المقالات

بين المثالية والتهويل (كوفيد-19)

استشعار المسؤولية من الجميع وتطبيق الأنظمة والقوانين الاحترازية أمر واقع لا مناص منه أو مفر، بل هو واجب وطني إنساني للحد من انتشار ذلك الفيروس الذي هد عروش دول عظمى وأصبحت تستغيث؛ وذلك بسبب عدم الاكتراث والاهتمام لما قد يؤول إليه ذلك الفيروس من ضرر لأهم مكتسبات الدولة وهو روح الإنسان، فالبقاء والالتزام في المنازل، والوقاية والاحتراز، من قوة انتشار (الكورونا)هي السمة الأساسية وصبغة المناسبة في الوقت الراهن للحفاظ على أهم المكتسبات.

فما نراه من القنوات الرسمية والجهات الحكومية وعلى رأسهم وزارة الصحة، من نشر التوعية المناسبة للمجتمع من خلال الحسابات الرسمية والقنوات التلفزيونية، واتخاذ القرارات المناسبة في التوقيت التي تراه مناسبًا للاحتراز والحد من انتشار الفيروس بلا (تهوين أو تهويل)، لخير دليل على حرص القيادة الرشيدة للحفاظ على أهم مكتسب لديها، وهذا يبعث الطمأنينة لكل أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين وحتى (المخالفين للأنظمة).

‘‘فالقيادة، والجهات والوزارات الحكومية، لم تتوانَ فذللت كل المصاعب، ولم تعير أي اهتمام لما قد تعود به تلك القرارات الحاسمة، والمصيرية، مستقبلًا الأهم الآن هو الإنسان ولا غيره، فتبذل الجهد المكثف بلا هوادة أو كَلَل، في المقابل الواجب الإنساني على مستوى الفرد هو إكمال مسيرة الدولة في محاربة الفيروس؛ اتباع الإرشادات وتنفيذ القرارات كما نصت (بالحرف)، لمواجهة وباء العصر والقضاء عليه. (كُلنا مسؤول) ‘‘

فحين نرى علو في فاتورة التهويل والمثالية الزائفة التي صدرت من قبل بعض من يدعون أنفسهم بأنهم صنّاع محتوى هادف، ومؤشر المجتمع، ومشاهير التواصل الاجتماعي؛ من هو الذي أطلق عليهم ذلك؟

يصرحون بما ليس لديهم من العلم، فتارة التنظير يتجه نحو معلومات طبية بحتة، وتارة أخرى يتجه دفة الحوار إلى تصدير الإشاعات؛ باسم الحفاظ على مكتسبات الدولة والخوف على المجتمع من أضرار مستعصية قد يخفى ذلك على أطباء وزارة الصحة، فهم الأحق بتصريح والتلميح عن ذلك.

‘‘المجتمع وأفراده لا يحتاجون إلى المعلومة الفريدة من نوعها، فمجهودات الدوائر الحكومية على قدم وساق، ولديهم المقدرة والكفاءة العالية لتقديم المعلومة الصحيحة المتزنة لكل منزل وفرد، استشعار المسؤولية ليس فقط باتباع القوانين الاحترازية وتطبيق الأنظمة، المسؤولية تحتم تفريغ المساحات المتاحة للقنوات الحكومية للعمل وعدم الزحام بمعلومات أبعد ما يكون عن الواقع، فالتهويل والمثالية الزائفة، تعرقل بعض المساعي الرسمية وتشويش المعلومة لدى المتلقي‘‘.

الهدوء والسكون مطلب شعبي؛ لكل من يعتقد بأنه الإنسان المثالي الذي يهول بغية الزيادة في الحرص….

Related Articles

2 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button