عبدالرزاق حسنين

نحن في بيوتاتنا..سمعاً وسلامة

تمر مملكتنا الحبيبة هذه الفترة بحالة إستثنائية إضطرارية، لمكافحة وباء كورونا 19، الذي اجتاح البلاد عبر القادمين من الخارج من المقيمين والمعتمرين والزوار، إضافة إلى المواطنين الذين عادوا من بلاد شملها الفيروس في غفلة من أمرها، ذلك الوباء الذي ما لبث أن تحول إلى جائحة تجوب العالم بإنتشار متناهي السرعة، ليفتك بمئات الألوف من البشر من المرضى والوفيات، ليزيد العالم مآسي حروب طاحنة، نتاجها مزيد إنهيارات بشرية وإقتصادية، ولكل تلك المخاطر التي اجتاحت العالم بلا هوادة، حرصت قيادة المملكة العربية السعودية حفظها الله، على توخي الحذر والعبرة بمن حولنا، بإتخاذ خطواط في مجملها جريئة لتلافي ذلك الوباء، حماية للمقدسات التي أختارنا الله تعالى، لنكون أمناء للحفاظ عليها من كل ما يدنسها، وحفاظاً على من سار على تراب الوطن الطاهر، من المواطنين والمقيمين والزوار والمعتمرين على حدٍ سواء، وهذا هو ديدن قيادتنا السعودية في كل الأزمات التي مرّت بها المملكة في العقود السابقة، والتي يظل يسجلها التأريخ لتجاوزها بسلام دون خسائر تذكر، لتبقى ذكرى خالدة تتناولها الأجيال بكل فخر، وإيماناً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحرصاً منه على سلامة الوطن كافة، ولعظم الحالة المتوقعة، وللشفافية التي تعودناها منه حفظه الله، صدح في كلمة متلفزة تناقلتها بإهتمام، جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية، والتي في مجملها خارطة طريق السلامة والنجاة، بعون الله من هذا الوباء، وهنا أوجز منها القليل وقليلها كثير، وقد بدأها بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، (أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي، المواطنين والمقيمين..

إن بلادكم المملكة العربية السعودية، مستمرة في اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذه الجائحة، والحد من آثارها، مستعينة بالله تعالى، ثم بما لديها من إمكانات، في طليعتها عزيمتكم القوية في مواجهة الشدائد بثبات المؤمنين العاملين بالأسباب، إن ما أظهرتموه من قوة وثبات وبلاء حسن، ومواجهة مشرفة لهذه المرحلة الصعبة، وتعاونكم التام مع الأجهزة المعنية، هو أحد أهم الروافد والمرتكزات لنجاح جهود الدولة، التي تجعل المحافظة على صحة الإنسان في طليعة اهتماماتها ومقدمة أولوياتها، ولذلك أؤكد لكم حرصنا الشديد على توفير ما يلزم المواطن والمقيم في هذه الأرض الطيبة من دواء وغذاء وإحتياجات معيشية..)، وبإعتبار الأمر جلل والأمانة عظيمة، كلف حفظه الله لجنة مشتركة من جميع الوزارات والجهات المعنية، للعمل على مدار الساعة لدراسة الوضع عن كثب، لإتخاذ التدابير الإستباقية اللازمة لحماية الوطن، والتي تبعها العديد من الأوامر والتوجيهات الكريمة لكل الجهات، بتذليل الصعاب عن المواطن والمقيم والزائر والمعتمر، ليهنئوا بحياة صحية وإقتصادية معيشية مطمئنة، وليس المقال هنا يكفي لسردها، وبالعودة لعنوان مقالتي، وبعد الأمر الكريم بتعليق العمل المباشر في التعليم الجامعي والعام، ليكن عبر تقنيات الحاسوب وروابطه المعتمدة، والحال ذاته مع جميع الجهات الحكومية، عدا من تربطهم مهمة مباشرة في مكافحة الوباء، (الصحة، الأمن، البلديات، تقنية المعلومات والإعلام،..)، وقد سطر الإعلام دورهم البطولي في مكافحة والحد من أنتشار الفيروس، ويبقى الدور البطولي الأهم للمواطن والمقيم والزائر والمعتمر، أن يطيعوا الأوامر والتوجيهات، التي في مجملها مصلحته والوطن كافة، وذلك بعدم تصديق الشائعات والحرص على إستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، والبقاء في بيوتاتنا في أوقات المنع وغيرها، والحرص على تجنب التجمعات، التي أكدت وزارة الصحة بإعتبارها أجواء خصبة لإنتشار الفيروس، ولنأخذ من الدول التي استهانت بالكارثة واستخفت بالأوامر والنصائح الطبية، وقد عمّ الوباء مجمل مدنها وبيوتاتها، حتى تجاوز عدد وفياتها الآلاف ومرضاها بمئات الألوف، ولنقل في كل حين بعون الله تعالى، نحن في بيوتاتنا..سمعاً وطاعة وسلامة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button