المقالات

الاسترخاء

في هذه الأجواء المشحونة بالقلق والخوف والترقب، وما تتطلبه الظروف الصحية الراهنة من إجراءات احترازية وما يتبعها من توارد الشائعات وتزاحمها، وغزارة المعلومات وتضاربها بشأن الفيروس التاجي كورونا المستجد ‪ ،(COVID-19)والذي أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية (جائحة عالمية)، وما فرضه ذلك من التغير في نمط الحياة وأساليبها؛ المتسمة بالجلوس والحجر المنزلي، مما يفرض علينا أنماطًا جديدة قد تبعث لدى البعض على السأم والتوتر وإرهاق الأعصاب والقلق الزائد الذي قد يصل إلى حد الهلع مما يؤثر سلبًا على صحتنا النفسية وتعاملنا التصادمي أو الانسحابي مع المحيطين بنا، إضافة إلى رؤيتنا السلبية لذواتنا. ‬
ومن هنا تبدو الحاجة لتعزيز الصحة النفسية لدينا لتجنب القلق المبالغ فيه وآثاره، والترقب ومآلاته، وهناك عدة طرق لتحقيق ذلك.
ومن هذه الطرق العلمية “الاسترخاء“، ويعد أحد أهم أساليب مواجهة التوتر والقلق، والذي يعرّف بأنّه إراحة الأعصاب والحدّ من شدّة التوتّر العصبيّ والنفسيّ؛ حيث تعمل تمارين الاسترخاء على تهدئة الأعصاب وصفاء الذهن. وحلّ المشاكل النفسية للأفراد.
وللاسترخاء طرق عديدة يستطيع كل فرد تطبيقها في منزله – هذه الأيام بالذات- وسيلمس آثارها الإيجابية فورًا ومن هذه الطرق:
1. الجلوس في مكان هادئ وإغماض العينين، وأخذ نفس شهيق بعمق، ثم كتمه لمدة ١٠ ثوان ثم إخراجه بقوة، والتكرار لعدة مرات ويمكن تكراره بعد عدة دقائق، وأخذ قسطًا من الراحة لا يتجاوز الدقيقتين والعودة إلى الوضع الطبيعي تدريجيا.
2. النوم على الظهر ومد اليدين بجانب الجسم، وتباعد الرجلين ورفعهما على دعامة أعلى من مستوى الجسم، ثم إغماض العينين والتنفس بهدوء مع ملاحظة وجوب الابتعاد عن أي مؤثرات صوتية أو ضوئية ولمدة عشر دقائق.
3- التنفس البطني، ويتم بالاستلقاء على الظهر أو الوقوف في وضع استقامة مع وضع إحدى راحتي اليد على منطقة البطن والأخرى على منطقة الصدر مع أخذ شهيق؛ وكأنك تأخذ النفس نحو البطن بحيث ترى اليد التي على البطن ترتفع نتيجة ارتفاع البطن كلما تمدد الحجاب الحاجز مع بقاء اليد الأخرى دون ارتفاع مع حبس النفس قليلًا، وإخراج الزفير ببطء من الفم مع الضغط على البطن برفق للداخل. تَكرار نفس الخطوات لمدة خمس دقائق.
4. الحمام الدافئ وذلك بالوقف تحت الدش مدة طويلة وغمر الجسم بالماء من أعلى إلى أسفل فالماء يخلص الجسم من الطاقة السلبية مع ملاحظة أن يكون الماء غزيرًا، ويغمر الجسم كاملًا ولفترة طويلة مع رفع الراس وإغماض العينين، ويمكن هنا عمل نفس الشيء في بانيو الاستحمام مع ملاحظة رفع الرجلين قليلًا ثم الوقوف وغمر الجسم بالماء.
5. ممارسة السباحة؛ حيث تعمل على التخلص من الشعور بالإجهاد، والتوتر والقلق، وتحقق الاسترخاء والراحة.
هذه بعض تمارين الاسترخاء المفيدة، ويمكن الاستزادة خاصة بما يتعلق بالتمارين المتعلقة بأعضاء الجسم مثل: الوجه والفكين والعضلات…إلخ من خلال الاطلاع على المواقع النفسية المعتمدة، ومشاهدة الفيديوهات العملية، وهناك طرق أخرى لتعزيز الصحة النفسية إضافة للاسترخاء ومنها:
1. إقامة الصلوات بتدبر وخشوع وتأمل، وما يرافقها من تسبيح واستغفار وتوكل على الله، والتي تبعث في النفس الطمأنينة والراحة.
2. ممارسة الهوايات الفردية كالمطالعة والرسم والكتابة وغير ذلك من الهوايات التي يمكن ممارستها داخل المنزل.

همسة:
أخي / أختي احرص /ي على تتبع الأخبار من مصادر معتمدة ولا تلتفت/ ي لكل ما يقال، والالتزام بالتعليمات الرسمية وتذكر/ ي دائمًا أن هناك فرقًا بين الحيطة والحذر، وبين الوسواس والقلق الزائد.
وفقنا الله فهو الشافي المعافي، وتوكلنا عليه فهو نعم المولى ونعم النصير.

————-

استاذ القياس والتقويم
وكيلة عمادة القبول والتسجيل
والمشرف العام على إدارة الإرشاد الجامعي

جامعة الطائف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى