في كل یوم یصل فایروس الكورونا المستجد (كوفید-19) مرحلةً جدیدةً ومفجعة في حیاتنا؛ حیث وصل عدد حالات الكورونا فایروس المسجلة إلى المليون وأربع مائة، وقد جعلنا ھذا الفایروس محتجزین في منازلنا ما أدى إلى إعادة توجیه علاقاتنا على المستوى الوطني والدولي وحتى بین بعضنا البعض.
إن كل خسارة في أیة عائلة ھي مأساة، لكنها فرصة للعمل بجد لوقف انتقال الفایروس والبقاء في أمان. وقد لوحظ أن كل دولة تحارب الفایروس بطریقة ذكیة ومختلفة، وتشجع بقیة العالم على المتابعة.
ومن جهة أخرى، فإن لحظات الأزمات تعطینا الفرصة لاستخدام التكنولوجیا وتقدیر الحیاة وتقویة الإیمان والعقیدة والتوحد واحترام بعضنا البعض.
أولئك الذین ھم على الخطوط الأمامیة ضد فایروس الكورونا لیسوا مجندین، أو رجال القوات المسلحة؛ بل إنھم االأطباء، والممرضات، والصیادلة، والمعلمون، ومقدمو الرعایة، وموظفو المتاجر، وعمال المرافق، وأصحاب الأعمال الصغیرة والموظفین. إن ھؤلاء الناس یضحون بصحتهم وحیاتهم من أجلنا كمثال
للوطنیة الحقیقیة، فیجب علینا إجلالهم، وتقدیر البحث العلمي ودعمهم.
إن أسلوب حیاتنا یتغیر فبعد أن كنا نشعر بالطمأنینة بوجود الآخرین، ونلمس ما یحیطنا ونتنفس الھواء في أماكن مغلقة، بتنا الآن منعزلین ومتیقظین. إن ما نواجهه الیوم ھو عدوٌ مشترك. إنه تهدیدٌ مشترك، لا یمیز بین أحد. لذا فقد حان الوقت للبدء في تعزیز أنماط بناءةٍ أكثر في خطاباتنا الثقافیة والسیاسیة، فقد بات وقت التغییر ینضج بوضوح، لإعادة توجیه السیاسة، وللقیام باستثمارات جدیدة كبیرة في السلع العامة – للصحة على وجه الخصوص – والخدمات العامة، ولتمكین المرأة، وتشجیع الباحثین العلمیین، وتعزیز المزید من قیم التسامح والسلام في ثقافتنا.
إن ھذا الفایروس یرغمنا على إعادة النظر في ھویتنا وقیمنا، وسوف یساعدنا ھذا الوضع على إعادة تحسین أنفسنا لنكون قادرین على الوصول إلى عالم یسوده السلام والاستقرار. لذا، فھو یقود التغییر؛ لأنه كشف عن عیوب في نظام الرعایة الصحیة لدینا، ونظامنا البحثي والأكادیمي، ونظام الإدارة، ونظام الأمان الخاص بنا وعلاقاتنا البشریة.
یجب أن نعید التفكیر في استخدام التكنولوجیا لخدمتنا بشكل أكثر كفاءةٍ وفعالية لتسھیل حیاتنا باستخدام الواقع الافتراضي والواقع المدمج والطب عن بعد وتكنولوجیا النانو والذكاء الاصطناعي.
إنني أدعو الجمیع، لتقدیر ودعم الطب والعلوم والبحث العلمي والقیم الإنسانیة، ولتشجیع الناس على المساھمة في اقتصادھم ومجتمعھم، ولتوحید الجھود لمحاربة ھذا العدو المشترك بالإیمان والتضامن والتسامح والحكمة وقیمنا الإنسانیة.
وإنه الوقت المناسب لیصبح لدینا المزید من دعاة التسامح وبناة السلام.
—————
رئیس المجلس العالمي للتسامح والسلام