لن نؤمن مستقبلًا بأن هناك عالم متطور ومتقدم وعالم ثالث متدهور ومتخلف إذ أن هذه النعوت والتوصيفات ولى زمنها وانتهت صلاحيتها اللهم في تطوير أسلحة تدمير البشرية لا لإعمار الأرض بسكانها في مكانه وهذا ما كشفه لنا فيروس ” كورونا ” الضيف الثقيل الخفيف وزنه والمتخفي فلا يرى بالعين المجردة ويحتاج التكبير آلاف المرات في المجاهر المتخصصة للوصول إلى شكله ولونه ومع كل هذا فقد أرعب العالم بأكمله ولكنه كوقع الحسام على رقاب المتشدقين بأنهم يفوقون غيرهم في التقدم العلمي والتطور التقني بعد أن أصيبوا في مقتل فانكشفت عورة ما وصلوا إليه من تطور تحول إلى تدهور في أوطانهم وفي مصانعهم ومؤسساتهم العسكرية والمدنية وفي رؤوس هرمات المسؤولية التي ارتعدت فرائصها وخانتها التعبيرات أثناء إلقاء خطابات أمام مواطنيهم نقلتها القنوات الفضائية الفاضحة لسوء ما وصلوا إليه من تنصل من واجباتهم في الغرب وأوروبا وهم يتخلون عن مواطنيهم في أحلك الظروف .
وصل ببعضهم لأن ينشر الذعر وآخر تنهال الدموع من عينيه وهو يعلن عدم قدرتهم على تحمل ما يحدث كما هم في إيطاليا وبريطانيا وألمانيا وأسبانيا بل وسجلت متاجرهم أسوأ تقصير في عدم توفر المواد الغذائية للمواطنين والمقيمين من خارج تلك البلدان وإعلانهم بأن الدولة ليست مسؤولة عن حمايتهم من هذا الفيروس ولم تعد قنواتهم تتحدث عن بطولاتهم وحروبهم في الشرق والغرب بل انكفأت لنشر أخبار الفيروس وأعداد المصابين والمتوفين الذين أصبحوا في بعض تلك الدول كالحيوانات النافقة في الشوارع والميادين يتم جمعهم ودفنهم في مقابر جماعية ليست بعيدة عن تلك التي فتحوها في بلدان كثيرة وهم يبسطون سيطرتهم بقوة السلاح المدمر كما في الشرق الأوسط وكثير من الدول الإسلامية التي انتصر لها هذا الفيروس شاءوا أم أبوا مهما قلل من شأنها فهي انتصار للحق على قوى الباطل .
وتأتي المملكة العربية السعودية بقيادتها وريادتها وشعبها ومعتقداتها لتؤطر وتؤسس قاعدة صلبة للتعامل مع الكوارث الطبيعية ليست من باب الصدفة ولكنها من خبرات تراكمية أثبتت فيها بأنه عظمى قولا وفعلا عظمى في طريقة التعامل وإدارة الأزمات في الحروب قديمها وحديثها وفي وقوع ما يكره الناس فقد سجلت معدلات عالية من الجودة التي يقع في مقدمتها الحفاظ على الإنسان باعتباره الهدف الأسمى في بناء الدولة الحديثة والأخذ بجميع أسباب الرقي وأعلى معدلات خدمته وخدمة ظروفه في العسر واليسر في المنشط والمكره وهذا ما قطع عليه شعبها عهدا على نفسه بطاعة ولي الأمر في كل هذه الحالات مما جعلهم يتخطون الصعاب أمام تذليلها من قبل مؤسسات الدولة المدنية منها والعسكرية وهذا ما أثبتته أزمة فيروس كورونا التي عصفت بمقدرات الدول التي تطلق على نفسها المتقدمة فانكشف سترها وأصبحت تتوارى يوما بعد يوم خلف قصور خدماتها وخلف نقص احتياجات شعوبها والتي ظهرت من خلال النقل المباشر اليومي لخلو المتاجر من المواد الغذائية والاستهلاكية في الوقت الذي نجد أسواق المملكة تعج بالمواد الغذائية والاحتياجات المنزلية والأدوية الضرورية لمواجهة هذا الوافد وتوفر جميع الإمكانات التي تحافظ على صحة المصابين الذين وفدوا بالفيروس من خارج المملكة ومع هذا ولله الحمد لم يتوفى شخص واحد حتى الآن فيما تم توفير جميع الإمكانات من خلال منظومة المستشفيات التخصصية وتهيئة كل ما من شأنه انحسار هذا الفيروس على مستوى قارة باتساعها وترامي أطرافها فالكل ينعم بنفس الاهتمام الذي يبذل في المدن والقرى والهجر وجميع المنافذ والمطارات والموانئ والطرق البرية ولله الحمد بفضل قيادة حكيمة راشدة وحكومة رشيدة .
مختصرات :
في أمريكا بكبرها وحجم مواردها وتقنياتها وإمكاناته الصناعية والزراعية عجزت أمام هذا الفيروس تقديم ما يمكن لمواطنيها أو توفير احتياجاتهم اليومية التي سجلت نقصا هائلا بشكل يومي وأمام هذا التخلي الواضح الفاضح لجأ المواطنون لشراء الأسلحة والذخيرة لتسجل أن ما تم بيعها يساوي عشرة أضعاف اقتنائها قبل الأزمة حتى خلت متاجرها من الذخيرة خوفا من غياب سلطة تحميهم مما يضطرون للدفاع عن أنفسهم في ظل تخوفهم من فوضى اجتماعية قد تحصل بعد الفوضى التي حصلت وتحصل يوميا للحصول على مواد غذائية وأدوية ومستلزمات الحياة اليومية العادية .
في أسبانيا وفي مشهد عجيب وغريب خلت المدن من المواد الغذائية حتى لوحظ سرب من الحمام يطارد أحد المارة ويتكوم حوله بحثا عن شيء يسد به رمقه وهذا المشهد كان سببه خلو المطاعم ومحلات بيع المواد الغذائية من كل ما يقيم صلب الإنسان في بلد كانت السياحة مصدره الأكثر جلبا للمال فأصبح شعبه في عزلة تامة داخل البيوت يقتاتون بما توفر لديهم وأكد ذلك أحد السعوديين في مقطع بأن اسبانيا تمر بمجاعة لم يشهد لها مثيل وأن الناس بدأوا يموتون في بيوتهم والحي لا يعرف كيف يدفن الميت من الفاقة التي تمر ببلد كان مهوى أفئدة السياح .
إيطاليا تحولت إلى بلد منكوب من آثار الفيروس الذي فتك بهم فتكا ذريعا والصور المنشورة عن شوارعهم وميادينهم تعطي صورة لموت بطيء دونما تدخل من الدولة التي اكتفى المسؤول فيها بالبكاء أمام الشاشات ليرفع أمره كما قال إلى السموات فيما بدأت ألمانيا وبريطانيا وغيرها تنهار صحيا والفيروس يتسارع في نشر الذعر والخوف بين مواطنيها والقارة العجوز أصبح لها من اسمها نصيب فعلا فقد عجزوا عن توفير الحماية والرعاية للناس الذين أصبحوا يعتمدون على أنفسهم في تدبير أمورهم أمام تخلي كل المسؤولين عن دورهم تجاه هذه الجائحة العالمية.
إيران تتعلل أمام تفاقم الوضع الداخلي الهش صحياً بعقوبات أمريكا وتحاول عن طريق معمميها تهوين الكارثة في زيادة عدد المصابين والمتوفين ولا تغيب عن وضعها تركيا التي بدأت تشحذ العدو قبل الصديق والبعيد قبل القريب للحصول على أبسط حقوق مواطنيها ليس بطلب العلاج ولكن بالحصول على أجهزة الكشف وأدوات الوقاية لأنهم اهتموا بتجهيزات الجيش وأصبحوا يبحثون عن لقمة العيش في ظل النقص في متطلبات الحياة والاستشفاء .
انعطافه قلم :
تحدث خادم الحرمين الشريفين بشفافية ومصداقية ومحبة وتحمل مسؤولية وطمأنة شعبية وتوجيهات سديدة وبذل سخي وتعهد بالمضي قدما في تحقيق السعادة فأنصت الجميع لحديثه وشكروه ووجه بمنع التجول فالتزموا بتوجيهه وأكد للعالم أن السعودية بقيادتها وسياستها وشعبها عظمى شاء من شاء وأبى من أبى عاش الملك وعاش سمو ولي عهده وعاشت السعودية الحرة الأبية .
فقط أقول باختصار شديد يعطيك العافية يا دكتور غريب في هذا الاستعراض والاستطراد والمقارنة والحقيقة تهاوت عروش الغرب وأوروبا فعلاً أمام هذا الفيروس لسبب واحد إنهم اهتموا باستعمار البشر والعيش كالسرطان على مقدرات الشعوب ونسوا الله فأنساهم أنفسهم اليوم أمام هذا الفيروس الذي جعلهم صرعى كأعجاز نخل خاوية أمام قلة إمكاناتهم وسوء إدارتهم للأزمة وبدأوا يصارعون بعضهم بحثاً عن مجد خلف لقاح بالتجميع والتلميع .
شكراً لمكة الصحيفة الإلكترونية شكراً لمن يقف خلف نجاحاتها حتى نافست مثيلاتها .