وبالمقارنة مع الصين نجد من حولنا دولة متهالكة، ونعني بها إيران تحديدًا فشلت في مواجهة “كورونا”، وأصبحت واحدة من البؤر الرئيسة لهذا الوباء الفتاك، لأسباب كثيرة لم تعد خافية في ظل حكومة يائسة بائسة عرّضت مصالح شعبها للأخطار. الذي يدرك إفلاس حكومة الملالي في إيجاد حل لمشكلاتهم الصحية والسياسية وغيرها. لا في الوقت الحالي ولا في الزمن اللاحق. مع المشكلات الاقتصادية المتفاقمة والتخبط السياسي الواضح. فتظل مصدر خطر لكل من يتعامل معها من الدول والشعوب.
0