تقف هذه السنة تحديدًا كرصيد إضافي للبشرية، وتجسّد معنى الاستخلاف الحقيقي للإنسان ويصدق قولة تعالى:(إني أعلم مالا تعلمون)، وأعتقد أنها المرة الأولى التي اجتمع فيها العالم وتوحدت فيه الإنسانية، وتمت كلمة ربك.
أزعم أن 90بالمئة من سكان الأرض غير النائمين الآن يتحدثون عن الوباء و30 بالمئة من النائمين ربما يحلمون في ذات الإطار، وتتحرك أحلامهم في ذات النسق.
ولعل ما نراه من تقدم كبير للجنس البشري ومرحلة جديدة في الرقي الإنساني وليس لحضارة دون أخرى أو شعب دون شعب فهم وجميعًا دخلوا في هذه الحقبة كرعاة سلام ومعامل بناء وسلالم رُقي ونهضة.
حتى دعاة الإرهاب وصناع الموت، وتلك الآلة الإعلامية الراعية لذلك كله لم تعد تهتم كثيرًا لزيادة عدد الأموات فالجائحة كفلت ذلك، وهي تعمل بجد في تنفيذه.
وقفت كذلك على الإعلام الذي يسير بالجماهير وكيف انقلب ذلك الإعلام إلى مسالم لا يريد سوى السلامة، وتبين أن الجماهير هم وقوده وليست تلك الأموال التي تصرف فحين انساق العالم لتلك الهوة وذلك المرض بات مجبرًا كأداة بقاء أن ينجر وراءه، وأن يترك ذلك التجييش الذي يصنعه وتلك الكذبة التي يتبناها ليجعل الموجز والتفصيل قائمًا على تلك الجائحة، فكان سببًا في توحيد الصف الإنساني وتأطير التأثر بالجائحة وما لها وعليها.
هل ترى معي ذلك التاريخ بعد مئات السنين كيف سيكتب ما نعيش؟
أرى أن سيكتب في عنوان هذه السنة ما حدث في عام 2020
مصطلح الإنسانية يتحقق كأول مرة في التاريخ؛ وكأن هذا المصطلح كان ينتظر رقمًا مميزًا لينطلق فيه فلا ينسى ويبدأ منه ليبقى.
ربما تكون هذه الجملة مطلع هذا الباب من ذلك الكتاب الكبير.
ولعل ذلك التاريخ سيخُصنا بشيء من المجد ومزية عن غيرنا بإذن الله فنكون أول بلد انقشعت منه تلك الغمّة وماتت فيه تلك الجائحة، فالبوادر ولله الحمد تحكي شيئًا من هذا، وتبني لبنات ذلك التمييز في ذلك الكتاب وليت التاريخ ينصف ولو بـ “خرج الوباء من الصين وكانت المملكة العربية السعودية أول تلك البلدان فتكًا به وذبحًا له”، فنكون التاريخ ذاته وشاهدًا تشرئب له أعناق الدول.
نرى كيف تمكن هذا الوباء من بلدان ونأى عن بلدان، واستوطن بلدان فاختلفوا في كمية الضرر، واجتمعوا في وجوده كما اختلفوا في ولادته، واتفقوا على أن بلد الحرمين بداية موته.
التاريخ يكتبه المتعافون أولًا، وينشره البلد الذي كان فيه بادرة تلك النهاية لذلك الوباء، ولعلنا من يسطر تلك الكلمات قريبًا.
ختامًا……
كن داعمًا لكاتب ذلك التاريخ في أن يجعلنا مناط المجد ومحل الرفعة والسؤدد، والزم بيتك.
غرد بـ
في “سنة كورونا “انتصرت الإنسانية على الإنسان.
——————-
@ryalhariri
0