لقد كنت أحد الكوادر التنفيذية في إحدى أكبر الشركات في السعودية، والتي تعتبر ركيزة من ركائز الاقتصاد للوطن، وكانت الفلسفة الإدارية في إدارة الأزمات التي تمر بها الشركة..إنه من الأزمات تخلق الفرص…
وعندما أرى الإجراءات والقرارات والطريقة التي أديرت ولا تزال تدار بها الأزمة؛ فإنني أجزم بأن الوطن يدار بفكر إداري معاصر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان …
فمع ما نمر به من جائحة إلا أن ولاة الأمر والمعنيين في الوزارات المختلفة نجحوا نجاحًا منقطع النظير في التركيز على الفرص المتاحة، وتعظيم الفائدة منها على جميع الأصعدة…
فقد ثبت بما لا يدعو مجالًا للشك بأن المواطن يأتي أولًا وقبل كل شيء….تعطيل الاقتصاد لبلد كامل، وفي مراحل أولية من الوباء من أجل سلامة مواطنيه ما هو إلا فيض من غيض للتأكيد قولًا وفعلًا بأن المواطن السعودي هو في قمة أولويات ولاة الأمر. وكان لذلك تأثير إيجابي في زيادة المواطنة واللحمة بين القيادة والشعب. ودحض كل الأفواه المأجورة، والتي كانت تعمل على تصدع النسيج الاجتماعي، وتفكيك الأواصر بين المواطن وولاة أمره.
أما فيما يخص المواطن الذي قدر له أن يكون متواجدًا خارج الوطن، فقد برهنت سفارات خادم الحرمين في الخارج من خلال ما تقدمه.. بأن السبب الأساسي لوجودها هو حماية وخدمة رعايا الوطن في الخارج… فلم تألوا جهدًا في حصر المواطنين المتواجدين في كل بلد والتواصل معهم، ونقلهم إلى فنادق راقية جدًّا تليق بحامل الجواز السعودي. وكلنا شاهد عبارات الامتنان والعرفان والفخر مما نشر في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل شباب هذا الوطن الذين يحظون بهذه الرعاية الكريمة من ولاة الأمر. فكان لذلك أكبر الأثر في تصحيح الصورة النمطية بأن حامل الجواز لدولة غربية يحظى باهتمام دولته أكثر من أي دولة. فما قدمته السعودية العظمى لمواطنيها عجز عن تقديمه أي دولة أخرى.
كذلك أثبتت الأزمة صلابة وقوة البنى التحتية للاتصالات والحكومة الإلكترونية للمملكة العربية السعودية. فقد كانت بمثابة اختبار جهد لجاهزيتها في مثل أحلك الظروف كالتي نمر بها. التعليم عن بُعد كان ذا فاعلية وتم بحمد الله استكمال المناهج الدراسية لجميع المراحل؛ ناهيك عن زيادة الاستخدام للإنترنت بسبب الحظر وبقاء المواطنين والمقيمين في مساكنهم.
كذلك تقديم ٩٤٤ خدمة حكومية من خلال ١٦ منصة إلكترونية كانت ولا تزال تعمل بفاعلية عالية ودون انقطاع.
والحديث يطول في سرد قصة نجاح إدارة الدولة لهذه الأزمة؛ فهي تستدعي تأليف كتاب يدرس في علم الإدارة وفن إدارة الأزمات.
وفي الختام يتسع المقام بشكر الخالق الذي وهبنا هذا الوطن المعطاء، وأن يسر لنا ولاة أمر يسعون في تحقيق كل ما نصبو إليه، وأن يعيننا أن تقدم واجباتنا تجاههم على أكمل وجه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسنت ولك الشكر والثناء والفضل لله سبحانه وتعالى ثم لولاه امرنا في هذا البلد العظيم
بارك الله فيك أخي فايز الأنصاري
نجاح إدارة الدولة لهذه الأزمة؛ فهي تستدعي تأليف كتاب يدرس في علم الإدارة وفن إدارة الأزمات فإننا نشكر الخالق الذي وهبنا هذا الوطن المعطاء، وأن يسر لنا ولاة أمر يسعون في تحقيق كل ما نصبو إليه، وأن يعيننا أن تقدم واجباتنا تجاههم على أكمل وجه.