إمام الحرم
(8)
قام الشيخ محمد بن عبد الله السبيّل -يرحمه الله- بالكثير من أعمال الدعوة الخيرية، فقد كان- رحمه الله – يستقبل الناس بصدر رحب في كل يوم أثنين في مجلسه ببيته بعد صلاة العصر، بالإضافة إلى جلوسه في غرفته بالمسجد الحرام أحياناً بعد الصلاة لاستقبال الناس يتلمس حاجاتهم ويقضي ما يستطيع منها على اختلافها بين استشارة وفتوى أو حاجة أو دعم لجمعيات ومدارس، وتزداد جهوده الدعوية والخيرية في المواسم (شهر رمضان وموسم الحج وفترات العمرة)، بالإضافة إلى تنقله بين مناطق ومحافظات المملكة؛ لمتابعة الأعمال الخيرية والدعوية من (محاضرات ودروس علمية والمشاركة في المؤتمرات والندوات الدينية)؛ لبيان العقيدة الصحيحة، والتحذير من الشرك بأسلوب وسطي معتدل، والتحذير من التطرف والفرق الضالة والمذاهب الهدامة، لإزالة المنكرات والبدع وإقامة المعروف ونشره، كذلك الاطلاع على سير العمل ببعض الجوامع التي يتم إنشاؤها على نفقات المحسنين.
وكان للشيخ محمد السبيّل– رحمه الله -، جهود في أعمال الخير والدعوة خارج المملكة العربية السعودية الخارجية كما في الداخل، قدمها من خلال رحلاته الدعوية التي زاد عددها على “مئة” رحلة، لأكثر من “خمسين” دولة من مختلف دول العالم، سافر إلى شرق العالم وغربه وشماله وجنوبه، من دول عربية، وخليجية، وقصد البلاد الإسلامية في أسيا وافريقيا، وزار الأقليات المسلمة في أوروبا وأمريكا والتي تضم جاليات من مختلف دول العالم.
كانت أولى رحلاته الخارجية في العام 1395هجرية، إلى جمهورية غينيا في إفريقيا، بينما كانت آخر زيارة له لدولة اليابان في العام 1424هجرية، كان يدعو في تلك الرحلات من خلال المحاضرات والمؤتمرات والندوات والوعظ والإرشاد إلى (اتباع دين الله سبحانه وتعالى، وبيان العقيدة الصحيحة، والتحذير من الشرك، وبيان هدي النبي محمد “صل الله عليه وسلم”، ويدعو إلى ضرورة تكاتف الجهود في سبيل نشر الدين الإسلامي وتصحيح ما دخل عليه من منكرات، وجمع كلمة المسلمين ونبذ الفرقة والنزاع بينهم، بالإضافة إلى افتتاح عدداً من المساجد، وكان في كثير من لقاءاته ودروسه الدعوية؛ يفسر الآيات الأواخر من سورة (الفرقان) في وصف عباد الرحمن، وسورة (العصر).
وقد التقى الشيخ محمد السبيّل خلال تلك الرحلات بعدداً كبير من رؤساء وحكام وملوك وكبار المسؤولين في تلك الدول الإسلامية وغيرها، كما التقى ورؤساء المراكز والجمعيات الإسلامية.
وفضلاً عن رحلات الشيخ الدعوية فقد كان له جهاد بحثي علمي وشرعي واضح، كما عمل على كشف بعض فرق الباطنية؛ ففي رحلته -رحمه الله- إلى غامبيا 1396 هجرية، حذّر سماحة الشيخ السبيّل في محاضرة قدمها في مدينة (إيركاما) من القاديانية؛ وبحمد الله أعلن زعيمهم الديني في نهاية المحاضرة: (أن لا قاديانية بعد اليوم في غامبيا)، وفي العام 1395 هجرية، زار جمهورية غينيا جاء فيها: إننا نطلب من الرئيس أن يحكم كتاب الله وسنة رسوله “صل الله عليه وسلم”، وبعد تلك الزيارة أمر الرئيس أحمد سيكوتوري بإنشاء وزارة مستقلة تُعنى بالشؤون الإسلامية، وتبعته عدد من الدول الأفريقية بذلك ولله الحمد.
كانت لجهود الشيخ محمد السبيّل الدعوية في الخارج ثمرات منها دخول عدد كبير من الناس في الإسلام-ولله الحمد-، كما تم افتتاح كثير من المساجد والمدارس والمراكز والجمعيات الإسلامية وفق المنهج الصحيح الوسطي المعتدل، الإصلاح بين المسلمين المتناحرين وحقن دمائهم؛ كما حدث في جمهورية مالي، في العام 1415 هجرية، بدعوة من رئيسها ألفا عمر كوناري، حيث قام بجهود الصلح بين القبائل وكانت قد أوشكت أن تقوم بينهما حرب أهلية، ولكن فضل الله تعالى ثم جهوده اثمرت عن قبول الصلح وحقن الدماء ولله الحمد.
غداً بمشيئة الله تعالى.. حادثة الاعتداء على المسجد الحرام (حادثة جهيمان)
________________________
yms4444@gmail.com