في ظل الأوضاع العالمية الراهنة، وما صاحبها من كفاءة في الإجراءات الاحترازية التي قامت بها حكومتنا الرشيدة بالنسبة لي كمواطن سعودي لم يكن مدهشًا ما يحدث؛ لأننا ولله الحمد منذ توحيد المملكة على يد المؤسس ومرورًا بأبنائه البررة رحمهم الله وأطال في عمر مولاي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين دومًا كانت المملكة مثالًا رائعًا في التعامل مع الأزمات.
ولكن تلك الأزمة وكونها ارتبطت بالعالم أجمع دون استثناء في وقت واحد، جعلت السعودية محط أنظار العالم لما قامت به جميع قطاعات الدولة من جهد جبار بتذليل كل الصعوبات أمام مواطنيها في الخارج والداخل في الوقت الذي كانت الكثير من دول العالم تقوم بالالتفاف حول المشكلة دون أي إجراء حقيقي.
كقارئ للأرقام المعلنة دوليًا عن أعداد المصابين، أجزم بأن حكومة المملكة من أجل سلامة مواطنيها خصصت موازنات مليارية حتى وإن لم تعلن ذلك للتعامل بكل احترافية مع تلك الأزمة والتي تجلت فيما يلي
أولًا: حجوزات الفنادق الخمس نجوم لاستضافة ورعاية السعوديين العالقين في الخارج مجانًا، ثانيًا: توفير النقل الجوي في بدايه الأزمة قبل تعليق الرحلات لإخلاء جميع الرعايا السعوديين في الخارج مجانًا، ثالثًا: تعطيل جميع الدوائر الحكومية والخاصة في الداخل، وتسخير وسائل التقنية لإنجاز أي معاملات من خلال المنصات الإلكترونية التي أثبتت اليوم كفاءة السعودية في التحول الإلكتروني، رابعًا: الرعاية الطبية المتميزة للمصابين والمشتبه بإصابتهم في الداخل للمواطنين والمقيمين، خامسًا: توفير جميع وسائل الوقاية والأدوات اللازمة مجانًا للمواطنين والمقيمين في الداخل، سادسًا: التوجيه الصريح لعدم فصل الكهرباء والماء على المتعثرين عن السداد في تلك الأزمة من المواطنين والمقيمين من قبل الشركات ذات الاختصاص، سابعًا: جهود وزارة التجارة الجبارة في منع أي ارتفاع في أسعار السلع قد يستخدم من ضعفاء النفوس ووجودها في أرض الميدان على مدار الساعة لضمان توفر جميع السلع أمام حاجة المواطن والمقيم، ثامنًا: تصريح وزير المالية المحفز الذي تطرق بأن الدولة لديها من الاحتياطيات مايفوق حاجتها لمواجهة تلك الأزمة، وهذا خير دليل بأن الإجراءات التصحيحية التي اتخذتها الدولة منذ انطلاق الرؤية أثبتت نجاحها اليوم، تاسعًا: تواجد منسوبي وزارة الصحة في الصفوف الأمامية على مدار الساعة للرد على أي استفسار من خلال المركز الوطني لإدارة الكوارث الصحية، عاشرًا: تفاعل علماء المملكة غير المستغرب مع تلك الأزمة بالدعوة للصلاة من البيوت، الحادي عشر: مساهمة وزارة الداخلية في تعليق إقامة المناسبات في صالات الأفراح والاستراحات والفنادق، الثاني عشر: مساهمة وزارة التعليم في تعليق التعليم والتعامل مع الأزمة بكل حرفية من خلال استخدام وسائل التقنية، الثالث عشر: إتاحة الإجراءات التوعوية بجميع اللغات العالمية، الرابع عشر: مساهمة النيابة العامة المتميزة في تعاملها مع أي بلاغات تجاه ناشري الإشاعات داخل المجتمع، في الحقيقة القائمة تطول ولايمكن حصرها في مقالة، ولكن ما أستطيع قوله اليوم هناك عمل مؤسسي تقوم به حكومتنا بامتياز جعل منها الأولى عالميًا في رعاية مواطنيها.
خلاصه القول، تربعت المملكة العربية السعودية من خلال دعم القيادة اللا محدود في القمة، بينما سقطت دول كان يراها البعض من الطابور الخامس بأنها عظمى في ذيل القوائم العالمية في التعامل مع تلك الأزمة حتى أصبحنا نرى شعوبها في وسائل التواصل الاجتماعي يطالبونهم بالاستفادة من تجربة السعودية العظمى، وحذو حذوها في رعاية مواطنيها في الخارج والداخل.