المقالات

فيروس كورونا وصحة طفلي

مع بدء تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) في العالم ووصوله ضيفًا غير مرحب فيه في كثير الدول، والذي شكّل مصدر قلق شديدبشكل رئيسي لأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة وكبار السن والأطفال. كثيرًا من الدول بدأت باستخدام إجراءات صارمة للحد من انتشار الفيروس والحث على “التباعد الاجتماعي” وكذلك حصر المصابين والسيطرة عليهم. وكإجراء احترازي تم إغلاق المدارس والأماكن العامة والاختصار على الخدمات الضرورية والاحتياجات الأساسية اليومية كالصحة والغذاء. يأخذ الاطفال حيزًا كبيرًا من قلق الوالدين فيلجأ كليهما إلى تعزيز وتكثيف الاهتمام بحماية أطفالهم وخاصة في الوقت العصيب الذي يمر به العالم. ولو نظرنا إلى النظريات التي تحاول تفسير سبب قلة الإصابة بالفيروس(كوفيد-19) بين الأطفال. ذكر أستاذ علم الفيروسات إيان جونز في جامعة ريدنغ البريطانية أن “الأطفال تفادوا الإصابة تمامًا بالعزل، أو أن إصاباتهم ليست بالحادة”. فهذا يدل على أن الأطفال إصابتهم أخف بهذا المرض، وأن الأعراض لا تظهر عليهم بشكل واضح فيتجنب الوالدان بالتوجه بهم إلى المستشفي، من جهه أخرى ذكرت ناتالي ماكديرموت من كلية لندن “إن للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 5 سنوات لديهم أجهزة مناعة لمقاومة الفيروسات. فقد يصاب هؤلاء بالعدوى، ولكن لا تظهر عليهم أي أعراض .” فيروس كورنا (كوفيد-19) ليس بالوباء الوحيد الذي اجتاح العالم فعلى سبيل المثال مرض (سارس) الذي هو نوع من أنواع كورونا والذي أودى بحياة 800 شخص تقريبًا، كانت نسبة الإصابة بين الأطفال منخفضة أيضًا وفي عام 2007 أعلن مركز السيطرة على الأوبئة الأمريكي عن أن 135 طفلًا أصيبوا بفيرو س (سارس)، و”لكن لم تسجل أي حالة وفاة بين الأطفال والمراهقين”.ذكر الخبراء البريطانيون إن انتقال العدوى بأمراض الجهاز التنفسي ليس بالأمر السهل جدًّا.
من جهه أخرى إشارات منظمة الصحة العالمية إلى الدراسة التى أجريت 2010 للميلاد والتي ذكرت فيها بأن أمراض الجهاز التنفسي الحادة، مثل: الالتهاب الرئوي هي السبب الأول لوفاة الأطفال، ومن الضروري الاهتمام بالتغذية والهواء الجيد، والبعد عنالأماكن المغلقة إلى جانب تحصين الأطفال بالتطعيمات.

فترة الحجر المنزلي لفيروس كورنا (كوفيد-19) فرصة جيدة تبدأها بدعوة طفلك للتحدث عن مايجري حاليًا حول العالم وفتح النقاش أثناء الجلسة العائلية أو أثناء القيام بنشاط معين. ومن المهم التخفيف من قلقهم ومخاوفهم تجاه هذا الوباء الجائح وتذكير الطفل بأنه يعيش في بيئة آمنة خالية من الأمراض والتأكيد على أخذ الإجراءات اللازمة لحماية نفسه والبعد عن تقارب بين الاشخاص حتى لو كان فردًا من أفراد عائلته.
الجدير بالذكر يجب على الوالدين التحدث مع أطفالهم عن أضرار عدم غسل اليدين وتجنب ملامسة العينين والفم والانف.
كذلك يفضل تجنب التعامل مع الحيوانات بدون أخذ الإجراءات الوقائية التى قد تكون وسيلة مباشرة لنقل الأمراض، وحالما يصاب الطفل لا سمح الله يجب أن يحمي ويعزل عن الآخرين بغسل اليدين كل عشرين دقيقة وتغطية الفم والأنف بالكوع المثني أو المناديل مع الرعاية الصحية المناسبة ونقله إلى المستشفي إذا لازم الأمرلتلقي العلاج اللازم.

في ظل تزايد حالات فيروس كورنا (كوفيد-19) داخل المملكة بدأت المملكة العربية السعودية باتخاذ التدابير اللازمة والإجراءات الاحترازية للحد من انتشار هذا الفيروس، فانطلاقًا من الدور الإنساني والريادي في حماية شعبها وفرة المملكة ممثلة بقيادتها الرشيدة حفظها الله، بتخصيص مبلغ 47 مليار للسيطرة على هذا الوباء لرفع جاهزية القطاع الصحي ومعالجة الآثار المترتبة عليها اقتصاديًا. المملكة أيضًا أولت اهتمامًا بالصحة ولها تجاربها الفريدة في التأهب لحالات الطوارئ من خلال مواسم الحج السنوية وتجاربها للسيطرة على الأمراض ومعالجة المواطنين والمقيمين على حدٍ سواء. وزارة الصحة قامتبمراقبة واختبار الحالات المشتبه بها وعزلها ومعالجتها على الفور في حال تأكدت الإصابة لا سمح الله.
كما خصصت في البداية الوزارة 25 مستشفي وأكثر من 80000 ألف سرير كذلك 8000 سرير لوحدة العناية المركزة. لم تقف تلك الإجراءات داخل المملكة ولكن بيدين حانيتين احتضنت أبناءها وأمرت بتوجيه الجهات الرسمية وإجلاء أبنائها العالقين في الخارج والمتضررين من هذا الوباء العالمي، فرتبت خطة مدروسة بإرسال الطائرات إلى الدول المتضررة وتجهيز أكثر من 11 ألف غرفة فندقية مجهزة لاستقبال العائدين من أبنائها ليتم عزلهم كإجراء احترازي. أثبتت المملكة في هذه المرحلة الصعبة أن الإنسانية ليست شعارات زائفة أو كلام يطرح على طاولات الاجتماعات، بل هي مسؤولية أمام شعب انصاع بكل حب والتزام لقيادته.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button