عوضه الدوسي

المتحدث الرسمي تجليات في عناوين الوطن

قبل ان اتحدث عن هذا العنوان ، أود ان اشير الى طرحٍ سابق نشر لي بهذه الصحيفة تحت عنوان (في مفهوم المؤتمر الصحفي) وقد ذكرت فيه ان المؤتمرات الصحفية هي محطة وامضة لمعرفة كل التطورات وقلت انها تضئ بفتائل من نور لتعطي تصوراً واضحا للوقائع والاحداث أيا كانت وتضع المتلقي على الدراية والوعي وبكل شفافية ووضوح وتكشف بجلاء عن الماضي والراهن وتتعدى الى المستقبل ، فاذا كان المؤتمر الصحفي على هذه الشاكلة فان المتحدث الرسمي يكشف بجلاء السمات الوطنية او العلامات الفارقة التي امتاز بها الوطن عن غيرة فهو يعكس الوجه المشرق لإنجازات الوطن في من خلال شخصية اكاديمية متخصصة تتحدث عن اتجاه معين ومن هنا تتضح الصورة بقدرات معرفية تنويرية تضع الجمهور في دائرة الضوء ، واليوم عزيزي القاري اخترت لك هذا العنوان ليس لأنني ادركت مدى الدور الذي يقوم به المتحدث الرسمي فحسب بل لأن المتحدث الرسمي يعد عنواناً عريضاً يتجلى فيه عناوين أخرى متعددة للوطن ، ولكي افيء بحجم المتحدث الرسمي ودورة الفاعل كان من الضرورة ان نقف معه يسيراً في هذه العجالة ، فعندما يكون المتحدث الرسمي حاضراً في موضوعه وبقوة ، فان ذلك يعكس مدى وعيه وثقافته وان مستوى حضوره عند الجمهور مبني على ذلك فالعلاقة القائمة بين الطرفين هي المعادل الموضوعي المبني على التوافق في سياقات مجرى الحدث ، فالجمهور يرغب في طرح واقعي عقلاني منطقي متوافق ، والمتحدث هو الاخر يبني معلوماته على دراسة واحصاءات ووقائع ويستمد معلوماتها من ارض الواقع ومن خلال لجان تعمل بوتيرة منتظمة في كل الأروقة ، الى جانب انه يجيد هذا العلم كتخصص دقيق مارس فيه العمل منذ سنوات ، اذاً العلم والمعرفة والتخصص هي عوامل اساس في القدرة على إيصال الرسالة لان قناعة الجمهور بالضرورة معنية في الظرف الاني ، ولهذا جاء التوافق الكلي بين الطرفين الجمهور على اتساعه وعلى اختلاف تبايناته من حيث الفروق المختلفة الامر الذي جعل قدرة المتحدث الرسمي فاعلة وقوية في كل الأوساط الاجتماعية وكان له الأثر البالغ وجعل المناخ الاجتماعي هادئ وممتن وينتظر الايجاز الصحفي بثقة وارتياح تام.
ان المتحدث الرسمي في المملكة ظهر بصورة مشرقة ومشرفة في الحديث عن قضايا مختلفة واثبت للعالم الدور الريادي الذي تتبوأه المملكة وان وعي وثقافة الجهات العليا واستشرافها لافق المستقبل هي من أسس هذه القاعدة الصلبة لهذا الحضور الحافل الى جانب حضورها وفاعليتها في الاروقة الدولية من خلال مسارات متعددة بل اصبح لا غنى عن حضور ممثلي المملكة كونها تتبوا الصدارة من حيث زعامة العالم الإسلامي والقدرة الاقتصادية ، مع مصداقية نالتها من خلال عملها الدبلوماسي مع دول العالم ، وحضورها في الصف الأول أسهمت من خلاله في المسارات الأممية وتطلعت الى حل القضايا المصيرية والإنسانية وفقا لما تقتضية العدالة وما يفضي الى الامن السلم الدوليين وبكل الاتجاهات كونها تدرك تماما ما يدور في العالم ولأنها تعيش ضمن المنظومة الدولية وتعمل ضمن المنظمات الاممية وللمملكة ملف حافل في كثير من القضايا في الساحة الدولية فالأمر ليس قائم على تخمينات وتوقعات كما يعتقد البعض وانما على دارسات واحصاءات دقيقيه وهذا يوكد ترابط كل الجهات في الداخل والخارج وانها تعمل بدأب