هل مجتمعنا سطحي ؟!

السطحي من خلال وجهة نظري هو: الذي ليس لديه عمق ثقافي، ومعرفي في التلقي، أو الطرح؛ ولهذا فإنه إنسان من السهولة أن يلقن، ويحشى بالمعلومات، والأخبار المغلوطة، والشائعات، ثم يلقيها دون وعي منه على طرف آخر ثم تنتشر من خلاله ما لا يمكن نشره إلا بعد التبين، والتثبت.

وسائط التواصل الاجتماعي زادت من السطحية، وعمقتها فهي وسائل إعلامية؛ إلا أنها تفتقد الأطر، والأهداف وسياسة الإعلام التقليدي (الصحافة، التلفزيون، الإذاعة).

كلنا تأتي إليه معلومات قد تكون فيها مصداقية، وقد تكون مغلوطة وشائعة إذا افتقدت المصدر والمرجع الموثوق، وافتقدت خاصية التبين، والتثبت، نرى ذلك في أوقات تظهر فيها ظواهر، وأحداث كما هو في الفترة الراهنة مع الوباء العالمي كورونا، وغيره من الأحداث التي تمر.
ثم نلحظ ظاهرة أخرى وهي تبادل مقولات لشخصيات بارزة ثقافية، وأدبية، وفلسفية، وعلمية…إلخ وقد تكون من أقوالهم، وقد تكون منسوبة إليهم.

ما أود الإشارة إليه هنا بأن وسائط التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في سطحية فئات من المجتمع، وغيبتهم كثيرًا عن أو بشكل تام عن مصادر المعرفة، ومراجعها، ومضانها، يقابل هذا ندرة القراءة في المصادر الموثوقة، وأكتفي بالمعلومة التي يشك في صحتها والتي تجد رواجًا بين الناس من خلال الوسائط الاجتماعية، ومنصات التواصل التي لا تعطي المعلومات، والمعارف حقها كما هو في مصادرها الموثقة، ومرجعيتها.
لقد استغلت هذه الوسائط الاجتماعية كذلك في الفبركة، والتزييف، وبث الشائعات، وتصفية الحسابات، وفي ظني أنه لم يعد لسياسة الحجب سطوة كما كان سابقًا، ولم يعد لمقص الرقيب دوره.
الحقيقة لمن أراد معرفتها فعليه بمصادر المعرفة الأساسية، وعليه أن يدرك أن هناك من يستغل هذه التقنية لبث الشائعات من خارج الوطن ليبث حقده ضد مجتمعنا السعودي الذي دائمًا ما تثبت الأحداث أنه شعب يعرف قيمة وطنه، ويعرف خطورة ما يمكن أن يبث من سوء.
وحتى لا نكون مجتمعًا سطحيًا علينا أن نتثبت من المعلومات والأخبار وما يطرح، ومن خلال المصادر الموثوقة قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)، وفي قراءة أخرى “فتثبتوا” هذا هو منهج المسلم في تلقي ما يصل إليه.