المقالات

مقترحات لتفادي الخسائر في المنشآت التعليمية

لم تنحصر أضرار فيروس كورونا الجديد (COVID-19) على النواحي الصحية للأفراد، بل تجاوزتها لتصل إلى المنشآت الاقتصادية، وتصيبها بأضرار قد تطول فترة تعافيها منها .

ودخلت المنشآت التعليمية ضمن المنشآت المتضررة بآثار هذا الفيروس، فعطلت الدراسة بمدارس التعليم العام، والمعاهد والكليات والجامعات، وأصبح الكل ينادي بضرورة العمل على تطبيق نظام التعليم عن بُعد كحل مؤقت يمنح الطلاب فرصة لمواصلة التعليم من داخل منازلهم .

ورب ضارة نافعة وكأن الأزمة أتت لتسرع وتجبر المتقاعسين عن ھذا التحول المُوجب ليتحركوا بخطوات متسارعة وقوية، خاصة وأن الدولة ـ رعاها الله ـ عزمت على التحول الرقمي، وبدأت بعض الشركات تتأقلم وتتسابق نحو هذا التحول، فيما بقيت بعضها تسير ببطء مع الركب أو لم تسير من الأساس، ولم تفكر في التطبيق .

وإن كان الوقت قد حان للتحرك بشكل سريع، فإن الانتظار حتمًا سيؤدي للفشل، وحينها لا ينفع الندم .

على المنشآت التربویة والتعليمية أن تبدأ في تقديم برامج التعليم عن بُعد وأن تنتھز الفرصة لتكون محور جذب يميزها عن المنافسين، وقد يؤدي تحولها للنظام الرقمي إلى تحول أزمتها الاقتصادية إلى أرباح .

وهنا أطرح فكرتين أساسيتين لتحقيق التميز والتكافؤ، الفكرة الأساسية، ألا وهي العمل على الإنتاج الذاتي وتفعيل واستقطاب الطاقات المختصة المتفرغة بالتعاون ما بينها وما بين برامج التدريب المدعومة من الحكومة كطاقات.

وما أقصده بالإنتاج الذاتي ھو إنتاج المحتوى التعليمي الإلكتروني كالبرامج التعليمية التفاعلية، والفيديوهات التعليمية الخاصة، والكتب الإلكترونية.

أما الفكرة المستعجلة الآنية فھي التحول الرقمي السريع سواء بإنتاج المحتوى المادي الذاتي أو العمل بما ھو متاح، وفي ھذا المقال أتناول عدة جوانب لابد من مراعاتھا والتيقظ لھا وتفعليها مع الطاقات المختصة، أما الجوانب التي سأتطرق لھا فھي:

1. جانب المنتج المقدم.
2. جانب الدفع عن بُعد.
3. . جانب التهيئة والتدريب.
4. جانب دراسة السوق والمنافسين.
5. جانب وضع البصمة والإنتاج الذاتي.
6. عمل دراسة للمشتركين الحاليين والقادمين.
7. الجانب الإعلاني.
ففي جانب المنتج المقدم لابد من تحويل البرامج إلي برامج رقمية مبتكرة وتفاعلية من البرامج التي من الممكن تعلمها وتحويلها إلي مواد مصورة تعلیمیة، ومن ثم وضع صيغة العمل كأن تكون مباشرة مع المشتركين أو من خلال الفيديو وأيهما تكلفته أقل بحسب إمكانيان كل شركة.

كذلك البحث عن التطبيقات البرمجية الإلكترونية التي من الممكن الاستثمار فيها ووضع الشروط اللازمة لتحقق النھوض بالمتلقي، وبالأخص إن كان طفلًا، من خلال تلك المواد والحذر من أن تكون سببًا في تكاسله أو انتكاسه وما ھي القيم والسلوكيات والأفكار التي تحركھا تلك المواد.

ومن المھم إضافة برامج أونلاين بحسب اقتراح المشتركين وحسب حاجاتھم الخاصة كبرامج التقوية، اللغات، أو أي احتياج خاص لكل مشترك بعينه بآلية دفع ورسوم خاصة؛ بحيث تكون تلك البرامج مهيئة بما يناسب كل مشترك خاصةً كأن يطلب الوقت الذي يناسبه أو كأن يكون من ذوي الاحتياجات الخاصة، وھذا جانب مھم جدًا تتحقق منه الفائدة والأكثر أنه يحقق التميز وسد الحاجات. ومن جانب الدفع عن بعد فلا بد من وضع سياسة دفع واضحة عن آلية الدفع، وأن يتواجد على موقع المنشآة موقع إلكتروني متاحة فيه خاصية سلة الطلبات، وھذا يسير الآن وبالأخص أن الحكومة يسرت ھذا الطريق من خلال تيسير التعاملات البنكية والتحويلات.

أما من جانب التهيئة والتدریب فلا بد من التأكد أن كل مدربة تملك القدرة على التدریب عن بعد والتأكد من إمكانیات المدربات كأن تتواجد لدیھا الكامیرا الرقمیة والمایكروفون وأداة الشرح ومتطلبات المحتوى. وفي جانب دراسة السوق والمنافسین فهو من أجل التمیز والانفراد ومعرفة ماذا یقدمون وكیف یقدمونه. أما جانب وضع البصمة والإنتاج الذاتي فلابد من الاستفادة من الطاقات المتنوعة لخریجي وخریجات الدولة بحسب تخصصاتھم، وسیبدعون لإثبات كفاءاتھم. ومن جھة عمل دراسة للمشتركین الحالیین والقادمین لمعرفة مدى حماسھم في الاشتراك في برامج الأونلاین وما الذي قد یمنعھم؟ والتعرف في كیفیة جذب أكثر عدد من المشتركین، وإثارة حماسھم ورغباتھم في الاشتراك.

أما من جھة الإعلان كأن تُطرح مادة مقدمة من المنشأة تكون مجانیة، وتكون مكتملة ومبھجة وتفاعلیة ومن الممكن تسجيل أحد البرامج المقدمة أونلاین مسبقًا وإعادة نشرھا، والإعلان لابد أن یكون غیر مكلف لكن فعال بقوة وھو ما قد یكون بتفعیل الطاقات المتفرغة، وتسلیط الضوء على البرامج الممیزةفي كل منشأة كبرامج التعلیم باللعب للمنشآت التعليمية الخاصة بالأطفال. وبالتأكید من الواضح جدًا في أن دور الطاقات المتفرغة سیكون فعالًا في تحقیق النجاح لھذه الاستراتيجيات.

وفي مقالي القادم سأتحدث -بإذن الله- عن كیفية تمیز المنشأة التعلیمیة والتربویة الخاصة إلكترونيًا.

Related Articles

3 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button