تصرفت السعودية منذ البداية على أساس إيمان منها أنها مسؤولة تجاه شعبها مواطنين ومقيمين، وهناك مسؤولية أخرى تحملتها السعودية تجاه العالم بحكم أنها تتولى قيادة مجموعة العشرين في عام 2020.
تدرك حكومة المملكة العربية السعودية أنها الحلقة الوسطى بين الأرض ( الدولة ) وبين الشعب، وعلى هذا الأساس ما رست الحكومة مسؤوليتها باعتبار أن هذا الوباء لا يتصل بصحة الشعب مواطنين ومقيمين بل يستهدف حياتهم، وأثبتت حكومة المملكة أنها احتلت مراكز متقدمة بالنسبة لبقية الدول في التعامل مع هذا الوباء باستباقية حازمة وسريعة.
ولم تنتظر السعودية فقدان حياة مجموعة من الشعب مثلما فعلته العديد من الدول، بل وضعت حياتهم أولوية لديها مقدمة على جميع الأولويات الأخرى، بل وظفت جميع القطاعات الأخرى لمواجهة هذا الوباء من قطاعات صحية وأمنية وبلديات ووزارة التجارة والاقتصاد حتى احتلت السعودية مكانة عالمية متقدمة جدا استبقت الدول الأخرى التي دخلت مرحلة متأخرة من السباق في مواجهة هذه الجائحة بسبب أن السعودية لم تدخل في سباق مع الدول بل دخلت في سباق مع نفسها على أرضها، وهو ما ميزها عن بقية الدول.
وكان سباقها بالإنسان الذي يعيش على هذه الأرض بصرف النظر عن هويته بوصفه الأداة التي بها دائما ما تربح الدول وهذا ديدن السعودية وليس دخيلا على حكومتها ما جعلها تتلقى من منظمة الصحة العالمية كل التقدير على الجهود الاستثنائية والمميزة التي بذلتها السعودية في الحفاظ على صحة المواطن.
تدرك السعودية أن الوباء يشن هجماته على جبهة واحدة تتسع باتساع العالم لذلك كانت هناك دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله لعقد قمة افتراضية استثنائية ترأست السعودية مجموعة العشرين لمواجهة فيروس كورونا طالبت العالم بأن يشكل العالم جبهة مقاومة واحدة لمحاصرة هذا الفيروس، وأعلنت السعودية في هذا الاجتماع أن أولويات الإنفاق تنحصر في تنفيذ الإجراءات الاحترازية التي تحمي حياة الشعوب.
انتهى الاجتماع إلى تعهدات جماعية بضخ خمسة تريليونات دولار في جسد الاقتصاد العالمي الذي تأثر نتيجة هذه الجائحة مع تحرك عالمي يعتمد على قاعدتين هما الحزم والتنسيق الجماعي.
تثبت السعودية دائما أنها دولة الإنسانية والدعوة إلى السلام وهو ما جعل منظمة الصحة العالمية تشكر السعودية على دورها العالمي الإنساني ودعمها لمنظمة الصحة العالمية لتواصل مهماتها في تقديم دعمها للدول الفقيرة التي تعاني من ضعف الإمكانيات في مواجهة هذه الجائحة.