تأتي الأزمات بعد سنوات من الرخاء وتلك سنة الله في الأكوان، يعتاد الإنسان النّعم حتى تُصبح شيئًا اعتياديًا وروتينًا لايستشعر قيمته إلا حينما يفتقده، وهكذا نحن لانشعر بقيمة العافية إلا عند المرض ولانعرف طعم السّعادة إلا حينما تحيطنا الإبتلاءات ولانعرف مذاق الفرح حتى تغرقنا الأحزان، ولانعرف قيمة الوقت وفسحته إلا حينما تخنقنا الأزمات، ولانعرف قيمة الأوطان إلا حينما تهيم بنا الدنيا، ولانجد لنا مأوى نلجأ إليه ..
اليوم ونحن نفتقد جمعات الأصحاب وضجيج الشوارع وامتلاء الأماكن بالناس من قصور أفراح واستراحات وشواطئ، ونحن نفتقد الخروج من المنازل تحت سطوة هذه الجانحة لم نفقد ظلال “هذا الوطن” الوارفة التي تظلنا، وترعانا، وتحملنا على أكف الحب ..
فلازال وطننا يمد لنا أيادي العطاء والسّخاء،
ولازال وطننا يرسل الدروس تلو الدروس للعالم أجمع بأن الوطن لايمكن أن يتخلى أو يتنصل من رعاية أبنائه حيثما كانوا، بل امتدت أيادي الرحمة في وطني لغير المواطن وكفلت له الحياة الكريمة ولم تنبذه أبدًا، بل احتوته واحتضنته في عز الأزمة ولم تتخلَ عنه ..
أي عظمة تكتنزها ياوطني ؟
وأي مسؤولية احتملتها حينما لم يحتملها العالم؟
رسالتي لنفسي ولكل أبناء وطني الحبيب، وطنكم نعمة فلاتنتظروا حتى تفقدوا النعم لتعرفوا حينها قيمة النعمة العظيمة التي ننعم بها، وطنكم وهبكم كل شيء، وفي هذه الأزمة الخانقة لم يتخلَ الوطن قيادة وحكومة ومسؤولين ..
أيادي الأطباء من أبناء الوطن تحملكم بكل حرص وعناية لكي لايصيبكم سوءًا ولا أذى، ورجال الأمن كل واحد في مجاله يخاطرون بأنفسهم لحمايتكم من انتشار العدوى ولتبقوا بأمان تام في منازلكم، لايرجون منكم شيئًا سوى التعاضد واستشعار المسؤولية، والبقاء في بيوتكم، وهم يتكفلون برعايتكم بعد الله ..
حماكَ الله ياوطني وأدام لنا ظلك ودفء أرضك، سيمر كل شيء وسيكون وطننا الحبيب بخير، ولن يخيّب الله دولة نذرت نفسها لخدمة الإنسان، بإذن الله سنتجاوز كل شيء “لأن الله معنا”، حفظك الله ياوطني ودمتَ نعمة لانفتقدها ماحيينا.
حفظ الله وطننا الغالي من كل شر
ووفق الله قائدنا الملك سلمان وولي عهده محمد
مقال جميل جداً وفقك الله أخي/ ساعدالهلالي
ماشاء الله تبارك الله. أبا فهد دائما مبدع والله يرفع عن البلاد والعباد البلاء والوباء. اللهم آمين يارب