سلمان الشهري

شكرًا سيد كورونا

إذا كانت الشدائد تظهر معادن الرجال، فإن الأزمات تكشف مكانة الدول وصدق الحكومات مع شعوبها.

وقد أصبح هذا واضحًا جليًا في أزمة كورونا؛ حيث انقشعت الأقنعة وتجلّت الحقائق، وانكشفت الشعارات الزائفة والصور الوردية التي كانت ولسنوات راسخة في أذهان العالم.

ففي الوقت الذي تكتمت فيه الكثير من الدول على فيروس كورونا وانتشاره مضللة بذلك شعوبها؛ حتى تفاقمت الجائحة وباتت حكوماتها فاقدة للسيطرة، كانت المملكة العربية السعودية وبفضل الله ثم بحكمة قيادتها ووعيها من أوائل الدول التي وقفت سدًا منيعًا لمواجهة الفيروس والحد من انتشاره من خلال حزمة الإجراءات التي اتخذتها تباعًا وفقًا لتطور الوباء.
فعندما أطل بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا قائلاً: “إننا لن نستطيع مواجهة فيروس كورونا المستجد، الوضع في غاية الصعوبة، والأرقام أكبر بكثير مما نتصور، يجب أن أقول لكم وأنا حزين: استعدوا لفراق أحبابكم”.

ظهر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله – في كلمته الضافية مطمنًا المواطنين والمقيمين؛ حيث قال:
“إن السعودية مستمرة في اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد” مضيفًا:

“إننا نعيش مرحلة صعبة في تاريخ العالم، ولكننا ندرك تمامًا أنها مرحلة ستمر وتمضي رغم قسوتها ومرارتها وصعوبتها، مؤمنين بقول الله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)”.
وإيمانًا منه بأهمية تضافر الجهود الدولية للحد من هذا الفيروس، طالب دول العشرين إلى عقد قمة افتراضية لمناقشة الأزمة وتداعياتها؛ حيث دعا أكبر الاقتصادات في العالم إلى اتخاذ إجراءات حازمة لمحاربة انتشار الفيروس؛ خاصة فيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم على خلفية جهود مكافحة انتشاره.

واستجابة للنداء العاجل الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية لجميع الدول الرامي إلى تكثيف الجهود من أجل اتخاذ إجراءات عالمية لمحاربة انتشار فيروس كورونا فقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بتقديم دعم مالي قدره عشرة ملايين دولار أمريكي لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19).
وعندما ترفض دول متقدمة علاج كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة فإن المملكة لم تستثنِ حالة دون أخرى، بل إن الرعاية الصحية لم تقتصر على المواطنين فحسب بل شملت المقيمين حتى مخالفي الإقامة وفقًا لما أمر به ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين -أيده الله-.

وإذ كانت الأطقم الطبية قد أنفت العمل في مصحات عالمية شهيرة؛ فإنه وبفضل الله ثم بإيمانهم بدورهم الصحي والإنساني تواصل الكوادر الصحية لدينا عملها بكل تفانٍ واقتدار .
حيث أعرب الملك المفدي عن اعتزازه بما تقدمه وزارة الصحة وعن جهودهم تلك
مقدمًا شكره لهم بقوله :”أشكر كل الجهات الحكومية على جهودها، ونخص العاملين في المجال الصحي، أولئك الذي يقدمون جهودًا جليلة للمحافظة على صحة المواطن والمقيم، باذلين نفوسهم في مواجهة هذه المرحلة الدقيقة”.

كما أصدر أمره الكريم لتعزيز حماية موظفي القطاع الخاص من المواطنين بتحمل الحكومة وعبر نظام «ساند»لـ60 في المائة من رواتب المواطنين في منشآت القطاع الخاص المتأثرة من التداعيات الحالية لفيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، بقيمة إجمالية تصل إلى 9 مليارات ريال.

كذلك أمر بتعليق تنفيذ الأحكام والأوامر القضائية النهائية المتصلة بحبس المدين في قضايا الحق الخاص، مع الإفراج المؤقت بشكل فوري عمَّن حُبس تنفيذًا لتلك الأحكام والأوامر، وكذلك تعليق تنفيذ الأحكام والأوامر القضائية النهائية المتصلة بتمكين الأولاد من زيارة أحد الوالدين المنفصلين.

وتجلت رعايته وسمو ولي عهده -حفظهما الله – في القيام بتحمل تكاليف السعودين خارج المملكة من حيث الإقامة والإعاشة والرعاية الطبية؛ بالإضافة إلى تمكين الراغبين منهم للعودة وفق منظومة إجراءات احترازية مقننة حتى العودة إلى وطنهم؛ ليكونوا في دور الضيافة التي أعدتها وزارة السياحة وتشرف عليها صحيًا وزارة الصحة، وذلك لمدة 14 يومًا بحسب الإجراءات الصحية المعتمدة لمكافحة وباء فيروس كورونا.

وفي الجانب الاقتصادي تشهد السوق السعودية توفر لكافة السلع الغذائية والمستلزمات التموينية وغيرها وبوفرة كافية.
وما سبق ما هو إلا صور للتلاحم بين القيادة الرشيدة والشعب الوفي، وهو غيض من فيض لملحمة محبة وتفانٍ وإخلاص في مملكة الخير والإنسانية.

وهو ما جعلها تنال إشادة وإعجاب دول العالم ووسائل الإعلام على عملها الاحترافي في التصدي لهذا الفيروس والوقفة المشرفة لها مع دول العالم للوقاية منه، والحد من انتشاره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى