استتباب الأمن في المملكة العربية السعودية لم يأت من فراغ ولا بالصدفة ولا حتى بالقوة ولا بالمروءة وإنّما أتى تحقيقا لأهداف واستراتيجيات رسمها مؤسس هذا الكيان الكبير جلالة المغفور له بإذن الله جلالة الملك الملك عبد العزيز – يرحمه الله – بسط بها مظلة الأمن في ربوع الوطن بعد سنين عجاف من القتل والنهب والسلب فكان من أولى أولويات المؤسس أن يقضي على الفقر والمرض والجهل طبعا هذه الثلاث المهلكات معضلات لن تتحقق نقيضاتها بدون تحقيق الأمن العام في معناه الواسع باعتباره من أهم مقومات الحياة لأي مجتمع والذي سينشأ منه الأمن الاقتصادي والأمن الصحي والأمن الاجتماعي ولكل نوع من هذه الأنواع عدة فروع جميعها تتعلق بحياة الإنسان الذي يعيش على خارطة الوطن سواء كان مواطنا أو مقيما على حد سواء دون تمييز.
مرّ على المملكة العربية السعودية حربان خليجيتان كانت الأولى بين إيران والعراق الشقيق والثانية حرب تحرير الكويت الشقيق بينهما قرابة عشر سنوات وتحقق – بحمد الله وبحنكة وسياسة قادة هذه البلاد – الانتصار للمظلوم من الظالم بنصرة هذه الدولة المباركة لمن استنجد بها وطلبها النصرة وعادت الحقوق لأهلها هذا على صعيد الحرب نفسها وعلى المستوى الداخلي حقق رجال الأمن بجميع قطاعاته وأفرعه وبتعاون المواطنين انضباطا شهد به الأعداء قبل الأصدقاء إذ كانت جميع مناشط الناس وحياتهم العامة تسير دونما أي شعور بما يحدث في شرق المملكة وكان الناس لا يعرفون ما يصير إلا عن طريق الأخبار لأنهم يعيشون في أمن ورخاء واستقرار وثقة في دولتهم بأنها قوية وأنها تعمل على تحقيق مبدأي حفظ السلم والأمن الدوليين الذي يعتبر من أهم أهداف نشأة الأمم المتحدة التي هي عضو بارز فيه وقد تحقق لها ذلك .
اليوم نعيش جائحة عالمية من فيروس ” كورونا ” الذي اجتاح العالم وأدخل الرعب في قلوب سكان أكثر من مائتي دولة كشفت المستور عن تلك الدول التي تضع نفسها في قائمة الدول المتقدمة في مجالات التكنلوجيا والتسلح والرأس مالية والتصنيع وحفظ حقوق الإنسان ومقومات كثيرة تصنف بها نفسها بين دول العالم وما أن دخلها الفيروس حتى بدأت الحكومات تتضرر قبل الشعوب وبدأت المقاومة ضعيفة والخدمات الصحية هشة تكاد تنعدم بل أصبحوا يتنافسون على قرصنة المستلزمات الطبية وأبسطها الكمامات والقفازات وكان ذلك مثار السخرية أمام العالم الذي يلقبونه بالثالث الذي يشاهد هذه المهازل على شاشات التلفاز وخلال مؤتمراتهم الصحية والأمنية بعد أن اشتغل أمنهم بمتابعة المجرمين الذين فتكوا بالمتاجر والبنوك إلى درجة أن بعض مواطنيهم فقد الأمن بفقده ربما كيس خبز يحمله بعد أن وقع ضحية نهب هؤلاء المجرمين له في وضح النهار .
وهنا في بلاد الحرمين الشريفين بلادنا تقع السعودية في المركز الأول عالمياً بلا منافس وبهذا نرفع الرؤوس شامخة نحن سكان المملكة العربية السعودية مواطنين ومقيمين وبعثات دبلوماسية بعد أن تربعت بلادنا ولله الحمد على عرش الدول قاطبة في إدارة هذه الجائحة ولم نحتاج لأبواق الكذب ولم نستدر عطف أحد ليمدح ما نعيشه من اطمئنان بفضل الله ثم بفضل الدولة ملكاً وحكومة وشعباً في تناغم بهدوء وصمت وعمل جاد ولم نلتفت لما تتبجح به قناة الدوحة – بعد أن نكرّم أرض الجزيرة عن الانتماء لها – ولا لمذيعيها المرتزقة ومن يقف خلف توجيههم وهم ينبحون ليل نهار ضد بلادنا ولم يضروها بشيء بقدر ما أثبتوا للعالم كله أنهم شرذمة تغذت ألسنتهم بالفصاحة في نشر الوقاحة وعدوى الأخبار والتقارير المزيفة في الوقت الذي يأتينا الثناء والإشادة من الغرب وأوروبا من أولئك المنصفين مسؤولين وقادة وإعلاميين الذين سمعوا ويسمعون بالقرارات الأمنية الاحترازية التي يوجه بها ولي الأمر وينفذها رجال الأمن كلٌّ في مجاله والحرس الوطني والجيش على الثغور وفي الداخل في تنظيم يحفظ للمواطن والمقيم حقوقه في الأمن الغذائي والأمن الصحي والأمن الاجتماعي والتعليمي والنفسي والأمن الوظيفي فيلتزم الجميع طوعا ويقفون مع الدولة صفّا واحدا في المنشط والمكره قولاً وفعلاً .