النمل وبجهود الفريق الواحد والاحداث الأخيرة حول جائحة كورونا اثبتت مدى حجم الدولة ومؤسساتها وقدرة أنظمتها وتطبيقاتها الرقمية التي سرعان ما فعلت وبشكل دقيق في كل الاتجاهات على المستوى الداخلي والخارجي سواء ما يتعلق بالإنسان السعودي او المقيمين على ارض المملكة بالإضافة الى المعالجات الفورية لجوانب مختلفة ومتعددة في الاقتصاد والمجتمع بقضاياه المختلفة والتبادلات التجارية في الداخل وسرعة الامداد بالمخزن وتعويضة ، وبرغم اتساع رقعة المملكة الا ان ذلك تم وبسرعة متناهية ودون ارباك لأي جهة وفقا لما تقتظيه الأوضاع الصحية الطارئة والمعالجات الأمنية ومدى سرعة الاستجابة وتكيف المجتمع مع الأوضاع الأخيرة مع فارق المسافات بين مناطق المملكة ، الا ان هذا هو الاخر تم بسرعة وبدقة وبسلاسة وهذا لاشك يدل خطط وبرامج مسبقة ويؤكد عمل مؤسساتي لا يتكئ على خبط العشواء وحالات الارتجال الى جانب ان قوة العلاقة الداخلية بين كل أطياف المجتمع متنت القيام بالمسؤوليات وهذه العلاقة كانت بين كل المواطنين و المقيمين على حد سوأ والشاهد ان حالات الرضى كانت تحف الجميع بل تتعدى الى أصوات ممتنة وقد تناقل الجميع تلك الاشادات من خلال برامج التواصل الاجتماعي وهذا ليس على الصعيد المحلي بل وحتى الدولي ، اما على المستويات الرسمية فقد توجه مدير الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس بالشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على التوجيه الذي أطلقه خلال الأسبوع المصرم ، بمعالجة جميع المقيمين على أرض المملكة المصابين بفيروس كورونا مجانا وهذا يعكس الجوانب الإنسانية للمملكة وانها تنبي توجهاتها في هذا الصدد من منطلقات إسلامية إنسانية على مبدأ وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ، اما على صعيد الجهود الرامية لمكافحة هذا الوباء فقد وجه خادم الحرمين الشريفين في التاسع من مارس، بتقديم دعم مالي قدره 10 ملايين دولار أميركي لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة فيروس كورونا “كوفيد – 19وقد تطرق السيد تيدروس وأشاد بهذا الدور وبهذا الدعم السخي من اجل الإنسانية، الحديث يطول عن جهود المملكة وذو شجون ولكن في هذه المرحلة الهامه من تاريخ البشرية في العصر الحديث تسجل المملكة رقماً قياسياً فاقت فيه كل دول العالم حملت هموم الإنسانية ولم تتوانى عن العمل ودعت الى قمة استثنائية افتراضية اهتمت بالمواطن والمقيم على حد سواء وتعاملت مع الاحداث والواقع بكل همة واقتدار وهذا هو ما يمثل حقيقة كيان الدولة والانجاز الحقيقي في الوقت الذي تتعثر فيه دول متقدمة ان لم تكن داخلت الى دائرة الضياع والفوضى والاضطراب ، نسأل الله الحماية والامن والسلام لكل العالم . والى لقاء
عوضه بن على الدوسي
ماجستير في الادب والنقد

عوضه علي الدوسي

 ماجستير في الادب والنقد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. دائما متألق اخي الكريم
    ويتجلى ذالك عندما تكتب عن الوطن
    نلمس الحس المرهف والوطنية الصادقة
    وطن شامخ وقيادة عضيمة وأمة تسير بخطى ثابتةخلف قيادتهم
    حفظ الله الدين والوطن والقيادة والأمة ورفع الله الغمة عن الامة ونصر الله جنودنا وثبّت اقدامهم وسدد رميهم انه سميع مجيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى