فعلاً كما قيل (رب ضارة نافعة )، ولا أدل على ذلك مما حدث في هذه الفترة العصيبة، ولكن الشعب السعودي شعب راسي رسو الجبال ، تعرفه أكثر وأكثر عندما تلم به الملمات وتحل به الأزمات التي في كل مرة تزيده قوة وثباتاً وحباً وولاءً وتضحية وفداءً .
لن أذهب بعيداً وإنما الى بداية توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس طيب الله ثراه وإلتفاف مواطني الجزيرة العربية على حكومة آل سعود وبعث الرسل والمكاتيب الى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن يرحمه الله رغبة في الإنضمام لدولته وحباً في الإنضواء تحت لوائه وطمعاً في الأمن والإستقرار والعيش الكريم .
مررنا بعد ذلك بعدة أزمات منها عاصفة الصحراء وعاصفة الحزم وتفكيك تنظيم القاعدة ومكافحة شرذمة الإرهاب والقضاء على تنظيم داعش ومكافحة كثيراً من الأوبئة والأمراض التي عصفت بالوطن لكنا خرجنا منها سالمين غانمين .
كلها مرت مرور الكرام على الشعب العظيم رغم ماحملته من هموم وغموم تجاوزها بكل عزيمة وثبات أملاً في القادم الأفضل بإذن الله وكل أزمة تأتي بالخير الوفير معها لهذا الشعب الوفي والقيادة الحكيمة والوطن الطاهر .
يكفينا فخراً أن تلك الأزمات زادت من لحمتنا الوطنية ووطدت العلاقة بين المواطن والمسؤول وكشفت الأقنعة عن كثير ممن كنا مخدوعين فيهم من مدعي الوطنية ومروجي الإشاعات المغرضة وعرفنا الصديق الصادق من العدو المبين وأصبحنا بعدها مرجعاً لكثير من الدول العظمى في مكافحة الإرهاب ثم مكافحة جائحة كورونا ولله الحمد .
لم تكن المسؤولية لمواجهة تلك الأزمات مقتصرة على ماتقوم به الحكومة فحسب أو الشعب فقط وأنما تجلت فيها المشاركة المجتمعية شاركهم فيها جميع المسؤولين إبتداءً من خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وولي عهده الأمين أيده الله وكافة الأمراء والوزراء والموظفين في القطاعين العام والخاص وإنتهاءً بأصغر مواطن أو مقيم على هذا الثرى الطاهر .
في الأزمة الأخيرة المتعلقة بجائحة كورونا رأينا الكل مستشعر بالمسؤولية تجاه هذا الوطن المعطاء (كلنا_مسؤول )وبرز دور أبطال الصحة وأبطال الأمن وأبطال الإعلام وأبطال الحد الجنوبي وأبطال الوطن كما شاهدنا الفرق التطوعية والمبادرات الخيرية والجميع يعمل بتفاني وإخلاص وإستشعار بالمسؤولية دون رقيب أو حسيب وفي منظومة واحدة قاسمها المشترك : (حماية الوطن مسؤولية الجميع ).
حتى المواطن في منزله ومع أسرته إلتزم بالإجراءات الوقائية طواعية أملاً في حماية نفسه ونفوس الآخرين برقابة ذاتية صارمة هدفها الخروج من هذه الأزمة في أسرع وقت وبأقل خسائر ممكنة .
لا ننسى أطفالنا وفلذات أكبادنا الذين عاشوا معنا هذه المرحلة وشاركوا في الحجر المنزلي
وكانت إيحاءاتهم عن الجائحة تبشر بفرج قريب إن شاء الله .
وأخيراً ننهي مقالنا كما بدأنا ( رب ضارة نافعة ) فقد أصبحنا محط أنظار العالم أجمع ليس بقوتنا ولكن بثقتنا بالله سبحانه وتعالى ثم بتكاتفنا وسلامة إجراءاتنا وصدق توجهاتنا وشفافيتنا في مواجهة الأزمات .
كلمات رائعة تبث روح التفاؤل والأمل وتستقريء مراحل تأريخية سابقة كان لها الوطن والقيادة على أهبة الإستعداد منطليقين من إيمانهم العميق بالله ومن الحرص علة حماية الإنسان بكل ماتعنيه الكلمة من معنى.