المقالات

صراخ الشعراء

الشعر ديوان العرب به تسجل الأحداث ويحفظ التراث على مدار السنين. وقد ساهم الشعر في حل الخلافات والمشكلات وتقريب وجهات النظر في الكثير من القضايا بين فئات المجتمع فكم من قصيدة أنهت خلافات استمرت مئات السنين عجز المصلحون عن حلها، وكل ذلك مشاهد وملاحظ ولاينكره إلا جاحد.
وقد اتّخذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- شاعرًا، وهو حسان بن ثابت فكان يذود عن الإسلام ويدافع عنه ويدعو إليه.

ويعتبر الشعر جزءًا من الموروث الثقافي في المجتمع وله حضور كبير في مختلف الأزمنة وبمختلف أنواعه.
إلا أن المتابع لشعر النظم بالذات خلال العشر سنوات الماضية؛ وخاصة مايحدث في المناسبات الاجتماعية من زواجات واحتفالات يجد أن أغلب على ما يطرح في هذه المناسبات هو المدح والثناء والتبجيل بشكل مبالغ فيه وسط شبه غياب لبقية مجالات الشعر الأخرى، ومنها الجوانب الاجتماعية والوطنية، وإصلاح ذات البين وغيرها من المجالات الأخرى.

ويظهر أن توجه الشعراء لهذا المجال في هذه المناسبات سببه هو الطلب المتزايد مع الأسف الشديد من قبل بعض أصحاب هذه المناسبات حتى أصبحوا يتنافسون على ذلك وسط ضغط منهم على الشعراء بمدح أكثر من الاحتفالات الأخرى؛ مما أوقع الشعراء في حرج شديد وجعل البعض منهم يتهرب عن المناسبات حفاظًا على سمعته ومصداقيته في المجتمع على الرغم من الإغراءات المادية التي تدفع له.
فأصبح الشاعر يشارك في مناسبتين أو ثلاث في ليلة واحدة فتجده يتنقل من قاعة إلى قاعة وسط ضغط ومطالبة من أصحاب هذه المناسبات.
فأصبحت ترى التضجر على وجوه الكثير ممن يحضر هذه المناسبات من هذا الهياط والصراخ والتزلف غير المبرر.
ولسان حالهم يقول…
هل أصحاب هذه المناسبات في حاجة إلى هذا المدح والثناء لإثبات رجولتهم؟ وهل اهتزت ثقة الناس بأنفسهم حتى أصبحوا يطالبون بذلك ؟ وهل المجتمع يجهل ذلك ولايعرفون أصحاب الأقوال من أصحاب الأفعال؟ ولماذا لم نجده في جيلنا الماضي والذين خدموا مجتمعهم، وقدموا التضحيات في صمت؟

وفي ظل هذه التساؤلات والانتقادات طالب عدد من العقلاء بضرورة قيام القدوات في المجتمع من مشايخ وعلماء واعيان ووجهاء بضرورة إبعاد كل ذلك الضجيج والصخب عن مناسباتهم؛ ليكونوا قدوة في مجتمعهم للآخرين.

مطالبين الشعراء في نفس الوقت بتقديم كل مايفيد المجتمع من تقويه للحمة الوطنية، وتمجيد للوطن وقيادته، ويكون المدح والثناء لمن قدم عملًا بارزًا لخدمة وطنه ومجتمعه؛ وليكن قدوتهم في ذلك مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، والذي منع شعر المدح والثناء في مجلسه الخاص وفي الاحتفالات التي يحضرها.

المحرر الصحفي بصحيفة عكاظ

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كثرة المديح والثناء في أغلب المنابر عادة ممقوته للمادح والممدوح ، اقول افعل الطيب و ابتغي الفضل من رب العباد ولاتلجأ للشعراء لابراز ماتقوم به ، هذا ان قمت بعمل جلل ….
    زمان العجب !!!
    ٩٩ ٪؜ من حفلات الزواج والمناسبات تكون فقرة الامسية الشعرية مديح وتبجيل مفرط لأهل المناسبة وان كانوا خلاف ذلك ،،، ياقومي احترموا العقول وكفوا عن الهراء ولا تفقدوا لذة الشعر النبطي يا أهل الشعر ، فالتاريخ يسجل والأيام تمضي فشريد قصائدك تدونه الايام وترحل انت ويبقى شعرك يتحدث عنك ويرسم صورتك للأجيال التي لم تراك اما تكون كمحمد بن شريف الجبرتي و راضي الخضيري وابو مشعاب والمسعودي و عبدالله بن عون و وشليويح العطاوي و مصل بن عياد او غيرهم وهم كثر….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى