بفضل من الله سبحانه وتعالى أن جعلنا مسلمين محكمين لشريعة الإسلام منهجًا ودستورًا ثم جعلنا في مهبط الوحي وأكرمنا بأعز البقاع في الأرض، ثم ولانا بمن هم أهل للولاية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فجعلوا نظام الحكم في بلدنا مستمدًا من شريعتنا الغراء؛ وبهذا تضمن نظام الحكم في مادته السادسة والعشرين بما نصه:
(تحمي الدولة حقوق الإنسان وفق الشريعة الإسلامية)، وأضافت المادة السابعة والعشرين من نفس النظام ما نصه:
(تكفل الدولة حق المواطن وأسرته في حالة الطوارئ).
يا سادة ياكرام..
من هذا المنطلق الديني الاجتماعي الثقافي تكون العلاقة قويه وصلبة ومتأصلة ممتدة ومتينة تربط نظام الدولة وأنتما المواطن والمقيم على حد سواء بما يكفل العيش للجميع بطمأنينة وسلام.
وامتدادًا لهذه المسيرة والعلاقة النيرة شرعت حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -أيدها الله- بنصره إلى المبادرة برفع الضرر وليس أدل لنا من ذلك الكم التتابعي لتلك الإجراءات العظيمة التي نهجتها مملكتنا الحبيبة عند انتشار فايروس كورونا العالمي.
فسارعت مملكتنا الغالية بعمل كل الاحتياطات التي من شأنها الحد من انتشار هذا الفيروس القاتل.
فبدأت بالتوعية الصحية عبر كل وسائل الإعلام، وحذرت في ذات الوقت من أسباب الانتشار فبدأت بأخذ التدابير والاحتياطات الأمنية بالكشف على القادمين من الخارج، ثم الحد من التجمعات وما تبعها من إيقاف مسيرة التعليم المباشر بأشكالها وأنواعها كاحتراز آمن لتفشي الفيروس القاتل، ثم تلى ذلك إيقاف صلاة الجمعة والجماعة في المساجد لجميع الفروض والاكتفاء برفع الأذان باستثناء الحرمين الشريفين تفاديًا لانتشار أي عدوى وفقًا لما أقرته هيئة كبار العلماء وما تلاها من تعليق دوام الموظفين ومنع التجول وفق جدول زمني محدد… إلخ.
إن ما يدعونا للفخر دائمًا بديننا أولًا ثم بمليكنا وقيادتنا الحكيمة نهجها بالحرص كل الحرص على سلامة المواطنين والمقيمين رغم التبعيات والأضرار نتيجة إجراءات التغيب عن الأعمال بصور مباشرة وما يعطل مسيرة الحياة وعجلة التقدم؛ ليبقى المواطن هو الأهم عن الاعتبارات اللاحقة في هذا الوطن الغالي العظيم بقيادته وشعبه …!!!
ومن هنا أسعدنا كمواطنين كل هذه الإجراءات الاحترازية، وأمتعنا على حد سواء ثقافة المجتمع ووعيه بكل التعليمات التي تصدرها القيادة حفاظًا على سلامة مواطنيها.
ولأني شخصيًا أنتمي لمجتمع قروي صغير في قريتي الصغيرة (الرهوة) التابعة لقبيلتي آل عاصمي سراة وتهامة بربيعة ورفيدة أبها عسير.
فقد أسعدني جدًا ثقافة وتقبل مجتمعي وقبيلتي وقريتي التي لم تكن في معزل عن مجتمعنا السعودي العظيم فكانت جزءًا مكملًا لموطني.
فحينما توفيت بقريتي امرأة استثنائية بطبعها كنا نحسبها بمئة رجل؛ كونها كانت عصامية تجلت بخلقها العظيم وكرمها وتعاطفها مع القاصي والداني فلم أجد أحدًا من مجتمعي ممن يعرفها إلا يذكرها بكل خير.
تلك هي أمي الثانية/سالمة بنت حامد بن عبدالله العاصمي رحمها الله، وأسكنها الفردوس الأعلى فقد كانت قامة وقيمة عظمى حزنت قريتي وقبيلتي كافة لفراقها بمشاعر تحمل كل معاني الخلق العظيم والطيب والحب والوفاء لكل من عرفت.
وباعتبار قريتي الصغيرة لم تكن هي الأخرى في منأى عن تعليمات دولتها فحينما حزنت قريتنا لفراق فقيدتنا سالمة -رحمها الله- وأسكنها فسيح جناته بادر أهلها وذويها بإرسال رسائل بأن يكتفى بمشاركة الحد الأدنى في دفنها، وأن تكون مراسم العزاء عن بعد بالاتصال الهاتفي، ويتحقق في كل ذلك مقولة (النظر سلام)؛
تماشيًا لتوجيهات دولتنا العظيمة.. في ظل الظروف الصحية التي نعيشها حاليًا..
بالطبع حزنًا لفراق فقيدتنا رحمها الله.
وسررنا بوعي مجتمعنا رغم الحزن ..