ناصر محمد العُمري

قلوب الأمهات وكفوف الدعوات

في مناسبة عيد الأم لاشيء يحضرني أكثر من حنين جارف لزمن أمي قبل أن تكبر ونكبر معها .

حينما كنت وأخوتي الستة صغارا ..

نسير على طرف الاحلام الزاهية..

فيما كانت أمي تُعطي ليومنا معناه

وتكتب تفاصيله.

ذلك الزمن الأجمل الذي كنت أدس فيه دعواتها مع (قرص الميفا ) في حقيبتي…

وأنا ذاهب نحو المدرسة ، تلاحقني وأخوتي بعينها وخفقات قلبها ، ودعوات لايفتر عنها لسانها ..

بحنين جارف أتذكر تلك الكفوف الجميلة التي كانت تعجن لي ولإخوتي الخبز نهارا والحكايات حين يأتي المساء لتسعدنا وتنسينا ذُلّ اليتم .

بحزن عميق أتأمل اليوم تلك الكفوف وقد أصابها الزمن بالرعشة. ، أُقبّلها وأبكي
لأن يداً عزيزة كيدها وكفوف ككفوفها لايجب أن يقسو عليها الزمن إلى هذا الحد.

لو قدر لي أن أركل الزمن بعيداً عنها لفعلت ، لكن المتاح لي فقط أن أردد:
كم هو بائس وحقير وقاس هذا الزمن !!!

مبعث الفرح الوحيد لي :
أنها مازالت إلى جانبي ، ومازالت تحاول هزيمة الزمن ، برفع الكفوف ذاتها داعيةً لي.

حقاً لاشيء في الكون يعدل الأم

لاعبارة تستوعب قلوب الأمهات -حتى وأن قيل عن قلوبهن وطن ،
لأن الأوطان قدتسلب ويختطفها الغزاة.

قلوب الأمهات ( كون) نسيح في أرجائه، وفضاء تتهادى فيه أرواحنابلذة

يكفي أنهن أول من علمونا (التراتيل)

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button