صحة الإنسان من أولويات الدول جمعاء، وتسن الأنظمة من أجل ذلك، ولا تخلو نظام دولة من الإشارة لذلك؛ وهذه إشارة واضحة للاهتمام بالإنسان، وإشعاره بإنسانيته، وكرامته.
حتى هيئة الأمم المتحدة اهتمت بهذا الجانب وأسست منظمة الصحة العالمية، والتي هي بمثابة وزارة لصحة الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة.
المملكة العربية السعودية دولة إنسانية لأنها إسلامية دينها يأمر بالرحمة، ودولة عربية في أخلاقها أشير في النظام الأساسي للحكم في المملكة في الباب الخامس “الحقوق والواجبات” في المادة رقم 31 ما نصه: “تعني الدولة بالصحة العامة، وتوفر الرعاية الصحية لكل مواطن” وفي المادة 36 من نفس الباب الخامس ما نصه: “توفر الدولة الأمن لجميع مواطنيها والمقيمين على إقليمها”.
والأمن المتعارف عليه أمن شمولي منه الأمن الصحي للإنسان.
فهنا إشارة واضحة إلى أهمية صحة الإنسان وأمنه بما فيه الأمن الصحي مواطن أو مقيم دون تمييز بينهم، وهذه دلالة على إنسانية المملكة العربية السعودية تلك الإنسانية التي تخطت حدود الوطن، وتاريخنا الوطني الإنساني يشهد بذلك حتى مع الخصوم تكون الإنسانية بشرف.
اليوم ومع هذا الوباء العالمي كورونا؛ أصبح هذا الأمن الصحي علنيًا ممارسًا على أرضية الواقع فأمر خادم الحرمين الشريفين حفظه؛ لأن تكون الرعاية الصحية شاملة لكل مواطن ومقيم على حد سواء وهذا الأمر إنما هو لمعرفته حفظه الله بحق الإنسان في الصحة والرعاية، ونشر الطمأنينة.
تعدت إنسانية المملكة العربية السعودية خارج حدود الوطن مع الأشقاء العرب، والدول الإسلامية، والصديقة، وغير الصديقة في كل أمر يهم الإنسان ورعايته أمام أي تحدٍ يواجهه حتى مع الخصوم.
هذا الوباء العالمي هو تحدي عالمي مؤثر، ومؤشر صادق الدلالة على كيفية التعامل معه، وإدارة أزمته.
لكن؛ المملكة العربية السعودية كعادتها مع الأزمات التي تطرأ وتظهر هي التحدي ذاته لكل تحدٍ لكل تحدٍ يمر مفاجئًا، فكانت تواجه كل تحدٍ مؤثر باقتدار، وحكمة.
هذا هو جزء من تاريخنا الوطني أمام التحديات عبر تاريخنا المعاصر، وكيف طوعنا التحدي، وأدرنا الأزمات الطارئة المفاجئة، وحولناها لمكسب وطني، يرفع من شأن الوطن.