د. حسن عون العرياني

رمضان لن يتكرر

هلّ علينا شهر رمضان هذا العام، وهو على غير العادة فلكل منطقة من مناطق المملكة، بل لكل دولة من دول العالم الإسلامي عادات وتقاليد لاستقبال هذا الشهر الفضيل.

ففي المنطقة الغربية الكل يتأهب لاستقبال شهر رمضان بشراء الفوانيس، والزينة، والأقمشة الرمضانية، وإضاءة الشوارع، ومداخل المنازل بالهلال والنجوم. ولكن هذا العام افتقدنا لهذه العادات، بل افتقدنا حتى أصوات المآذن التي كانت تصدح بأعذب الأصوات في صلاتي العشاء والتراويح خاصة. اختفى الكثير من مشاعر الروحانية التي كنّا نعيشها في الأعوام السابقة سُفر إفطار الصائمين الممتدة في الشوارع والمساجد ولقاءات الإفطار العائلية بائعي السوبيا، وقد يفتقد كثير منّا كذلك روحانية العشر الأواخر في الحرمين، وترتيل السديس، وتحبير الشريم وغيرها كثير مما افتقدناه، وسنفقده هذا العام.
نعم تعطل كل شيء في رمضان هذا العام، ولكن لو نظرنا في حال السلف في رمضان لوجدنا أن هناك الكثير من الأمور لم تتعطل فقدوتنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم كان يضاعف العمل في رمضان وكان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، وأنس بن مالك كان لا ينشغل عن تلاوة القرآن، وكان البخاري يقوم بعد التراويح كلَّ ثلاثَ ليال بختمه، وغيرهما كثير من السلف ممن ذكرهم أهل التراجم والسير.

إذًا هناك أمور لم تتعطل ولن تتعطل فهي مرتبطة برمضان فرمضان شهر القرآن قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)، فرمضان هذا العام فرصة لن تتكرر لتدبر كتاب الله والإكثار من تلاوته.
رمضان هذا العام فرصة أن تجعل لك برنامجًا يوميًّا قبل السحور تحدث فيه أسرتك عن عادات رمضان في الماضي، وكيف عشتها أيام طفولتك وشبابك.
رمضان هذا العام فرصة للمدخن للإقلاع عن عادة التدخين، فليس هناك تجمعات كالسابق.

رمضان هذا العام هو اختبار لإيمانك وإخلاصك، فصلاة التراويح مع الجماعة والجيران اختفت فلا أحد يراك ولا أحد يسمعك فلا تضيع الفرصة عليك في الانشغال أو التحجج بعدم حفظ القرآن أو عدم معرفتك بالسجع بالدعاء فلست بحاجة لكل هذا، امسك مصحفك، وصل ما شئت، وادع ربك بحاجتك، فليس بينك وبين الله حجاب ولست بحاجة لترجمان.

رمضان فرصة للصائم لرفع أكف الضراعة إلى الله -عز وجل- والالتجاء إليه بأن يرفع البلاء عن أرض الحياة والإنسانية ففي الحديث “لصائم دعوة لا ترد”

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button