حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله-، منذ توليه مقاليد الحكم بالاهتمام بقطاعي الحج والعمرة، والعمل على توفير أفضل الخدمات للمستفيدين منها، وبرز ذلك في توسعة الحرمين الشريفين وتطوير شبكات ووسائل نقل الحجاج والمعتمرين ما بين مدن الحج والمشاعر المقدسة؛ إضافة إلى توفير منظومة أمنية متكاملة تعمل على مدار الساعة للحفاظ على أمن وسلامة المعتمرين والحجاج.
وحرصت قيادتنا الرشيدة على دعم ومساندة من تقطعت بهم السبل وتعثرت بهم الطرق، وظهر ذلك في صدور توجيهات خادم الحرمين الشريفين باستضافة المعتمرين السودانيين، بعد إغلاق الأجواء السودانية في شعبان 1440 هـ ـــ إبريل 2019، وتقديم كافة الخدمات لهم حتى عودة الرحلات إلى السودان، ومتابعة مكاتب شركات الطيران والموانئ البحرية لتأكيد حجوزات العودة الجديدة.
وفي مارس 2019 م، وبعد أن توقفت كافة الرحلات المتجهة إلى باكستان إثر قرار إغلاق المجال الجوي والمطارات، كان لتوجيهات المليك المفدى دور في قيام وزارة الحج والعمرة بالتنسيق مع إمارة منطقة مكة المكرمة، وإمارة منطقة المدينة المنورة، والهيئة العامة للطيران المدني، باستقبال واستضافة المعتمرين الباكستانيين حتى عودة الرحلات إلى باكستان والتنسيق مع شركات الطيران لإعادة الحجوزات.
واليوم تصدر توجيهات خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ بالاهتمام بسلامة جميع المعتمرين والزوار الموجودين في مكة المكرمة، والبالغ عددهم نحو 1200 معتمر ولم يستطيعوا العودة لبلدانهم، وتكليف وزارة الحج والعمرة بعزلهم صحيًا في فنادق ذات الخمس نجوم على حساب الدولة، مع تقديم كافة الخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية لهم طوال فترة بقائهم، والتنسيق مع وزارة الصحة لمتابعة حالاتهم.
ولتمكين الراغبين في أداء العمرة من القدوم إلى المملكة العربية السعودية صدر قرر مجلس الوزراء، بإعادة هيكل تأشيرات الزيارة والحج والعمرة والمرور، وإلغاء رسوم تكرار العمرة والتي كانت تصل إلى 2000 ريال في حال التكرار رحلة العمرة، خلال فترة ثلاث سنوات، حرصًا من القيادة الرشيدة على تسهيل قدوم المسلمين من كافة أنحاء العالم لأداء مناسك الحج والعمرة، واستعداد المملكة لاستقبال الأعداد المتزايدة من المعتمرين والحجاج، وتدعم الجهود الرامية لتحقيق أحد أهم أهداف رؤية المملكة 2030 باستقبال 30 مليون معتمر في عام 2030، وسط منظومة من الخدمات الجليلة التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن.
ولم تنحصر اهتمامات المليك المفدي على المعتمرين وحدهم، فقد حرص ـ يحفظه الله ـ على مساعدة المسلمين بكافة أرجاء العالم، وفي موسم حج العام الماضي تكفل ـ حفظه الله ـ باستضافة نحو 6500 مسلم ومسلمة من مختلف أنحاء العالم لأداء فريضة الحج على نفقته الخاصة ، كما مكن ـ يحفظه الله ـ نحو ألف شخص من ذوي شهداء فلسطين من أداء فريضة الحج على نفقته الخاصة، لتضاف إلى مكرماته التي أكدت حرص المليك المفدي، وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ، على خدمة الإسلام والمسلمين، وتذليل الصعاب التي تواجههم لأداء العمرة ومناسك الحج، والحفاظ على سلامتهم طوال فترة تواجدهم بأراضي المملكة.
وقبل الختام لابد من كلمة شكر وتقدير لابطال الحج والعمرة الذين عملوا على تذليل الصعاب أمام المعتمرين الأتراك ومكنوهم من المغادرة بأمن وأمان ، مع زملائهم أبطال الصحة والجهات التشغيلية في مطار الملك عبدالعزيز أثناء إشرافهم على مغادرة معتمري الجنسية التركية الى وطنهم بعد ان قضوا اياما في ضيافة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين .
0