الثقافيةالمجتمعحوارات خاصةلقاءات رمضانية

الجابري: انشغالي مع والدي في بيع الفواكه لم يمنعني من استكمال رحلتي التعليمية

نشأ في بيت متواضع وأسرة متوسطة الدخل تعتاش على قوت يومها، وعمل مع أبيه في بيع الفواكه على مدى سنين طويلة ولم يمنع ذلك من استكمال رحلته التعليمية والسعي للتطوير من نفسه واكتساب المهارات الجديدة.

إنه مدير مكتب التعليم الأهلي بمكة المكرمة الأستاذ خالد بن محسن الجابري، الذي يتحدث لصحيفة “مكة” الإلكترونية في هذا اللقاء عن محطات لا تنسى في حياته ومواقف ليس للذاكرة أن تنساها ويروي مشوار حياته الذي ابتدأ في بيع الفواكه ونجح في الوصول إلى أعلى المراتب التعليمية.

1 – في البدء نتعرف على ابن مكة؟

اسمي خالد بن محسن بن حسان الجابري من مواليد مكة المكرمة.

2- في أي حارة كانت نشأتكم أ. خالد؟

نشأت في حارة الهنداوية وكان منزلنا بمحاذاة شارع أم القرى. كانت الحياة في ذلك الزمن الجميل مستقرة هادئة تغلب عليها البساطة إلا أن غمامات الخوف في بعض الأحيان تعكر صفو القلوب؛ بسبب بعض الخلافات والمشاجرات بين شباب الحارة.

3- أين تلقيتم تعليمكم؟

تلقيت تعليمي الابتدائي بين مدرستي العباس بن عبد المطلب وعمر الفاروق، والمتوسط في مدرسة أبي عبيدة عامر بن الجراح، أما تعليمي الثانوي فقد كان في مدرسة الحسين بن علي، ثم التحقت بجامعة أم القرى تخصص الحضارة والنظم الإسلامية وتخرجت عام 1406هـ وحصلت على ترتيب الأول على دفعتي، تلاها حصولي على درجة الماجستير في النظم الإسلامية بتقدير ممتاز عام 1415هـ، كما قبلت في مرحلة الدكتوراه وأنهيت الرسالة ولظروف خاصة لم أقدمها.

وممن كان لهم دور وتأثير في حياتي أخي الأكبر الدكتور مستور الذي كان بمثابة الأب والمعلم والمربي لي ولأخوتي.

4ـ ماذا بقي في الذاكرة من أحداث عشتم معها عراقة الحارة؟

هي فترة زمنية جميلة يظلها المحبة والترابط والتعاون، كما كان سقف طموحاتنا عاليا رغم الظروف التي عشناها.

5ـ في مرحلة الطفولة العديد من التطلعات المستقبلية.. ماذا كنتم تأملون حينها؟

كانت طفولتي مختلفة مثل الكثير من أطفال ذلك الزمن ففي السادسة من عمري ارتبطت بالعمل مع والدي أسوة بأخوتي والذي كان لديه محل لبيع الفواكه في سوق “الفريش” ، وفي ذلك الوقت كانت لدي الكثير من الأحلام والتطلعات فقد كانت رغبتي الأولى الالتحاق بكلية الملك فهد الأمنية وتم قبولي بها ولكن لرغبة والدي – رحمه الله – وبراً به التحقت بجامعة أم القرى.

6- تربية الأبناء في السابق بنيت على قواعد صلبة.. ما هي الأصول المتعارف عليها في ذلك الوقت؟

تربينا في طفولتنا على الصدق، والاحترام، والتعاون، وغيرها من القيم الإسلامية والأخلاق العربية الأصيلة، وقد كان لالتحاقنا بحلقات تحفيظ القرآن الكريم عند المشايخ دوره في تهذيب سلوكنا وضبط لغتنا.

7ـ في تشكيل صفاتكم ساهمت الكثير من العادات والتقاليد المكية في تكوينها ما أبرزها؟

العادات والتقاليد ولله الحمد مستمدة من القيم الإسلامية النبيلة التي نشأنا عليها فقد كانت الحياة بسيطة وكان الرضا والقناعة وغنى النفس من أبرز سماتها.

