يقاس النجاح الحقيقي للدول والمجتمعات عند حدوث الأزمات ، ومواجهة المخاطر ، والتعامل مع الواقع المستجد بمتغيراته ومخاطره ، والتي تتزايد معها الضغوط ، ووتيرة الأحداث المفاجئة ، والمتلاحقة في وقت وجيز ، فتنشأ حالة الارتباك ، والهلع ، والتوتر ، والضغط على البنى التحتية ، والقدرات المالية والإدارية ، ولا تنجح الدول في مواجهة مثل هذه الأزمات وتجاوزها ، إلا بحسن إدارة الأزمة والاستعداد لها قبل ، وأثناء ، وبعد الأزمة.
لقد أبهرت المملكة العربية السعودية العالم بتفوقها في إدارة أزمة الجائحة العالمية ( كورونا ) ، وكان هذا التفوق نتيجةً لرؤية خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – والنظرة الثاقبة لسمو ولي عهده الأمين التي جعلت الإنسان أولاً ، و لخبراتها التراكمية في إدارة شؤون الحج والعمرة ، والتي خلقت ثقافة التكامل المؤسسي بين كافة أجهزة الدولة ، فباتت بيت خبرة عالمي ، بل إنها أضحت مدرسة عريقة في إدارة الحشود.
وانبثق التكامل المؤسسي ابتداءً من تشكيل لجنة متابعة الوضع الصحي لفايروس كورونا ، التي يترأسها وزير الصحة ، وتضم ممثلين من وزارات الدفاع، الطاقة، الداخلية، الحرس الوطني، الخارجية، الصحة، المالية، الإعلام، التجارة، الاستثمار، الحج والعمرة، والتعليم ، وكذلك هيئة الطيران المدني، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، والهيئة العامة للغذاء والدواء، والهيئة العامة للجمارك، ووزارة السياحة، والمركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها .
وشكلت هذه اللجنة منظومة عمل متكاملة لإدارة الأزمة والوقوف عن كثب على مجريات التطور الميداني، من خلال تبادل البيانات، وتسخير الإمكانات المادية ، والبشرية واستغلال المرافق ، ودعم اتخاذ القرارات ، ولم يتوقف الاهتمام بهذا الشأن على هذه اللجنة ؛ بل تتضافر معها بقية أجهزة الدولة في تناغم تام ، وبكفاءة وفاعلية.
إن النجاحات التي تحققت على الأرض يومياً في إدارة أزمة الجائحة العالمية في المملكة يعكس بجلاء عمق ومتانة التكامل ، والتنسيق ، فالكل يعمل في منظومة واحدة ، ويأتي في قلب منظومة التكامل بين كافة أجهزة الحكومة البنية الرقمية المتقدمة التي تمتلكها المملكة ، و التي جسدت مفهوم الحكومة الإلكترونية ، والتي عكست ما وصلت إليه المملكة من تقدم كبير، وهو ما أكده موشر تنمية الحكومة الإلكترونية ، والذي حققت فيه مركزاً متقدماً من بين ١٩٣ دولة على مستوى العالم .
و يقيس المؤشر المشاركة الإلكترونية ، ويركز على استخدام الخدمات عبر الانترنت ، لتوفير وتسهيل وصول المواطن إلى المعلومات والخدمات العامة ، والتفاعل مع أصحاب المصلحة ، فبالرغم من تعليق العمل في القطاع الحكومي والعديد من قطاعات القطاع الخاص ، إلا إن معظم القطاعات لم تتوقف عن تقديم خدماتها بكل كفاءة ويسر وسهولة ، والتي أسهمت في نجاح إدارة الأزمة بكل اقتدار .
وهذا التكامل ماكان ليؤتي أكله بالتناغم الذي أبهر العالم ، و فاق التوقعات ، وأمنَ به المواطن والمقيم على ثرى المملكة ، لولا أن تلك الأجهزة قد انخرطت منذ وقت مبكر في مشروع رؤية المملكة ٢٠٣٠ ، ونما لديها منحنى الخبرة ، ومارست مهام ومسؤوليات تنسيقية عليا في برامج التحول الوطني ، الأمر الذي جعل منها منظومة متكاملة قادرة على تحليل المخاطر ، ومواجهة العوائق ، وتذليلها ، ودراسة الخيارات والأخذ بأفضل الحلول الممكنة.
———————
مدير عام التعليم بمنطقة مكة المكرمة
رؤيا واعية يادكتور وجهود مميزة تقوم بها الجهات المسؤلة وتعامل يدل على واقعية ولكنني اعتقد ان هناك عنصر اخر يزيد من هذه النجاحات وهوالوعي المجتمعي وثقافة المجتمع التي في كثير من الاحايين تكون سببا في ضياع مثل هذه الجهود وفقكم الله
سعادة د احمد حفظكم الله سلمت اناملكم وحفظ الله لنا ديننا دولتنا وقادتنا
مقالة جسدت جهود جبارة وامكانيات ضخمة في كل الميادين …دكتور احمد اصبت فأجدت ….مقال رائع متناغم متكامل لجميع الاحداث
جزاك الله خيرا ولا انكسر قلما تحملة ابا اسامة