في مناسبة عيد الأم لاشيء يحضرني أكثر من حنين جارف لزمن أمي قبل أن تكبر ونكبر معها .
حينما كنت وأخوتي الستة صغارا ..
نسير على طرف الاحلام الزاهية..
فيما كانت أمي تُعطي ليومنا معناه
وتكتب تفاصيله.
ذلك الزمن الأجمل الذي كنت أدس فيه دعواتها مع (قرص الميفا ) في حقيبتي…
وأنا ذاهب نحو المدرسة ، تلاحقني وأخوتي بعينها وخفقات قلبها ، ودعوات لايفتر عنها لسانها ..
بحنين جارف أتذكر تلك الكفوف الجميلة التي كانت تعجن لي ولإخوتي الخبز نهارا والحكايات حين يأتي المساء لتسعدنا وتنسينا ذُلّ اليتم .
بحزن عميق أتأمل اليوم تلك الكفوف وقد أصابها الزمن بالرعشة. ، أُقبّلها وأبكي
لأن يداً عزيزة كيدها وكفوف ككفوفها لايجب أن يقسو عليها الزمن إلى هذا الحد.
لو قدر لي أن أركل الزمن بعيداً عنها لفعلت ، لكن المتاح لي فقط أن أردد:
كم هو بائس وحقير وقاس هذا الزمن !!!
مبعث الفرح الوحيد لي :
أنها مازالت إلى جانبي ، ومازالت تحاول هزيمة الزمن ، برفع الكفوف ذاتها داعيةً لي.
حقاً لاشيء في الكون يعدل الأم
لاعبارة تستوعب قلوب الأمهات -حتى وأن قيل عن قلوبهن وطن ،
لأن الأوطان قدتسلب ويختطفها الغزاة.
قلوب الأمهات ( كون) نسيح في أرجائه، وفضاء تتهادى فيه أرواحنابلذة
يكفي أنهن أول من علمونا (التراتيل)