د. محمد هنديه

الإعلام….وجهة نظر

الإعلام لسان وقلم يصوغان الافكار وينقلان الأخبار، وبقدر نفعهما إلا أنهما خطيران أيضًا وقد حذرت العرب منهما في أشعارهم وحكمهم قال بعضهم:
احذر لسانك أيها الإنسان لا يلدغنك أنه ثعبان وقال الآخر: “زلة قدم ولا زلة قلم”، واستخدام كلاهما في الإعلام له قواعده وأسسه وعلمه، وأغلب العاملين في المنصات الإعلامية غير متخصصين في علومه ولا يعرفون ضوابطه وأخلاقياته، وهو ما يموج فيه الإعلام اليوم من هرج ومرج، والسبب في ذلك أنه سمح للر غاة والسائبين ركوب صهوته وأصبح مهنة من لا مهنة له فماذا نصنع ؟ من وجهة نظري لابد من وضع استراتيجية إعلامية ثاقبة ذات رؤيا واضحة مواكبة لما يطرأ على الإعلام من مستجدات حديثة تحد من انتشار الإعلام العشوائي، وفرض السيطرة على منصات الإعلام.

قد يقول البعض لا نستطيع ذلك أقول له، بل نستطيع وهو أن نلزم المشغلين للمنصات الإعلامية التقيد بشروطنا وقواعدنا للنشر وإلا سوف نغلق منصاتهم العاملة لدينا ونكبدهم خسائر فادحة. قد تظهر أصوات تخالفني الرأي، وتنادي بحرية الإعلام، وتقول هذا مخالف للقوانين الدولية والتشريعات الإعلامية أقول لهم اضربوا بها عرض الحائط فهي ليست أعز من وطننا ولا من وحدته وترابط مجتمعه وسلامته من عبث المندسين خلف تلك المنصات، إننا نخوض حربًا ضروسًا في الإعلام مع أعدائنا وهم من قام بهدم القوانين والأعراف والتشريعات الإعلامية الدولية التي تجرم الدعاية السوداء ضد الدول والأفراد فلن نلتزم مالم يلتزموا بها؛ لأننا ندافع عن أمننا الوطني والدول تدافع عن أمنها القومي في أعالي البحار، وعلى مسافات بعيدة جدًّا عن أراضيها وهو حق مشروع لنا. فالإعلام هو خط الهجوم الأول وخط الدفاع الأخير وفي الحرب الإعلامية التي ينتهك فيها الأعداء كل القوانين والأعراف الإعلامية الدولية عن طريق المشغلين للمنصات الاعلامية ليس لهم إلا الرد بالمثل وإجبارهم على حلين لا ثالث لهما إما الالتزام أو الإغلاق، ويجب أن لانترك لهم منصة عاملة في وطننا تنفث سمومها على دولتنا بدعوة حرية الإعلام، وهذا الحل وإن كان صعبًا وطريقه وعر إلا أنه هو الحل الأمثل الذي يسيّج وطننا من هجمات الحاقدين، ويضع بيننا وبينهم سدًا منيعًا.
وقد قامت بعض الدول بإغلاق المنصات الإعلامية لديها عندما هددت أمنها القومي، وهذا ما دعا له الخبير الدولي في السوشيال ميديا طلال أبو غزالة أحد المشرعين في المنظمات الدولية، والذي أشار إلى تأسيس هيئات لكل بلدان العالم تشرف على الإنترنت، وتضع شروطًا على استخدامه،
والاستراتيجية الأخرى للإعلام تبدأ من التعليم؛ حيث إن هناك الكثير من الأنشطة الإعلامية في مراحل التعليم العام والخاص، ولا يحسن إدارتها إلا المتخصصين في الإعلام، وكان في السابق يوظف خريجو الإعلام في التعليم فلماذا لا يعاد مرة أخرى، لأن بناء الطالب وتقوية حسه نحو وطنه لا يجيد طرحها إلا الإعلاميين فهم صناع الإقناع. وآخر الاستراتيجيات كي لا أطيل على القارئ يخص العاملين في مجال الإعلام في وطننا وهم على فريقين فالأول غير متخصص في الإعلام، ويعمل مذيعًا ومخرجًا ومنتجًا ومحررًا، ولهم كل الشكر والتقدير، ولكن يجب أن يتخصص في مجال واحد، ويعطى له دورات مكثفة داخليًا وخارجيًا لكي يكمل باقي فترته إن كانت طويلة، والفريق الآخر هو متخصص ولا بد أن يوضع في مجال تخصصه إن كان صحافة أو إذاعة أو تلفزيون ولا يسمح له بمزاولة غير تخصصه إلا في حالات استثنائية.
وأختتم مقالي هذا بحث وسائل الإعلام الخاصة والعامة في وطننا الاعتماد الكلي على الكفاءات السعودية فهناك حسب خبرتى طلاب وطالبات على مستوى عالٍ من المهنية، والاحتراف الإعلامي فهم الذين يحافظون على أمننا الوطني. هذا مايخص الإعلامي الداخلي، أما ما يخص الإعلام الخارجي فسوف أتناوله في مقال آخر إن شاء الله.

———————-

استاذ الإعلام الدولي
ورئيس قسم الإعلام بأم القرى سابقا

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button