8- الحياة الوظيفية.. أين كان لشخصكم القدير بداياتها؟ وآخرها؟

أتذكر وقتها أن من يريد التعيين يذهب بملفه للوزارة المراد التعيين فيها بعد استيفاء المستندات في وزارة الخدمة المدنية وكانت الوظائف المتاحة حينئذ هي أمين متحف، أو مدقق شؤون موظفين، أو معلم وللمتقدم حرية الاختيار ونظرا لرغبتي في التعليم راجعت وزارة المعارف بمدينة الرياض وتم توجيهي لإدارة تعليم جدة عام 1406هـ في مدرسة أبي أمامة الابتدائية والتي كان مديرها في ذلك الوقت الأستاذ الفاضل: حزام اليمني وهو من مخضرمي الإدارة التعليمية.

وفي فترة عملي في مدينة جدة عملت معلمًا مدة عامين، ثم وكيلًا لمدرسة أبي أمامة، وانتقلت بعدها لمكة المكرمة عام 1415هـ واستمر عملي كوكيل مدرسة في مدرستي عماربن ياسر الابتدائية، و عبد الرحمن بن عوف الابتدائية ثم رشحت مديراً لمدرسة المهلب بن أبي صفرة الابتدائية، ثم انتقلت مديرا لمدرسة الشيخ ابن عثيمين المتوسطة، تلى ذلك ترشيحي مشرفا للقيادة المدرسية عام 1424هـ ورئيسا للشعبة في مكتب التعليم غرب مكة المكرمة، ثم مساعدا لمدير المكتب في سنة 1430هـ، ثم مدير لمكتب التعليم غرب مكة في عام1435هـ وحاليا مدير مكتب التعليم الأهلي بمكة المكرمة.

9- الأمثال الشعبية القديمة لها أثر بالغ في النفس ..ماهي الأمثال التي لا زالت باقية في الذهن ؟ولماذا؟

لعل أشهرها في ذلك الوقت (مد رجولك على قد لحافك) بمعنى لا تنظر إلى غيرك ممن أعطاهم الله وأغناهم واعتمد على نفسك وما تمتلكه.

10- شهر رمضان وشهر الحج من المواسم الدينية والاجتماعية المميزة حدثنا عنها؟

شهر رمضان في مكة المكرمة له مذاق خاص ومختلف فروحانية مكة المكرمة، وقدسيتها، وعظم أجر العمل الصالح بها يجعلها متفردة في العالم الإسلامي أجمع ولا زلت أذكر حرصنا الشديد على أداء صلاة العشاء والتراويح في المساجد. وكم كانت سعادتنا ونحن نستذكر دروسنا بين جنبات بيت الله الحرام.

أما شهر الحج فقد كنت مع والدي – يرحمه الله – وأخوتي في معظم المواسم نعمل في تجارة الفواكه فتارة يكون موقعنا في سوق “الليل” وأخرى في الفلق حسب ما يجده الوالد من مواقع متاحة وسعرها مناسب. كما عملت أثناء مواسم الحج في وزارة الداخلية، والنقل الجماعي، وفي مراكز استقبال الحجاج التابعة لمؤسسات الطوافة مثل غيري من شباب مكة المكرمة.

وكنا في الأيام الأخيرة من رمضان نتوجه لسوق المدعى؛ لشراء بعض الحاجيات حيث كانت الأسواق المركزية في ذلك الوقت هي المجاورة للحرم المكي الشريف مثل سوق الغزة، وعبدالله الفيصل، وغيرهما من الأسواق.

11- تغيرت أدوار العمد في الوقت الحاضر وأصبحت محددة.. كيف كان سابقا دور العمدة في الحارة؟

في السابق كان العمدة يعتمد بدرجة كبيرة على قوة شخصيته، وعلاقاته الاجتماعية في الحارة وهو المسؤول عن إحضار الخصوم وتنفيذ ما يرده من توجيهات من أقسام الشرطة، والبعض منهم كان له اهتمام بالأسر الفقيرة وتوفير احتياجاتها عن طريق أهل الخير وكان يعرف معظم سكان الحارة إن لم يكن جميعهم. ودوره حاليا لا يختلف كثيرا عن السابق بل سانده التطور التقني في الوقت الحاضر على حصر السكان في ظل ازدياد الأعداد من مواطنين ومقيمين.

12- القامات الاجتماعية من تتذكرون منها والتي كان لها الحضور الملفت في الحارة؟

نظرًا لأني قضيت معظم طفولتي في البيع والشراء بسوق “الفريش” فإنني أتذكر العمدة زين العابدين وأناقته وكان ضمن الشخصيات المعروفة في ذلك الوقت ولا زلت أذكر سيارته الفارهة وموضع جلوسه في القهوة بجوار الفوال زايد الغامدي- رحمة الله عليهما- كما أن هناك من يرتاد السوق ومن عملائنا الأستاذ عبدالرزاق بليلة- رحمة الله عليه- الذي كان يسعدنا بسؤاله عني وعن أخوتي وعن دراستنا، ولم أنسى الشيخ الطيب محمد مرسي جللة، والشيخ عمر قرنفلة، والشيخ عابد الجابري، وعمي فلاح وفالح بن حسان غفر الله لهم جميعا.

13- هل تتذكرون موقفا شخصيا مؤثرا حصل لكم ولا تنسونه؟

حينما اغتيل الملك فيصل- رحمه الله- تعالت أصوات البكاء في المنازل حولنا ولم يبق صغير ولا كبير إلا وأصابه الحزن على فقده ، كما أن وفاة والدي- رحمه الله كان لها الأثر البالغ في نفسي، وتجددت مشاعر الفقدان والحزن مع وفاة أخي حسن رحمه الله- قبل عامين.

14ـ المدرسة والمعلم والطالب ثلاثي مرتبط بالعديد من المواقف المختلفة.. هل تعرفونا على بعض منها؟

المدارس قديمًا كانت قليلة جدًا وكنت أذهب إلى المدرسة سيرًا على الأقدام من منزلنا في حارة الهنداوية إلى حارة شارع المنصور ثم نركب (الأنيسة) وهي الباص الصغير؛ للوصول إلى مدرسة أبي عبيدة المتوسطة في شارع جرهم، وعندما انتقلت للمرحلة الثانوية كانت ثانوية الحسين بن علي في حارة قوز النكاسة بعيدة جدا عن منزلنا وكانت المعاناة في المواصلات كبيرة في ذلك الوقت ولكن الرغبة الملحة للتعليم في قلوب أبناء ذلك الجيل كانت الأقوى وتذلل أمامها جميع العقبات.

لازلت أذكر كثير من المعلمين الوافدين الذين قاموا بتدريسنا جنباً إلى جنب مع معلمينا من أبناء هذا الوطن المعطاء. كان للمعلم احترامه وتقديره الجم. غُرست في قلوبنا القيم الإسلامية الجميلة فالمدرسة تربي، والبيت يربي، والجار يربي، والقريب يربي، وحينما تكتمل جميع هذه المحاور ويؤدي الكل دوره فمن المؤكد أننا سنكون أمة مثالية وسنكون بإذن الله تعالى في وقت قصير من أعظم الدول.

15ـ كثرت وسائل الإعلام في الوقت الحاضر وأصبحت مرافقة مع الناس في كل مكان.. ما هي الوسائل المتوفرة لديكم في السابق؟ وما أثرها على أفراد المجتمع آنذاك؟

جهاز التلفزيون لم يكن متوفرًا في كل بيت في طفولتنا وكان الراديو، والمسجل هما الوسيلتان الإعلاميتان، بالإضافة إلى بعض المجلات العربية كمجلة آخر ساعة، والكواكب المصرية، واليقظة الكويتية، والعربي وكنت اشتري المجلات المصورة للأفلام مثل (سوبرمان والوطواط ) من رجل أسمر البشرة حسن الخُلق لديه محل صغير في القبة. وإلى يومنا هذا وأنا استخدم الصحف الورقية وأجد نفسي مستمتعًا بقراءتها ومعظم أبناء ذلك الجيل. كان هناك نهماً لقراءة كل ما يقع تحت أيديهم من كتب وهذا ما دعم حصيلتنا اللغوية وزاد مخزوننا الثقافي في العلوم المختلفة إضافة إلى ضبط لغتنا العربية.

16ـ تظل للأفراح وقفات جميلة لا تنسى في الحارة.. ماذا تتذكرون من تلك اللحظات السعيدة؟ وكيف كانت؟

كان للأفراح اهتمام كبير من أهل الحارة، ومن أفراد القبيلة ويقام يومها الفطور والغداء لمن يستقبلون الرفود ومن يوصلونها وفي وقت مبكر يكونون في صالة الأفراح؛ للإشراف على ترتيب وتنظيم دخول الضيوف كما كان المدعوين من أبناء الحارة والأقارب هم من يقوم بصب القهوة، والشاي، وتجهيز العشاء، يعقب ذلك السهر، والسمر، مع حفل شعراء الرد، أو لإلقاء محاضرة حول العلاقات الزوجية ويستمر ذلك حتى خروج النساء من الصالة ويساهم من لديه سيارة في توصيل النساء إلى منازلهم،. وليس كما نراه الآن من معظم المدعوين حيث الوصول المتأخر والخروج بعد العشاء مباشرة. كانت روح الألفة والمودة والبساطة هي السائدة في ذلك الوقت.

17 – الأحزان في الحياة سنة ماضية.. كيف كان لأهل الحارة التخفيف من وقعها؟

كما كانت مشاركة أهل الحي في الأفراح كانت مشاركتهم في الأحزان وخصوصا في العزاء حيث يقوم الجيران بعمل القهوة وجميع المتطلبات اللازمة وكذلك يتبرع البعض للعشاء طول فترة العزاء.

18ـ الأحداث التاريخية الشهيرة في حياتكم والتي عايشتموها.. هل تتذكرونها؟ وما الأبرز من تفاصيلها؟

استشهاد الملك فيصل- رحمه الله- ، كما عاصرت حادثة غزو الكويت، ودخول جهيمان الحرم، ونحن اليوم في حدث تاريخي؛ بسبب هذه الجائحة (كورونا) التي أصابت العالم كله نسأل الله العلي القدير أن يجلي هذه الغمة عن الأمة الإسلامية وعن العالم أجمع.

19ـ ما هي الألعاب الشعبية التي اشتهرت بها حارة الهنداوية؟

كان البرجون، و البربر، والغميمة، وهناك بعض ألعاب المزمار التي كانت تشتهر بها بعض أحياء مكة المكرمة.

20ـ لو كان الفقر رجلا لقتلته مقولة عظيمة لسيدنا علي رضي الله عنه.. هل تروون بعضا من قصص الفقر المؤلمة؟

لم نتعرض للفقر ولله الحمد والمنة فقد كان الوالد – رحمه الله – رجلا مكافحا يعمل ليل نهار؛ كي يوفر لنا المتطلبات الأساسية وأعانه في ذلك أخي الأكبر. وكان غنى النفس والقناعة والرضا بالحال فهذه كلها شكلت شخصياتنا. نسأل الله أن يديم علينا النعم ويحفظ لنا قيادتنا ودولتنا.

21- ماذا تودون قوله لسكان الحارة القديمة؟

أكاد أجزم أن جميع سكان الحارة القديمة قد تفرقوا وسكنوا في الأحياء الراقية المتعددة في مكة ولنا مع بعضهم تواصل من خلال المناسبات، والاتصالات الهاتفية، ورسائل الواتس.

22- رسالة لأهالي الأحياء الجديدة.. وماذا يعجبكم الآن فيهم؟

للأسف الأحياء الجديدة معظمها مخططات ومباني تحوي كثير من الأسر ولا يعرف بعضهم بعض ويتم التعرف على بعضهم من خلال المساجد. لذا آمل أن يكون هناك دور لمراكز الأحياء والعُمد في الاجتماع معهم وتفعيل الروابط الاجتماعية بالشكل المطلوب.

23- كيف تقضون وقت فراغكم في الوقت الحالي؟

بالقراءة، ومتابعة كل جديد في مجال القيادة، والجلوس مع الأسرة والوالدة وأخوتي حفظهم الله.

24- لو عادت بكم الأيام أ. خالد ماذا تتمنون؟

الحمد لله كل ما تمنيته تحقق بفضل الله تعالى، ثم بفضل دعاء الوالدين، والزوجة الصالحة الدكتورة إيمان عبدا لرحمن مغربي التي ساهمت معي في مسيرتي العلمية والعملية وتربية أبنائي الذين يعملون في خدمة الوطن في مجال الطب. وأتمنى أن يعود الترابط الاجتماعي كما هو في السابق وعدم الاكتفاء برسائل الواتس كما هو الحال الآن وأن نعود للبساطة دون تكلف.

25- بصراحة.. ما الذي يبكيكم في الوقت الحاضر؟

ما تعيشه الأمة الإسلامية من شقاق وأحداث مؤلمة واهتمام بعض الشباب بالأمور التافهة وبعدهم عن الله وجهلهم بتعاليم دينهم الإسلامي، كما يؤلمني جداً ضعف الترابط بين الأخوة وعقوق الوالدين.

26- ماذا تحملون من طرف جميلة في دواخلكم؟

لدي أخت تكبرني بثلاث سنوات وكنت أرافقها من المنزل إلى دكان الوالد – رحمه الله – يوميًا؛ من أجل توصيل طعام الغداء، وفي يوم من الأيام أكرمنا الوالد بأربعة قروش لكل واحد منا وفي طريق العودة كان هناك امرأة أفريقية غير مبصرة محتاجة وقد وضعت أمامها إناء نحاسي وكل من يضع قرش فيه يرن الإناء وقد اتفقت مع أختي بأن أضع الأربعة قروش التي معي ونتناصف الأربعة القروش التي معها وبعدما قمت بتنفيذ الاتفاق وأسمعتنا المرأة جميل الدعاء أخلفت أختي الوعد الأمر الذي أحزنني فعدت مسرعاً؛ لاسترد مالي ومددت يدي في الإناء؛ لاسترجع قروشي وما هي إلا لحظات إلا والإناء يرن فوق رأسي وأختي تضحك علي وكان موقفا لا ينسى.

27- أ :خالد لمن تقولون لن ننساكم؟

لوالدي- رحمه الله- فقد كنت أصغر أخوتي والمرافق الدائم له، والوالد – رحمه الله – كان يتصف بصفات منها :الحزم دون الشدة، وقلة الكلام، يحب الجميع، ويحبه الجميع. وكانت علاقته مع أخوته يسودها الاحترام والتقدير، كما كان حريصا على إكمالنا التعليم ويحفزنا ويشجعنا على ذلك، وأقولها كذلك لوالدتي أطال الله في عمرها وأخواني وفي مقدمتهم معلمي الأول أخي الأكبر الدكتور مستور وأخي المهندس محمد على نصحهم وإرشادهم وتحفيزهم لي خلال مسيرتي العلمية وأقولها كذلك لعمي ونسيبي والد زوجتي الشيخ عبدالرحمن مغربي – رحمه الله – الذي كان نعم الموجه ونعم النسيب، وأقول كذلك لن ننساكم للشهداء من أبناء الوطن الذين قاموا بحمايته والذود عنه، ولكل عزيز فقدناه بأننا لن ننساكم من دعائنا.

28- ولمن تقولون ما كان العشم منكم؟

لكل من تعشمنا فيهم الخير وخصوصًا رجال الأعمال الذين تظهر مواقفهم في الأزمات، وبعض القيادات التي همها الوصول للقمة متسلقة جهود الآخرين ومغيبة جهود المخلصين !

29- التسامح والعفو من الصفات الإنسانية الراقية.. تقولون لمن سامحونا؟ وتقولون لمن سامحناكم؟

أقول سامحونا لكل من أخطأنا في حقهم، ونقول سامحناكم لكل من أساء إلينا بقصد أو بدون قصد.

30- لكم تجربة تعليمية وما زالت كيف تصفونها؟

التجارب التعليمية كثيرة جدا ولكني أعتز وأفخر بكتاب صدر لنا اسمه (الحياة العلمية في الحجاز خلال العصر المملوكي) وقد طبع منه حسب علمي ( 10 آلاف نسخة ) وقدم له الشيخ أحمد زكي يماني – أمد الله في عمره – وهو كتاب يعتمد عليه كثير من الباحثين في تاريخ الحجاز إلى الآن.

كما شاركت في كثير من الدراسات والبحوث الخاصة بالعمل التربوي والتعليمي ومنها نماذج وظيفية قمت بعملها مع مجموعة من الإدارة التعليمية قبل( 15) عام وأصبحت الآن نماذج إلكترونية يستفاد منها في أنظمة العمل، وهناك تجربة رائدة على مستوى تعليم مكة المكرمة (إعداد الطلاب للاختبارات التحصيلي والقدرات ) شاركني فيها بشكل رئيسي الأستاذ: وجدي بابطين رئيس شعبة القيادة المدرسية بمكتب التعليم غرب مكة مع المساعدين الدكتور عبدالله الزهراني والأستاذ: محمد الحارثي ومجموعة من القادة والمعلمين المتطوعين المتميزين وكان لها الأثر البالغ في ارتفاع نتائج الطلاب وما زالت مستمرة إلى الآن.

 بالإضافة إلى المشاركة في جائزة التميز على مستوى المكاتب في المملكة، علاوة على أن جوائز التميز خلال السنوات الماضية كان لقادة ولمدارس ولمعلمي وطلاب مكتب التعليم بغرب مكة النصيب الأكبر فيها وذلك بفضل الله تعالى ثم بفضل المشرفين التربويين بالمكتب الذين كان لهم دور كبير في تهيئتهم وإعدادهم لفروع الجائزة.

31ـ  كلمة أخيرة في ختام لقاء ابن مكة أ:خالد الجابري؟

شكري وتقديري لأخي الأستاذ عبد الرحمن الأحمدي على استضافتي في صحيفة مكة الإلكترونية ولكافة من يعمل في هذه الصحيفة التي تسير بخطى ثابتة نحو التميز ومصداقية الخبر على مستوى الصحف الإلكترونية بالمملكة.

واسأل الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأن يديم الأمن والأمان على بلادنا الغالية. إنه سميع مجيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى