في رثاء الأخ حسن بن حوقان رحمه الله
ترجَّلتَ والدنيا نزولٌ وترحالُ
وللموتِ أسبابٌ وللناسِ آجالُ
وما كلُّ من نالَ الشهادةَ عالمٌ
وما كلُّ من خاضَ المعاركَ أبطالُ
ترجَّلتَ والأيامُ تأكلُ بعضَها
ولا تنقضي فيها شؤونٌ وأحوالُ
رحلت بوقتٍ كلُّ ما فيه مؤلمٌ
تساوى به ضبعٌ وكبشٌ ورئبالُ
وكل بناءٍ لو تطاول عهدهُ
نهايتهُ هجرٌ وهدمٌ وأطلالُ
ترجلت والدنيا جهادٌ، دروبُها
شقاءٌ يقاسيهِ تقيٌّ ومحتال
يعاني بها من كان فيه تواضعٌ
ومن كان كالطاووسِ يزهو ويختالُ
أيا حسناً جاهدت في كلِّ جبهةٍ
تقودُك أحلامٌ عراضٌ وآمالُ
فقدت حنانَ الأمِّ في ميعةِ الصبا
وكان لكم من قسوةِ العُسرِ أغلالُ
مضيت وحيداً والدروبُ عسيرةٌ
بها عقباتٌ موحشاتٌ وأهوالُ
تقوم وتهوي في مساربها التي
متاهاتها موتٌ، ومشربها آلُ
ومرت عقودٌ والحياةُ شحيحةٌ
عليك، وفيها يكثر القيلُ والقالُ
وفي درَّةِ الصحراءِ حطت رحالُكم
وكم بُدلت فيها ظروفٌ وأحوالُ
ومرت بك الأيامُ مثلُ سَحابةٌ
تمرُّ سريعاً لا يَقِرُّ لها حالُ
ثلاثةُ أعوامٍ تقاسي مواجِعاً
حرابٌ مضت في فتكِها ونصالُ
ترجَّلتَ في صمتٍ وقد كنت فارساً
له في ميادينِ الرجولةِ أفعالُ
وخلفت أنجالاً بهم يُعقد الرجا
وما مات من أحيا مغانيهِ أشبالُ
إذا لم يكن من خالقِ الكونِ رحمةٌ
فلا ينفعُ الإنسانَ جاهٌ ولا مالُ