المقالات

شكرًا “كورونا”

شكرًا “كورونا” إن أحكمت قبضتك على الكرة الأرضية بطريقة عادلة لا تساعد الذين يملكون المال على الهروب، بل أجبرتهم على البقاء معنا، وجعلتهم يضعون فلوسهم في سطل ماء ويشربونه.

شكرًا “كورونا” إن حعلت الشارع أكثر جاذبية وعندما ينطلق الناس للشارع قريبًا إن شاء اللهفلن يعودوا لمنازلهم إلا للضرورة.

شكرًا “كورونا” إن أفسدت على تجار السلاح وتجار الفتن صفقاتهم، ووضعتهم على حافة الموت والحياة مع كل شعوب الأرض.

شكرًا “كورونا” إن عريت العلماء الذين أنكروا وجود الله وشركات تسويق الأدوية الذين كانوا يتحكمون في مفاصل حياة المرضى في أنحاء العالم، وأجبرتهم على العودة لمعاملهم وأبحاثهم للبحث عن مضادات حيوية أخرى.

شكرًا “كورونا” إن عطلت الطيران، والبواخر، والسياحة، والاقتصاد، والمسرح، والسينما، والجلد المنفوخ، وأوكار المراهنات والقمار، والرقص، والزمر،والطبل.

شكرًا “كورونا” أن ألبست الرجال كمامات كخمار غطاء مع النساء من باب المساواة بين الجنسين،وأربكت حسابات سارقي رغيف خبز الفقراء.

شكرًا “كورونا” أن علمتنا بأن البدن علبة خليط من اللحم والدم والوجبات يفقد قيمته فور مغادرة الروح “أقبل على النفسِ واستكمل فضائلها .. فأنت بالروح لا بالجسم إنسانُ.

شكرًا “كورونا” أن علمتنا إن السعادة للمتقين،  وإن الناس أغبياء إلا اتباع الأنبياء، ولا سلام إلا بالسلام، ولا علاج للنفاق إلا بالإنفاق.

شكرًا “كورونا” أن علمتنا إن لا أمن إلا بالإيمان ولا خلاص إلا بالإخلاص لله.

شكرًا “كورونا” أن حولت قلوب البشر القاسية الجافة إلى حياة تفيض فيها مشاعر الإنسانية لأول مرة حتى لو مؤقتًا.

شكرًا “كورونا” أن علمتنا أن رجال سلمان الحزم والعزم في خنادق العز على الحد الجنوبي، ونحن نرفل في ثياب الرفاهية.

شكرًا “كورونا” أن علمتنا قيمة خطوط الدفاع الحقيقية من منسوبي وزارة الصحة، ومنسوبي وزارة الداخلية، وكل القطاعات التي نزلت الميدان في فوهة مدفع الخطر الحقيقي، ونحن نتململ من ترفيه مفتوح داخل منازلنا.

شكرًا “كورونا” أن أجبرت أكثر من خمسة مليار من البشر على البقاء في منازلهم  كحبس انفرادي ليس لإذلالهم فقط، بل لتعرية غرور الإنسان وكبريائه.

شكرًا “كورونا” أن أتيت من عمق اليأس تعزي الغطرسة مع المعزين.

ركزة….. يقول زهير في حوليته

وأَعْلـَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَـهُ
وَلكِنَّنِـي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَـمِ
رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ
تُمِـتْهُ وَمَنْ تخطئ يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button