لم تدخر بلادنا الغالية جهدًا في اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمواجهة جائحة كورونا، والحد من آثارها، بما لديها من إمكانات مادية وبشرية، بل إنها كانت في طليعة الدول التي استبقت الخطوات، وأعطت الجائحة حقها من الاهتمام، ورفعت من معدل الوعي الإقليمي والعالمي بالخطر الملحوظ.
وتأكيدًا لذلك، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مبادرات عديدة كانت ولا زالت بمثابة رسائل تطمينية للمواطنين والمواطنات والمقيمين، مفادها حرص قيادتنا الرشيدة على بذل الغالي والنفيس للمحافظة على صحة الإنسان وسلامته، وتوفير كل أسباب العيش الكريم له، اتساقًا مع البعد الإنساني الذي اختطته المملكة وسارت عليه منذ أول يوم لظهور الجائحة، ومن ذلك على سبيل المثال، دعم وإعفاء وتعجيل سداد مستحقات القطاع الخاص، وكذلك دعم الأفراد السعوديين العاملين في نشاط الأجرة العامة بشكل مباشر، والسعوديين العاملين في نشاط النقل بالحافلات، بما يضمن تماسك البنية الاقتصادية السعودية، ويسهم بشكل مباشر وعظيم في تعضيد ومساندة القطاع الخاص، وجعْله ترسًا قويًا ومتعافيًا.
وقبل ذلك أمر خادم الحرمين الشريفين بأن تتحمل الحكومة من خلال نظام (ساند) 60% من رواتب موظفي القطاع الخاص السعوديين، في خطوة تهدف إلى خلق التوازن الاقتصادي المطلوب بالمحافظة على القطاع الخاص، واستقرار منسوبيه، وتحقيق الضمان الوظيفي لهم، بما يخفف كثيرًا من آثار جائحة كورونا.
ونستذكر أيضًا أمره الكريم بتقديم الرعاية الصحية مجانًا لمخالفي أنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود المصابين بفيروس كورونا أو المشتبه في إصابتهم به، في المستشفيات والمراكز الطبية الحكومية والخاصة، وبدون اعتبار لمخالفاتهم، وهو توجه يكتسب بُعدين مهمين.. أولهما إنساني بحت، بما يؤكد اهتمام القيادة بالإنسان من حيث هو “إنسان” دون تحديد أو تمييز، وثانيهما أن هذا القرار يضمن الأمن الصحي للمملكة ومواطنيها ومقيميها بشكل مباشر.
لقد ضربت المملكة العربية السعودية المثل الأروع في كيفية التعامل مع الطوارئ، من خلال إدارتها الحكيمة لهكذا أزمة شديدة ورؤيتها الباصرة، وكلنا نذكر قبل أسابيع قليلة منظر العديد من دول العالم الأول وقد أصيبت بما أطلق عليه اسم “جشع التسوق” بينما كانت أسواق المملكة ولله الحمد محصّنة بالوعي والحرص والمتابعة اللصيقة من قبل وزارة التجارة والجهات المعنية، بما أبقى على الأسعار ووفرة السلع كما هي عليه، فوجد المواطن والمقيم بغيتهما دون عناء، أو دخول في مرحلة الهلع والجشع والافتراس كما شاهدنا في بلدان لها سمعتها وصيتها العالمي.
هي بلا شك جهود كبيرة توليها قيادتنا الأبية للمواطنين والمقيمين في بلادنا الغالية، حرصًا على أمنهم وصحتهم وسلامتهم في هذه المرحلة العصيبة، وبإذن الله نحن قادرون على مواجهة تحدي هذه المرحلة بالعزيمة والصبر، والتزامنا بالتعليمات والأوامر التي تصدر من الجهات المسؤولة، والحرص على تنفيذها حرفيًا، وتوخي الدقة والحذر في نقل الأخبار، واعتماد المصادر الموثقة في التعاطي معها، وبذل الثقة أولًا في الله، ثم في قيادتنا الرشيدة وأجهزة الدولة المختلفة، فمن هنا سيكون مخرجنا الآمن من هذه الغمة الطارئة بإذن الله.