بالحَجْرِ نَحْمِي بِلاداً حُبُّهَا شَغَفُ
وأَنْفُسـاً مِنْ وَبَاءٍ قَلْبُهــــا وَجِــفُ
فالزَمْ مَكَانَكَ فالأَحْدَاثُ ذي جَللٌ
ورَحْمةُ اللهِ فَضْلٌ فَوقَ مَا نَصِــفُ
بيتان تحشرجا من رئة حالنا ، وتقلّب زماننا ، تنفثهما قريحتي وعلى قسمات وجهِها يقينٌ بنكهة أمل ، وثقةٌ بانكشاف غُمّة تشبثتْ بملامح هذه الأُمّة.
في كل يوم يزدادُ حصاد ذلك الكائن الصغير الذي عطّل حياة البشرية ، وأفزعَ الدول بهجومه الشرس ، وسلبه للأرواح البريئة المتدثرة بدفء الحياة.
وللحد من فتك هذا الشرير ( كورونا) أمرتْ قيادتنا الرشيدة -كبقية دول العالم- بالحجر المنزلي ومنع التجول كدرع للوقاية ، ولما تمّ إنجازه من استعدادات وتسخير طاقات لردع تمادي ذلك الكائن وجبروته.
في الحجر نشتاقُ إلى أشياء كثيرة …
أهلينا ، أعمالنا ، مدارسنا ، زياراتنا ، نشاطاتنا المختلفة التي اعتدناها… كمقهى يعزفُ الهدوء مع ارتشاف قهوة وصحبة ، وإلهام قريحة.
ولكن لابد من الرضا بما ألمَّ بنا من واقع مؤلم.
فنحن -والحمد لله- بحجر وأمن ولسنا بحرب وخوف ، ببيوت تحتوينا بارتياح ولسنا لاجئين مشردين ، بوطن يعبقُ بالقداسة والمجد ولسنا بغربة ، نأكلُ مما لذَّ وطاب ولسنا بجوعى يهلكنا الإملاق ، بصحة وعافية لم نفقدْ عضوًا ولم يهدمنا سقم ، نؤدي الفروض والسنن بكل راحة ، مع عائلة مجتمعة وليست متفرقة ، بل إن هذه النقطة الأكثر إيجابية فـ ( ربَّ ضارة نافعة) حيث تعاني بعض الأسر من انشغال بعض أفرادها المستمر والتفرقة الروحية ، ومع الحجر المنزلي تزداد العلاقة بينهم قرباً ووداً وألفةً وتماسكاً وحلاً لمشكلات نفسية عند بعضهم .
ولنمتثلْ قول النبي صلى الله عليه و سلم:
(مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا)
فلك الحمد -ربنا – على نعمك التي لاتحصى.
فلنلتزمْ بالحجر المنزلي والحضن الرؤوم المتوسد لنعَم لانشعر بها ، ولنطعْ ولاتنا ، ونقدرْ مسؤولية الأمن والتكاتف الاجتماعي ،ولنتشربْ الوعي التام بواجبنا الوطني ؛لتزهرَ الحياة مع تلويحة غيم الأمل، وارتواء قبول الدعوات ، وانهمار غيث الرحمات.