دون أن يدفع دولارًا واحدًا سيطر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على عقول وأفكار واهتمام قنوات الفتنة، ووضعها في زاوية الهلوسة الإعلامية تسبح في وحل التهريج على مدى أربع وعشرين ساعة يوميًّا، وأصبح بهيبته وطموحاته وقيادته شغلهم الشاغل.
لم أفتح قناة من هذه القنوات المرتبكة، وفي مقدمتها قنوات “الجزيرة” إلا ومحمد بن سلمان محور حديثهم وصاحب أكبر مساحة ممكنة من الشريط الأحمر يوميًّا، ولم أغب عن هذه القنوات وهي تدلس وتكذب حتى أعود وهي تحرن في نفس المربع وتردد اسم محمد بن سلمان ألف مرة يوميًّا حتى خفت عليهم من الهلوسة بهذا الاسم المرعب في غرف نومهم.
خبرتي أكثر من أربعين عامًا في المجال الإعلامي، وكنا نكرس جهودنا في تغطيات المواضيع المهمة والأحداث الرئيسة، ونستمر في ذلك حتى يستوفي الموضوع جميع جوانبه بمصداقية ومهنية تضمن لنا أكبر مساحة ممكنة من ثقة واحترام المتابع، أما قناة الجزيرة فهي تواصل تناولها لاسم محمد بن سلمان يوميًّا إلى درجة الجنون والتخبيص المهني، وتشويه الذوق العام حد إثارة الشفقة عليهم.
عذرتهم مهنيًّا في بداية حملاتهم الماجنة لأنهم أمام اسم مرعب، ومخيف لهم ولغيرهم، ومن حقهم تخفيف القوة التأثيرية التي وصل إليها محمد بن سلمان في زمن قياسي، لكن لم أتوقع أن يتسلحوا بقاعدة “جوزيف جوبلز (وزير الدعاية النازي) اكذب واكذب، ثم اكذب، حتى يصدقك الناس لأن مدارس الإعلام الحديثة تسخر من هذه النظرية، وتعتبر تعاطيها إفلاسًا ومخالفًا للأعراف الإعلامية التي تضع الحقيقة أمام المتلقي بدون اسفاف.
الحملات الإعلامية التي استخدمتها قناة الجزيرة لتخفيف وطء الاسم المرعب على كرامتهم فشل في إزالة كل هذه الملوثات الفكرية؛ لأن فيروسات الغباء سيطرت على مهنيتهم ووضعتهم في حجر أبدي بقرار من المشاهد الذي أدار ظهره لهم؛ لأنهم اختاروا اللون الباهت.
لله در محمد بن سلمان كيف أشغلهم في أنفسهم، وكيف كسب مساحات شاسعة باسمه المدوي يوميًّا، وشكرًا لكل المنصفين وفي مقدمتهم أشرف السعد الذي يقصفهم على الجبهة يوميًّا من منصته بتغريدات قوية تعريهم، وتكشف جزءًا من فضائحهم أمام الملأ بلغة بسيطة وواضحة ويفهمونها جيدًّا.