سأفتتح هذا المقال ببركة هذه الآية التي خاطب الله فيها أسرى كفار قريش في يوم بدر بقوله تعالى: (يأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الْأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) الأنفال: (70)
فهذا الخطاب والجزاء من الله عز وجل إلى الأسرى من الكفار، فكيف سيكون جزاؤه لنا، ونحن من أهل السنة والجماعة نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
فإن يعلم الله في قلوبنا خيرًا فإنه سيعطينا خيرًا مما أخذته منا جائحة كورونا وفوق ذلك يغفر لنا، وإذا غفر لنا فذلك الخير كله والله؛ ولذلك سيكون رمضان هذا العام أفضل وأجمل إذا بيتنا في قلوبنا نية الخير والصبر والاحتساب في هذا البلاء الذي حلّ بنا، وأخذ منا ما أخذ.
وسيكون رمضان هذا العام أفضل وأجمل إذا استثمرنا مع الله نية الاحتساب بالأجر والثواب في طاعة ولي الأمر بالالتزام بالتوجيهات والتعليمات، كما أمرنا الله في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ) النساء: (59)
سيكون رمضان هذا العام أفضل وأجمل إذا بيّتنا نية الخير بأننا سنصوم مع أهالينا، ونتفرغ للعبادة من خلال استغلال، واستثمار وقت الحجر المنزلي الذي منحنا الفرصة، وفرغنا من كل التزامات العمل والوظائف، وغيرها من المشاغل التي كانت تشغلنا في كل رمضان.
سيكون رمضان هذا العام أفضل وأجمل إذا هيأنا أنفسنا وأهلينا ومن نعول وهيأنا بيوتنا؛ لتكون مساجد نعمرها بذكر الله وإقامة الصلاة، والمحافظة على السنن الرواتب، والنوافل، وتلاوة القرآن، وقيام الليل، ونحتسب أجر وثواب رعاية أهلينا وأبنائنا وأزواجنا، وتوجيههم في المحافظة على الصلاة جماعة في البيوت.
سيكون رمضان هذا العام أفضل وأجمل إذا استثمرنا تكاليف مصاريف السفر والعمرة في رمضان هذا العام، وتبرعنا بها لمن نتأكد من سوء أحوالهم المالية من الأهل والأقارب والجيران، ومن يتعذّر عليه البحث عن المستحقين فهناك الجمعيات الخيرية التي تنوب عنه في إيصال تبرعه إلى المستحقين.
سيكون رمضان هذا العام أفضل وأجمل بأن يعلم الله أن في قلوبنا كل الخير نحو التغيير إلى الأفضل، وسيعوضنا الله، وسيؤتينا الله خيرًا من ذلك كله فقط بما في قلوبنا من نية الخير لأنفسنا وأهلينا ولولاة أمرنا ودولتنا فهو يعلم بالخير الذي يملأ قلوبنا؛ ولذلك رمضان هذا العام أفضل وأجمل، وكل عام وأنتم في قلوبكم خيرًا مع الله لا ينتهي.
اللهم ازل الغمه وارحم الأمه …
اهنيك على نظرة التفائل في اصعب المواقف والظروف واستشهاد موفق بالايه الكريمه …