المقالات

رياضتنا بين المهنية والواقع الأليم

من خلال متابعة مستفيضة لكمٍ هائل من البرامج الرياضية والنقل المؤسسي المختص في جوانب رياضتنا، وبين نواتجه الحية والمشاهدة عن كثب وجدت أن كثيرين أخذوا على عاتقهم الخوض في البرامج الرياضية وصحافتها دون مهنية حقيقية، ولم يكن الدافع الحقيقي وراء ذلك إلا الدفاع المستميت عن لون أو شعار بحد ذاته، ثم جاء التعزيز لذلك الشخص الذي يجهل أغوار الرياضة وربما تاريخها الحقيقي من خلال أشخاص رأوا فيه ناشطًا رياضيًا مدافعًا مستميتًا عن ألوان فريقهم أو ما شابه ذلك، حتى أصبحت المقالات تصب في ذات القالب العقيم، فأتبعها ظهور إعلامي يقتص الواقع من أجل تأليب الرأي وكثرة الحديث الفارغ الذي قد يبدأ وينتهي دون تحقيق الهدف المنشود من ذلك النقل الحي والمباشر، ونعود كما يقول المثل “كأنك يابو زيد ما غزيت”.

أصبحت الإثارة الإعلامية الرياضية هي الهدف المنشود من معدين ومقدمين فقط لكسب المشاهدات لا لنقل رياضتنا نحو القمة، وإنما نحرها والبقاء في دائرة العتمة.
كثيرون اعتزلوا المشهد الرياضي إعلاميًا؛ لأنهم غير مقتنعين بما تقدمه بعض البرامج الرياضية؛ وكأن البضاعة باتت مكشوفة ويصعب معها التواجد بما أنهم لا يجيدون التلون وتغيير الحقائق.
لفت نظري سؤال للكاتب المعروف خلف ملفي في لقاء معه من خلال صحيفة البلاد يوم الأمس، وهو من عاصر البرامج الرياضية طوال عقود بأن البرامج الرياضية أصبحت مخجلة وشبهها بسوق بضاعته ضعيفة .!!

سؤال أوجهه لخلف ملفي وعن فحوى حديثه بأن الوضع مخجل .. ألم تكن ذات يوم متعصب الرأي لفريقك، وتهاجم بشراسة كل من كان يناقشك فيه، وجعلت من البرامج الرياضية منبرًا لذلك .. ألم تساهم في صناعة هذا التعصب في كل مرة تظهر بها علينا منظرًا من أجله، وهل حقيقة غادرت المشهد الرياضي أم أخرجت منه ؟

الآن وبعد أن خرجت ببضاعتك تدعي الحيادية وتنشدها !!!
وهنا مكمن الخلل، عندما تأتي بمختصين رياضيين، وتدمجهم مع المؤثرين يحدث السوق جلبة، ويبقى الأقوى هو ذلك المؤثر وإن كان مغالطًا للحقيقية.

لا يمكن أن نتغافل عن الصف الثاني وهم الأهم في ضعف المنظومة، وهو الذي يجهل التاريخي الرياضي ثم يُزج به في أغوارها وسراديبها فيهرف بما لا يعرف ويصبح بين ليلة وضحاها ناقدًا ومثقفًا رياضي يشار له بالبنان ولو سألته عن خلفيته الرياضية جيش جيشه وقام بالهجوم المعاكس لينال منك بقوة التأثير لا بالحجة، ونعود لذات الدائرة المغلقة حائرين متسائلين !!!
من ينقذ رياضتنا من غثاء السيل هذا ؟

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بيض الله وجهك أستاذ سعيد فقد قلت في مقالك الحقيقة الواضحة لبرامجنا الرياضيةلقد عزف عن مشاهدتها كل عاقل وكل مثقف لأنها فعلا بضاعتها رديئة ورديئة جدا تنضح بالتعصب وقبله الجهل العقيم من بعض الضيوف .
    سئمنا منها ونتمنى أن يلقى مقالك أذن صاغية في وزارة الرياضة وترفع الهابط من البرامج وتعزز الجميل إن وجد وأشك في ذلك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى