في بادرة هي الأولى من نوعها تجري المملكة العربية السعودية اتصالات مكثفة مع دول مجموعة العشرين لعقد اجتماع استثنائي افتراضي، انطلاقاً من استشعار المملكة بأهمية دورها الريادي في تكثيف الجهود الدولية المبذولة لمكافحة فيروس كورونا المستجد، و نظراً للانعكاسات السلبية لازمة كورونا على الاقتصاد العالمي، و من منطلق ثقل المملكة الاقتصادي و وقوعها ضمن مجموعة الدول العشرين الاقوى اقتصاد في العالم، و في ضوء رئاستها مجموعة العشرين لهذه الدورة، و التي تمثل الدول الأعضاء فيها 20 قرابة ٩٠% من الإجمالي العالمي للإنتاج القومي، و٨٠% من نسبة التجارة العالمية ( بما في ذلك التجارة الداخلية للاتحاد الأوروبي )، وأيضا تمثل الدول الأعضاء ثلثي سكان العالم ، فضلا عن الثقـل الاقتصادي لأعضاء المجموعة الذى يفضى عليها درجة عالية من الشرعية والتأثير على إدارة النظام المالي والاقتصادي العالميين. فقد دعت المملكة لعقد اجتماع قمة استثنائي لتوحيد الجهود و دراسة انعكاسات الازمة على جميع الاصعدة و وضع الاحتمالات المترتبة عليها، و من ثم اعادة صياغة الخطط الأساسية و وضع خطط بديلة عاجلة لتدارك الأثار السلبية لهذه الأزمة العالمية.
من المتوقع ان يترتب على اجتماع القمة الاستثنائي وضع خطط استراتيجية لتوحيد جهود الدول الاعضاء و اعادة صياغة و برمجة قرارات جديدة مؤقتة تخدم استقرار اسواق النفط في الفترة القادمة و تعوض الاضرار الاقتصادية التي ترتبت على تفشي أزمة كورونا، و ذلك من خلال اعتماد قرارات و اجراءات تكاملية عاجلة لمجموعة العشرين، تضمن مصلحة الجميع و تُحد من التداعيات السلبية للازمة على صحة و سلامة الشعوب، وتدعم قوة و استقرار اقتصاد الدول و تساعد على تعافي و نمو الاقتصاد العالمي، وقد اشارت المملكة الى ان القمة ستبنى على جهود وزراء المالية و محافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين، و كبار مسؤولي الصحة و التجارة الخارجية لتحديد المتطلبات و إجراء الاستجابات اللازمة. بادرة رائدة للمملكة العربية السعودية لاحتواء الأزمة العالمية، تتطلب استجابة عاجلة من كافة الدول بما يدعم حركـة النمو والتطور الاقتصادي و يخدم الاستقرار الاجتماعي و الاقتصادي و البيئي السياسي العالمي.