بصدور أمر خادم الحرمين الشريفين بمنع التجول؛ للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد من الساعة 7مساء وحتى الساعة 6صباحا ولمدة 21 يوما تبدأ من مساء يوم الإثنين 28 لشهر رجب 1441هـ يكون هذا الأمر إجراء من ضمن الإجراءات الاحترازية، والتدابير الوقائية السابقة المتتالية ؛ لمحاربة هذا الداء المنتشر عالميا، وفرض هذا المنع اللازم بمثابة فرض السلامة على المواطنين والمقيمين _ بمشيئة الله _ في هذا الظرف الصحي الاستثنائي التي تشهده بلادنا مثلها مثل بقية دول العالم.فوفقا لآخر الإحصائيات الرسمية عبر الحساب الرسمي لوزارة الصحة فأعداد الحالات المصابة بالفيروس في تزايد ووصلت للرقم 562 حالة وإن كانت من وجهة نظر شخصية مقبولة إلى حدما. فيمابلغ ولله الحمد عدد المتعافين 19حالة، ولم تشهد أي حالة وفاةحفظنا الله جميعا وتشكر الوزارة على هذه الجهود الحثيثة عبر مستشفياتها الحكومية ومنسوبيها بكافة مهامهم.. فهم بالفعل أبطال يفخر ويعتز بهم ليس على مواقفهم الطبية فحسب بل والإنسانية، والتوعوية فجزاهم الله خيرا.
وفي المقابل وقبل صدور هذا الأمر الملكي الهام لوحظ للأسف مشاهد غير مسؤولة في وسائل التواصل الاجتماعي من قبل بعض المجموعات في المجتمع لاتدرك مدى الخطورة المتوقعة من مثل هذه التجمعات غير المبررة حيث أنه من الممكن للفرد الحامل الفيروس وعبر المخالطة الجماعية أن ينقل المرض للآخرين بكل سهولة. فسرعة انتشار هذا الفيروس عالية. فمن المناظر المؤسفة وقبل أيام معدودة لمجموعة شباب في إحدى مدن المملكة يتباهى بغباء أحد أفرادها بتواجد مع آخرين على شاطئ البحر وكأنه مهرجان خاص بفيروس كورونا على حد تعبيره..! وشخص في مكان آخر ومعه مجموعة من أقاربه، وأصدقائه يؤنب شخص غائب؛لعدم حضوره معهم؛ لتناول الوجبة الدسمة جماعيا المضادة للكورونا على حد زعمه..!! وعموما الدولة_وفقها الله _ كفيلة بردع أي مخالف للتعليمات والأنظمة في أي مدينة كانت من مدن المملكة عبر رجال الأمن.
إن من المأمول من أفراد المجتمع كافة أن يكونوا على وعي، وإدراك كبيرين لهذه المرحلة الصحية الحرجة، واتباع الإرشادات الصادرة من قبل وزارة الصحة بكل دقة واهتمام، والتعاون المطلق مع الجهات الأمنية خلال فترة المنع الجزئي المعلنة فهنا المنع من الموكد؛ لسلامة المجتمع. فالفرد في حالة إصابته لا قدر الله لن تتوقف المشكلة عنده، بل ستمتد بطبيعة الحال إلى أفراد آخرين سواء من أسرته، أوأقاربه، أوأصدقائه، وغيرهم. ليس لهم ذنب من هذه الإصابة سوى التصرف الأهوج من هذا الجاهل. فلا مجال هنا للتباهي، والكذب، والهياط فالفيروس مؤذي جدا، بل مهلك ولايفرق في كل الأحوال بين صغير، أو كبير. ومثل هذه التصرفات الحمقاء قد تؤدي إلى عواقب لايحمد عقباها نسأل الله السلامة والعافية للجميع. وعلى أى حال هي أزمة حقيقية ولكن بالإيمان بالله، والدعاء، ثم بالالتزام التام بالتعليمات والتوجيهات الصحية ستمضي إلى خير بإذن الله حفظنا المولى عز وجل جميعا من كل داء.