عبدالرزاق حسنين

بإنجازاتنا..ندحض إشاعاتهم

تعمل المملكة العربية السعودية منذ تأسيس بنائها على يد صقر الجزيرة، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، على وضع الخطط الأستراتيجية الهادفة لكل مجالات الحياة، وإستمرارها على ذلك النهج مع تعاقب أبنائه الأوفياء من بعده، تلك الأستراتيجيات التي تهدف إلى رفع المستوى المعيشي للمواطن السعودي بكل فئاته العمرية، وهنا أستشهد بما صدح به خادم الحرمين الشريفين بقوله: “هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً و رائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك”.

وإلى ما صدح به ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بقوله: “رؤية 2030 هي خطة جريئة قابلة للتحقيق لأمّة طموحة، إنها تعبر عن أهدافنا وآمالنا على المدى البعيد، وتستند إلى مكامن القوة والقدرات الفريدة لوطننا، وهي ترسم تطلعاتنا نحو مرحلة تنموية جديدة غايتها إنشاء مجتمع نابض بالحياة، يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم في اقتصاد وطني مزدهر”.

والرفع لمستوى المملكة العربية السعودية في الترتيب الإقليمي والعالمي، حتى شهد عام 2020 الكثير من الإنجازات التي تعتبر مفخرة لأبناء وبنات الوطن، وللمملكة دورها الدولي في المساهمة الجادة في إنهاء القضايا الخاصة بالمسلمين وغيرهم، وذلك برعايتها للكثير من مؤتمرات السلام المحلية والعالمية، إضافة إلى ما تقوم به من دور ريادي جاد للدعم السريع، وبالهبات التي تقدمها عبر المنظمات والهيئات العالمية الرسمية، كاليونيسكو والأونوروا وهيئة الإغاثة الإسلامية، وعبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لتقديم المال والغذاء والدواء لكل الدول المتضررة من الأزمات الناتجة عن الحروب المختلفة، أو الأزمات المناخية كالزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها، وفي الأيام القليلة الماضية ساهمت المملكة في دعم منظمة الصحة العالمية بالتبرع السخي، للقضاء على وباء كورونا 19، الذي يكاد يفتك بمئات الألوف من شعوب العالم، إضافة إلى دعمها المباشر لجمهورية الصين التي اجتاحها وباء كورونا 19، ذلك الدعم الذي لاقى الإستحسان الصيني الرسمي والشعبي، ليبقى الحب الأخوي والإنتماء الإسلامي متوارث في كل أبناء الملك المؤسس وأحفاده، الذين تعاقبوا لقيادة وطن الخير المملكة العربية السعودية، غير متناسين دور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله، في دعم دول العالم الإسلامي التي شهدت العديد من القلاقل والفتن الهادفة إلى تفكيك وحدة الأمم وإحداث الحروب الهالكة للبشرية وإقتصادياتها، إذ تسارع القيادة الحكيمة إلى إرسال الوفود الخاصة لرأب الصدع، والعمل الجاد على تأليف القلوب، بتقريب وجهات النظر لفك المنازعات، بما يقي الشعوب مآسي الحروب، التي يدبرها أعداء الأمة الإسلامية من حولنا، ليبقى العالم الإسلامي الشعلة النابضة في قلب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حفظه الله ورعاه، والمتابع لجهود المملكة ممثلة في كل الوزارات والجهات المعنية للقضاء على وباء كورونا19، يدرك مدى العناية الجادة بالمواطن والمقيم على ترابها الطاهر، وما ذلك الإنفاق السخي لتوفير وسائل الوقاية الصحية لكل قاطنيها، بل والمغتربين الذين شاء القدر أن يكونوا خارج المملكة لأسباب مختلفة، وما شملهم من الرعاية الكاملة في المسكن والمأكل والعلاج اللازم، كل ذلك يؤكد مدى حرص القيادة الحكيمة بالعناية بالمواطن، الذي هو أساس الأستراتيجيات والخطط التنموية في المملكة، وهنا لا يفوتني الإشادة بدور وزارة الصحة وأبطالها بكل كوادرها الطبية وغيرها، الذين يواجهون الوباء بالعزيمة والإصرار الممزوجين بروح الإنتماء والفداء للوطن، بما يذكرنا بالدعاء لأبطالنا رجالات ونساء الأمن المرابطين على ثغور الوطن كافة، وبعد كل تلك الجهود والإنجازات المباركة التي دأبت المملكة على تقديمها، نجد أولئك الممتطون لموجة هوجاء ويعيشون الوهم أحلاماً، من الذين يروجون الإشاعات التي تلاحق المملكة وشعبها، ولكنهم بفضل الله أصبحوا قلة بعد تساقط أقنعة الشر المحلية والدولية في حاضرنا، الذي صار الحزم من أهم سماته والحمد لله، وقد تؤلف القصص والروايات التي تبدأ بسطر في حكاية، ثم ما تلبث أن تنتشر في بعض المجتمع الذي ينطبق عليه ذلك المثل البلدي القديم (يعملون من الحبة قبة)، ولقد أصبحت الشائعات في عالمنا المعاصر بتعدد وسائل تواصله التقنية أكثر رواجاً وأبلغ تأثيراً، لا سيما ونحن نعلم يقيناً بأن *الصراع بين الحق والباطل مستمر حتى يرث الله الأرض ومن عليها*، وهي أيضاً سلاح فتاك في الحروب لزعزعة الأمن وإضعاف تماسك الشعوب، فالشائعة يؤلفها الحاقد وينشرها الأحمق ويصدقها الغبي ويتناقلها من لا يخاف الله، إذ إن بداية الشائعة سطر ما يلبث أن ينتشر حتى يمسي رواية من عدة صفحات في المجتمعات المتفككة، التي تعشق التكاسل والمعوج من الأمور، وبكل أسف تساهم بعض القنوات الفضائية المأجورة في بث الشائعات، والترويج لها بهتاناً وزوراً ضد المملكة العربية السعودية، الدولة العظمى في التطور والإنماء المتسارع الخطى، ليبعدوها عن طريقهم ولتصفوا لهم الحياة بأي لون قاتم يشاؤون، غير عابئين بما تحملوه من الأمانة التي قال عنها سبحانه: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (الأحزاب72)، إنها الأمانة وحب الوطن والإنتماء إليه، وما يتبعها من الإجتهاد والإخلاص وبذل مزيد من الجهد للإرتقاء به نحو القمم، ليبقى الوطن بعون الله تعالى شامخاً على كل الخليقة من أدناها إلى أقصاها، ومن المتعارف عليه إن الشائعة داء يفتك بعزيمة شعوب العالم، إذا ما سلموا أنفسهم لها وتراخوا في البذل والعطاء، وهنا بيت القصيد ومطلب من يروجون الشائعات، ليثبطوا جهود المخلصين في خدمة الوطن ومن سار على ترابه الطاهر، وقد تكبر الشائعة وتنتشر مثل النار في الهشيم، حتى يكاد يصدقها مروجوها، وهنا وعبر صحيفة مكة الإلكترونية التي أكن لها إحتراماتي، أناشد كل مسؤول في هذا الوطن الكبير بالمضي قدماً إلى الأمام مع الحرص على تطبيق حكمة العقلاء، (تستطيع أن تبني من الحجارة التي يرمونك بها سلماً ترتقي به للمجد أو قصراً شامخاً)، ولندع تلك النار البالية *تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله*، ولنحرص على تجنب تداول الأخبار *نسخ ولصق* دون التحقق من مصادرها الموثوقة، حفظ الله تعالى الوطن قيادة وحكومة وشعباً من كل سوء، وأختم بعد الصلاة على النبي وآله وصحبه بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (الحجرات6).

عبدالرزاق سعيد حسنين

تربوي - كاتب صحفي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم
    ابعث برسالتي هذة اليكم راجيا من الله ان تساعدونا حتي تجتاز البلاد والعبادمحنة كرونا . واخاطبكم لشعبيتكم الكبيرة حتي نسلط الضوء علي كارثة يمكن بسببها حتي بعد اجتياز المرحلة الصعبة ان ترجعنا الي نقطة الصفر الا وهي شركات التنمية البشرية والتي توفر عمالة بالساعة
    فهنالك مشكلتين الاولي هي تكدث هذة العمالة الشرق اسيوية في مجمعات سكنية توفرها الشركات ومنهم العايد من بلدة بما يحمل ومنهم ضعيف التوعية والمعرفة .
    المشكلة الثانية وهي تنقل هذة العمالة يوميا من مكان لاخر ولا يتكرر نفس المكان في اغلب الاحيان ثم يتجمعون وتفرقون في اماكن مختلفة مرة اخري وهكذا .مما يزيد من نسبة انتشار المرض.
    حتي لا نرجع لنقطة البداية .علية ارجو شاكرا توعية المجتمع حتي يصل الموضوع الي الجهات المسؤلة لاتخاز الاجرات المناسبة.
    ولا مانع عندي في اي تعديل او حزف او اضافة للموضوع وان ينشر الموضوع باسمكم حتي نجاز معا هذة المحنة.
    نسال الله ان يوفقنا وايكم .ولكم جزيل الشكر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى