محظوظ نادي الوحدة في هذا الموسم بشكل استثنائي، وهو النادي الذي وُفق بأن تحظى إدارته بكوكبة من القادة الشباب الذين لا هدف لهم إلا أن يحققوا للوحدة “مجد جديد”
نعم.. أقول ذلك، وأنا أدرك جيدًا مَنهم أولئك الطامحين لصناعة جيل جديد في ألعاب النادي المختلفة وتحقيق مراكز متقدمة للنادي في المستقبل القريب، وليس هذا فحسب بل آمالهم العظام ترنو إلى صناعة نادي يعود من جديد للمنافسة رياضيًا على مستوى الوطن، بل على المستوى القاري.
لماذا أقول ذلك لأنني ألمس منهم عن قرب كيف يوازنون بين خطف الألقاب بشكل إجباري هذا الموسم، وكيف أنهم يؤسسون؛ ليكون النادي شامة في جبين المواسم الرياضية السعودية في المواسم المقبلة، إذ إنهم يواصلون العمل في الليل والنهار ليخطف النادي نجاحات سريعة في بناء متواصل يكون من خلالها ترسانة النادي الذي لا يُقهر.
هذا الفريق المحظوظ بكوكبة من القادة الشباب أصبح منشأة رياضية لا يأبه قادته من التسامي على التحديات وتحويلها إلى مكتسبات يقطفون من خلالها ثمار العمل بصمت، والاستمرار في تحويل المستحيل إلى ممكن.
وما يسترعي الانتباه هو التجانس الذي قل أن تجد له نظيرًا بين رئيس وأعضاء مجلس الإدارة الذين يؤكدون على الدوام “أن الجمهور دائمًا على حق” ويصغون لكل الملاحظات والمطالب التي يؤكد عليها جمهور فرسان مكة، ويضعونها نصب أعينهم، ويترجمونها واقعًا ملموسًا على أرض الميدان.
وهنا أود الإشارة إلى القول إن رئيس النادي سلطان أزهر فضل الصمت على الحديث منذ توليه زمام إدارة مجلس الإدارة، ويردد دائمًا “دعونا نعمل بصمت واتركوا النتائج التي تتحقق هي التي تتحدث”.
هذا الرئيس الشاب يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة تجاه النادي ومنسوبيه وجماهيره، ويعمل وفق رؤى واضحة ومنهجية راسخة ترتكز على البناء السليم والعمل الجاد الذي يتناغم مع لوائح وأنظمة وزارة الرياضة.
هذا الرئيس يُجيد منهجية تفويض الأعمال، ويؤمن بقدرات زملائه أعضاء مجلس الإدارة، ويضع فيهم كامل الثقة ليقينه التام بأن كل عضو من أعضاء مجلس الإدارة يجيد قواعد اللعبة التي يشرف عليها ويتولى مهامها، لكونه يعلم أن أي نهج لا يؤدي إلى نتائج نهائية لا فائدة منه، ويتمسك على الدوام بالنتائج الإيجابية.
وإن تحدثتُ عن نائب رئيس مجلس الإدارة عبد العزيز القرشي فهو ذلك الشاب الذي يملك كريزما “هادئة” وشخصية ترى من خلالها أن امتلاك الطموح هو البوابة الواسعة؛ لتحقيق الآمال والتطلعات ودائمًا ما يحمل في حقيبة أفكاره الخلاقه الحلول الناجعة لإزاحة المعوقات التي تعترض طريق الأعمال، ولديه قدرة نوعية على صناعة الفارق، ويرفض التسليم بالمشكلة التي يرى انها ليست عصية طالما استطعنا مع نشوئها على ابتكار الحلول، ويعتبر أن المعجزات في تذليل الصعوبات مازالت تحدث، ويمكننا تغيير مفاهيمنا في حال تخلينا عن الاستسلام لأي مشكلة قد توجهنا أثناء ممارسة مهامنا.
في حين يؤمن عضو مجلس الإدارة المشرف على الفريق الأول توفيق تونسي بأن “التحفيز” هو سر الكيفية، وهو الذي عُرف عنه دفع من حوله من أعضاء الجهازين الفني والإداري بطرق تحفيزية تجعلهم يقدمون كل ما يستطيعون تقديمه في رضا تام بأسلوبه الساحر من خلال إحداث تغيير في سلوك من حوله بعباراته الإنسانية ورؤيته الثاقبة وإيمانه العميق بأن “الكلمة الطيبة صدقة”، وأن العلاقة الصادقة المبنية على الاحترام المتبادل مع من حوله هي أساس العلاقات الإنسانية.
وجوهر سعادته وما يبعث في داخله السرور دائمًا هو أن يتمكن من مساعدة أي شخص على فعل شيء يستمتع به، ونجد أثر ذلك في ظل الظروف المريحة التي أخذت شكل “الجسر” بدلًا من “الجدار” بينه وبين باقي منسوبي الفريق بعد أن أشعر كل من حوله بأهمية كل واحد منهم.