لقد رأينا تلك الجهود في رسائل وتوجيهات سمو وزير الداخلية ومعاونيه من خلال المركز الإعلامي لوزارة الداخلية الذي ينشر الجهود المبذولةبالكلمة والصورة وبالفيديو على مستوى الطرق بين المناطق والمحافظات وحتى مداخل المدن والأحياء والشوارع العامة والميادين تابعنا كيف ينتشر رجال الأمن في مواقعهم المحددة في الليل والنهار في الشمس ووسط المطر يتعاملون مع الكل معاملة حسنة وينظمون حتى دخول الناس للأسواق التجارية المفتوحة للتبضع مما ليس له علاقة بالمنع ويتابعون مع اللجان المختلفة توفر المواد الغذائية والأسعار ويوعونهم بمخاطر التجول غير الضروري وفوق هذا كله يعقد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية المقدم طلال الشلهوب مؤتمرا صحفيا ومشاركة المتحدث الرسمي لوزارة الصحة من باب الشفافية للحديث عن الخطط التي اتخذت من قبل الأمن العام تجاه منع التجول وما يعقبه من حزم لصالح السكان وبعث الطمأنينة بأن كل الأمور تسير وفق ما خطط لها في سبيل انحسار الوباء وعدم انتشاره وفوق هذا فريق عمل من العلاقات العامة والإعلام بمقر الوزارة يعملون على مدار الساعة لنشر كل ما يتعلق بجهود وزارة الداخلية وجهود الجهات الأخرى في المناطق والمحافظات بتعاون وكالة الأنباء السعودية بالتنسيق مع تلك الجهات الحكومية حماية للمجتمع من الشائعات والحصول على جميع المستجدات من مصادرها الرسمية .
شكرا للسفراء الذين أشادوا بالجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين ويشيدون بما يتحقق من أمن على كافة المستويات في هذه الظروف وشكرا لأولئك الذين ينشرون من خارج المملكة عبر قنواتهم وسناباتهم من دول غربية وعربية يهنئون السعودية ويؤكدون أنها أصبحت حديث المسؤولين والمجتمع في الغرب وأوروبا بما قدمت وتقدم للسكان ولمواطنيها من توفير الغذاء والدواء والسكن لجميع المصابين بما فيهم المخالفين لأنظمة الإقامة وهم يقارنون بين هذه الخدمات وما يتعرض له مواطنو تلك الدول والمقيمون فيها من ويلات التكفل الشخصي بجميع ما يتعلق بالآثار الصحية على المصابين وما يعاني مواطنو معظم الدول من صعوبات في طلب العودة لبلدانهم بدءا من قيمة تذاكر السفر الباهظة وانتهاء بصعوبة الموافقة من حكوماتهم على العودةوما قد يواجهون من متاعب .
فيما تعلن المملكة عبر وزارة خارجيتها وسفاراتها فتح الباب أمام الراغبين في العودة للمملكة من الطلاب المبتعثين ومن في حكمهم للعودة وعلى نفقة الدولة مع توفير النقل والفحص والسكن والغذاء والدواء .
نبضة قلم :
شكراً لجميع رجال الأمن والشكر موصول لجميع الطواقم الطبية والمتطوعين وجميع الجهات الحكومية وأصحاب المبادرات الصادقة والشكر لجميع المواطنين والمقيمين الذين التزموا بتنفيذ التعليمات ذات العلاقة بهذه الجائحة التي ندعو الله أن تعدي على خير وتصبح قريبا كسحابة صيف وكأن شيئا لم يكن .
حفظ الله بلاد السعودية من كيد الكائدين وجعلها منارة للعالم كله بسماحتها ومكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية فعلا كما ذكرت هي الأولى عالميا بعد أن انكشف سوء حكومات الدول العظمى وهي ليست عظيمة فقد كشف ضعفها وهشاشتها فيروس أرسله الله ليبين الخبيث من الطيب شكراً كاتبنا الوطني والشكر موصول لمن يقف خلف هذه الصحيفة الرائدة . دام قلمك وألقك يا غريب
تحياتي وتقديري للدكتور عبد الله غريب لهذا الطرح الجاد .أسألُ اللهَ أن يحفظ المملكة الغالية العزيزة التي عشتُ فيها سنواتٍ طويلة من عمري وأشهدُ لها بالرقي والسمو الأخلاقي ، حفظ اللهُ بلدي الثاني الذي أعتز به كل الاعتزاز وأسأل اللهَ صونها وإعزازها .