القيم الإنسانية، ليست مفاهيم نظرية وكلمات عابرة، وشعارات تُردد، وكذا ردود الأفعال عند مجابهة الأحداث والأخطار، ولكنها مواقف حياتية، وسلوكيات تُثبتها الأفعال التطبيقية؛ لأنها تظهر حقيقية في واقعنا، سلبًا أو إيجابًا؛
وبضدها تتميز الأشياء؛
ومن الحقائق المسَّلم بها، فإن اللون الأبيض لا يظهر إلا بوجود الأسود بجانبه، فتعرف الإيجابية في مقارنتة مع السلبية؛
وإذا ماتحدثنا عن السَّلبية كاتجاه نفسي، يعززه سلوك شخصي- فردي أوجماعي-
فإن “سَلْبِيّ منسوب إلى السَّلْب، إلى النَّفْي.” مُفْتَقِر إلى عَناصِر بَنَّاءة، لا تَجاوُبَ فيه ولا تَعاوُن، لا يُؤدِّي إلى شيء.”مَوْقِفٌ سَلْبيّ”
* غير فعّال، خامد، عكس إيجابيّ.
* وتَلَقَّى جَوَابًا سَلْبِيًّا: بِالنَّفْيِ، بِالرَّفْضِ.
* واِتَّخَذَ مَوْقِفًا سَلْبِيًّا: مَوْقِفًا حِيادِيًّا بِمَعْنَى عَدَمِ التَّعاوُنِ.
* وعَمَلٌ سَلْبِيٌّ : أَي انْتَهَى إِلى الإِخْفاقِ والسَّلْبِ.
* وتصرف سلبيّ.
وهذا نتاج التفكير السلبي، المدمر للذات، نتيجة سيطرة التشاؤم على تفكير الشخص؛ ليتحول إلى أفكار سلبية، تظهر في سلوكيات عملية؛
وهو ماظهر لنا جليًّا في سلوكيات اجتماعية وفردية على المستوى محلي أو عالمي؛
كالتدافع على الشراء، أو مخالفة تحذيرات الجهات المختصة، أو الخروج على التعليمات والأنظمة.
ومن تتبع “مكافحة الدول لهذا الفيروس يمكن أنّ يلاحظ أنماطًا وسلوكيات مختلفة؛ إذ يمكن لشعوب بعض البلدان أن تتفاعل وتظهر ردود فعل متباينةً للغاية مع هذا الوباء. “إذ ليس كل مجتمع أو حتى كل شخص يعطي نفس الإجابة على السؤال الكبير الذي يطرحه هذا الوباء، بوصفه امتحانًا للإنسانية والإنسان.”
فيميل الأشخاص السلبيون إلى المبالغة والتركيز على النقاط السلبية وتجاهل النقاط الإيجابية، والانقياد لأفكارهم اللا إيجابية.
وفي رأيي أن إصلاح هذا الخلل، أو الظاهرة الاجتماعية: هو ترميم خلل المنظومة الجمعية، الذي كان نتيجة تراكمية، أووليدة لمؤثرات حداثية، وهنا بيت القصيد؛ إذ على الفرد أولًا ترميم ذاته، وغربلة فكره وتفكيره، لمسايرة الركب من حوله، وامتلاك أدوات التأثير والتوجيه.
أما التسليب- إن صح التعبير- ، فأرى غالبًا أننا نضع أمام أعيننا المشكلات، ونشرِّحُها، ولكن قد نتوقف عن إيجاد الحلول، أو اقتراحها – على الأقل- إذا كنا لانملك القدرة على التغيير.
الذين نرى أنهم وراء التأثير في الاتجاهات الجمعية، وقيادة مسيرتها، هم ربما أفراد تمكنوا من إرواء من حولهم بفكرهم، ثم ظهر الاستلاب، وهو مانسميه اصطلاحًا ب( السلبية).
إذن المثقف صاحب النظرة الثاقبة، والناقدالمتمكن، والقائد الفكري المحنك، هنا دوره في التوجيه، وتغيير الاتجاهات السلبية، بالتآزر مع الإعلام؛
لأنهم يملكون الأدوات، ومكانتهم تؤهلهم ليكونوا مؤثرين.
المفكرون والمثقفون المنصفون العادلون الموضوعيون، هم النخبة، والقادرون على اقتياد المسيرات الجمعية إلى برِّ الأمان.
الوطن بحاجة إلى كل موقف إيجابي، يسهم في البناء، لا الهدم، ويرتقي بالفعل والفكر، للقضاء على كل سالب؛
وكما يرى علم النفس:”انزع الأشخاص السلبيين من حياتك. فالوقت التي تقضيه مع الناس يؤثر على سلوكياتك، وأفكارك ونجاحك أكثر مما تعتقد.”
والموت لـ( كورونا).
0