وإذا ما اقتربت أكثر من عضو مجلس الإدارة المشرف على كرة الطائرة فيصل قايد فستعرف ماهية القدرة على العطاء غير المشروط الذي يقدمه هذا الشاب المفعم بالحيوية لإنجاز ما لا يمكن إنجازه إذ إن لديه إصرارًا عجيبًا على تحويل المستحيل الى ممكن بل إنك تستطيع أن تُجزم بأن المستحيل ليس في قواميس لغته ولا مجال لأن يعترف بالصعوبات بل يرى أن كل شيء يمكن أن يتحقق إذا ما اقترن ذلك بالإرادة والعزيمة والإصرار والإيمان بالقدرات، ويضع دائمًا في قرارة نفسه أنه سيحقق المنجزات بالعمل، وسيقطف الثمار بعد زرع البذور والاهتمام بها حتى موعد الحصاد.
لكنه يشدد على ضرورة إخضاع المهام وترجمتها وفق المبادئ الصحيحة في كل الأعمال التي يتولى مسؤوليتها باعتبار أن العمل الصحيح يحقق النتائج الصحيحة.
وإذا ما شاهدت إحدى لقاءات كواسر الوحدة من المدرجات سيتسلل إلى مسامعك صوت الدعوات والأمنيات التي يصدح به عضو مجلس الإدارة المشرف على كرة اليد عبد الله الثقفي والذي لا ينفك عن مشاركة اللاعبين في صيحات واثقة؛ وكأنه يقضي جل وقت المباراة في ميدان اللعبة، تراه منشغلًا تارة بهجمة على مرمى الخصم وتارة تراه واقفًا قلقًا على إصابة احد اللاعبين، ويعتبر أن ميدان اللعبه ليس الملعب فقط، بل يمتد ليشمل الإعداد والاختيارات الفنية والعمل باستمرار دون توقف.
ويُعد الثقفي متخصصًا في منح الثقة لمن يعمل معه، ويتصرف بهذا المبدأ في جميع الأوقات ويركز عليه في كل مقابلة تجمعه بفريق اليد، ويؤكد لهم أن الإيمان بالقدرات والثقة في أنفسنا سمتان ضروريتان لنحصل على احتراف منقطع النظير.
وفي إحدى اللقاءات استمعت لعضو مجلس الإدارة رئيس لجنة الاستثمار حسن دحلان، وهو يقول: “لا تنس أنه قبل أن يقبل أي شخص أفكارك أو خدماتك يجب عليه أولًا أن يقبلك”، وهذا يعني أن عليك التفكير في الناس قبل أن تعرف ماذا ستقدم لهم، وأجزم أن إسناد حقيبة الاستثمار في النادي لشخصية بوزن “دحلان”، وهو العارف بأسرار عالم الأعمال، ويملك خبرات تراكمية من خلال تسلمه امانة غرفة تجارة وصناعة جدة لسنوات، سيكون له بالغ الأثر وبدأ النادي في حصد ثمار هذا الاختيار من الموسم الأول لمجلس الإدارة الحالي.
إذ إن حسن دحلان برهن على أنه متمكن من صناعة الفرص وقادر على إدارة صفقات الرعايات وتعزيز الشراكات بين النادي وشركات القطاع الخاص، ويضع نصب عينيه ضرورة تحقيق الشراكات وفق أسس واضحة على أن تتحقق الفائدة لكل الأطراف على حد سواء.
وعلى ذات النسق الذي يسير عليه عضو مجلس الإدارة المشرف على كرة السلة نايف الراجحي بخطى واثقة، ويحرص دائمًا على التأكيد بأنه يسعى إلى تحقيق مساهمة فاعلة في ظل وجوده ضمن كوكبة مجلس الادارة، ويعمل كل ما في وسعه لتحقيق ذلك، ويطالب على الدوام بضرورة بناء قاعدة تواصل فاعلة بين إدارة النادي والجماهير؛ بحيث تتناغم الجهود التي تُبذل داخل النادي مع الجمهور بحيث تتحقق ماهية الفهم الكامل والدقيق تجاه كافة الأعمال؛ وذلك هو الأساس الوحيد لأي علاقة ناجحة خاصة وأن الجماهير الوفية هي المُعين لنا والمحفز لتحقيق ما نصبو اليه جميعًا.
وقبل أن أختم اود القول إلى أن صفقات النادي الرابحة كان من بينها أن حقق النادي مجلس إدارة لا ينظر إلا إلى النتائج والنتائج فقط، ويعمل على تحقيقها وفق برنامج عمل يمتد لأربعة أعوام قادمة مضى منها أقل من عام، وهو العام الذي سيكون -بإذن الله- بداية الانطلاقة نحو مجد جديد، والأيام كفيلة لإثبات ذلك.
————-
المستشار الإعلامي والمشرف على العلاقات العامة بنادي الوحدة