جميل أن تتخذ التدابير الطبية الوقائية اللازمة للحيلولة دون الإصابة بمرض الكورونا، من غسل الأيدي بالصابون ولبس الكمامات واستخدام المعقمات وعدم مخالطة المصابين وغيرها، والأجمل أن تتخذ الأسباب التي ترفع عنا البلاء، وعلى رأسها توحيد الله وعدم الشرك به واللجوء إليه بالتوبة من المعاصي والمنكرات، والدعاء والتضرع إليه سبحانه؛ فما وقع بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة، وقد يبتلي الله الناس لينيبوا إليه تائبين ويدعوه متضرعين؛ مصداقاً لقول الله تبارك وتعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) [الأنعام: 82](لم يلبسوا إيمانهم بظلم: لم يخلطوا إيمانهم بشرك)، وقوله جلّ من قائل: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ) [الأنعام: 42].
جميل أن نحظر أنفسنا من الخروج من البيوت أو ندخل في حجر صحي منعاً لانتقال العدوى، والأجمل أن نحظرها من الوقوع في المعاصي والفواحش التي تجلب المصائب والنِّقم، وتوجب غضب الله جلَّ وعلا، قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) [الشورى: 30]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ ؛ حتى يُعْلِنُوا بها ؛ إلا فَشَا فيهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم الذين مَضَوْا) رواه ابن ماجه والطبراني ووالحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع (7978).
جميل أن نقي أنفسنا من الإصابة بالأمراض الفتاكة وما تسببه لنا من ألم وعذاب، والأجمل أن نقي أنفسنا من عذاب الله الأكبر يوم القيامة، فعذاب الدنيا لا يقارن بعذاب الآخرة، وهو تذكير لنا بالعذاب الأكبر لنرجع إلى الله ونتوب إليه، قال تعالى: (وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [السجدة: 21ٍ]، وقال عزّ وجلَّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم: 6].
جميل أن نخاف من فيروس كورونا؛ لخطورته وقدرته على الانتشار السريع، مع كونه مخلوقاً حقيراً من مخلوقات الله، لا يُرى بالعين المجردة، فالخوف أمر جبلي وطبعي في الإنسان، والأجمل والأولى أن نخاف من رب كورونا ورب الخلق الأجمعين، القاهر فوق عباده، وأن نجعل بيننا وبين عذابه وقاية، قال جل من قائل: (والله أحق أن تخشوه)،
جميل أن تُغلق البارات ونوادي العراة والقمار وبيوت الدعارة، وأن تُوقف الحفلات الصاخبة وعروض الرقص والمجون خوفاً من الإصابة بمرض كورونا، والأجمل أن تترك هذه المنكرات طاعة لله وامتثالاً لأمر رسوله عليه الصلاة والسلام؛ لأن في طاعتهما الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، وفي معصيتهما الضلال والعذاب الأليم في الدارين، قال عزَّ من قائل: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) الأحزاب: 71]، وقال: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور : 63].
جميل أن نعرف أعراض مرض الكورونا، من السعال والحمى والصداع وغيرها، والأجمل أن نعرف أعراض بعدنا عن الله جل وعلا، من الغفلة والوحشة وقسوة القلوب وقلة ذكر الله تعالى، وغيرها، قال سبحانه: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) [الحديد: 16]
جميل أن نتعظ بالدول الأخرى التي لم تتخذ التدابير اللازمة للوقاية من المرض واستهانت به حتى تفشى بين مواطنيها، وراح ضحيته الآلاف، والأجمل أن نتعظ بعاقبة الأمم السابقة والمعاصرة التي استهانت بالمعاصي، واستكبرت في الأرض بغير الحق، ولم تأمر بمعروف أو تنهَ عن منكر، قال سبحانه وتعالى: ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، وقال: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [المائدة: 78-79].