المقالات

خائنو الأمانة في جائحة كورونا

في الأزمات يصحو الضمير الإنساني، وتزداد النخوة حتى لمن لا نخوة لهم. إلا أن هناك قلة قليلة من من خانوا الأمانة خلال هذه الأزمة وفي خضم كل الجهود التي تبذلها الدولة للسيطرة على الوباء حاولوا استغلال جائحة الوباء؛ لتحقيق مكاسب غير مشروعة لمصلحتهم الشخصية.
لقد انزعجت كغيري من الفعل المشين الذي قام به بعض المرتزقة ضعاف النفوس؛ وخصوصًا في هذا التوقيت.
فمنهم من قاموا باستغلال منصبهم الإداري الذي اؤتمن عليه بالتآمر لسرقة المال العام عن طريق التحايل، وأخذ الرشاوي لإرساء عقود إيجار وحدات سكنية لأغراض الحجر الصحي. فوقعوا في قبضة رجال الأمن، وسوف ينالون ما يستحقون من عقوبة الدنيا والآخرة. فهؤلاء.. لم يردعهم الخوف من الله … ولم يستشعروا عظم المصيبة التي نمر بها؛ فنحن في حاجة ماسة إلى تكاتف الجهود للقضاء على هذا الوباء.

ومنهم من اغتر بقدراته الإجرامية وظن أن باستطاعته النجاة بجرمه حين قام بتزوير تصاريح التجوال وبيعها، فضبطوا بجرمهم ولله الحمد وما اكتسبوا من فعلهم المشين غير الخزي والعار والإساءة لوطنهم. وأصبحوا موضع احتقار في اعين كل من كان يحسن الظن بهم.

وكل الشكر والتقدير لفرق وزارة التجارة الميدانية التي أفشلت مخططات الجشع التى حاول تنفيذها بعض التجار لتجفيف الأسواق من سلع معينة بهدف رفع الأسعار بعد احتكارهم لكميات كبيرة منها.
لقد كانوا في قمة الأنانية؛ كيف ! وهم يعيشون على أرض هذا الوطن الذي لم يبخل عليهم بشيء، ولم يكتفوا بكل ما أعلنته الدولة من دعم لتخفيف وطأة الجائحة على القطاع الخاص، بل أرادوا تجويع المواطن ومن ثم ابتزازه.

وكلنا ثقة بأن الجهات القضائية سوف تنصفنا نحن المواطنون بإنزال العقوبة الرادعة والمستحقة بحق هؤلاء ، لكي يكونون عبرة لكل من يتجرأ على المال العام، وعلى زعزعة الأمن الغذائي لمواطني هذا البلد المعطاء.

إلا أنه من المثلج للصدر أن كل هؤلاء يمثلون حالات فردية محدودة، ولا تمت بصلة إلى طبيعة المواطن السعودي الذي يتحلى بحس وطني صادق كان جليًّا في سلوكه خلال هذه الأزمة؛ حيث بادر بعض ملّاك العقار من وضع عقاره تحت تصرف وزارة الصحة فيما لو احتاجت إليه؛ ومنهم من وضع منشأته الصحية بأكملها بين يدي وزارة الصحة للاستفادة منها لمكافحة الوباء، وكذلك سارع كثير من تجار الجملة والموردين لطمأنة المواطن والمقيم بوفرة المعروض من السلع الأساسية وأن الأسعار لن تتأثر سلبًا.
فلهم منا جزيل الشكر على موقفهم النبيل تجاه وطنهم ومواطنيه.

وتجدر الإشارة هنا بأن جميع المواطنين هم مصدر فخر بالتزامهم وامتثالهم للإجراءات الاحترازية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله. فكانت عبارات الشكر والثناء للمواطن من إدارة خلية الأزمة تتكرر في جميع بياناتها، وأنه لولا التزام الجميع لكان الضرر أكبر.

حفظ الله هذا البلد وشعبه وولاة أمره من كل سوء. وأن يعجل علينا بزوال هذه الغمة؛ وأن يبارك لنا في الشهر الفضيل، وأن يعيننا على صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه عنا…. “وكل عام والجميع بخير”.

 

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button