المقالات

حادثة الاعتداء على المسجد الحرام (حادثة جهيمان)

إمام الحرم

(٩)

 في الأول من محرم العام 1400هجرية، الموافق 20 نوفمبر 1979م، كان الشيخ محمد السبيّل، هو الإمام الذي يُصلي بالناس في صلاة فجر، عندما اقتحمت مجموعة مسلحة الحرم المكي؛ وهم جهيمان وأتباعه، وزعمهم أن المهدي معهم، ويطلبون مبايعته، إذ تقدم عشرات الأشخاص نحو الكعبة ومعهم أسلحتهم، وكانت هناك جنازة فوقف الشيخ السبيّل للصلاة عليها، إذ بشخص يريد أخذ مكبر الصوت (الميكرفون)، فقال له الشيخ السبيّل: (اتق الله)، ودعنا نُصلي على الجنازة، فانصرف، وفور انتهاء الصلاة رُفع مكبر الصوت (الميكرفون) من قبل الجماعة المسلحة، الذين ينتهكون بفعلهم الغاشم حُرمات الله، ويسفكون الدماء ببيته الحرام، لمدة خمسة عشر يومًا، وهذه المجموعة يتسمون بالسلفية، وهم بعيدون من السلفية، ولهم آراء شاذة مخالفة لما عليه السلف الصالح.

           وفيما يلي أحداث الاعتداء، كما ذكرها سماحة الشيخ محمد السبيَل، لدارة الملك عبد العزيز، بالرياض (مرفق مقطع التسجيل)، يقول رحمه الله:

          من أبرز الأحداث التي مررتُ بها، حادثة جهيمان، الحادثة التي حدثت في أول من محرم بالعام 1400هجرية، في ذلك الوقت كُنتُ إمامًا لصلاة الفجر، ودخلت لصلاة الفجر قبل الصلاة بنصف ساعة، ولم أحس بشيء أبدًا،  وبعد الانتهاء من الصلاة، وإذ بعشرات من الأشخاص قادمين نحو الكعبة ومعهم أسلحتهم، واختلط الناس فاختفيتُ بينهم، ثم اتجهت إلى غرفة لي بالحرم، واتصلت بالحال، بالشيخ ناصر بن  حمد الراشد، رئيس شؤون الحرمين آنذاك – رحمه الله- وأخبرته بالأمر، وأسمعته طلقات الرصاص، وعلمت فيما بعد أنهم يسمحون للحجاج بالخروج من الحرم، وبعد قرابة أربع ساعات قررت الخروج من الحرم، فتركت المشلح والشماغ، ونزلت إلى باب القبو القريب من الغرفة  وتوسطت المسلحين الذين كانا في القبو خافضًا رأسي، متخفيًّا بين الحجاج وأغلبهم الحجاج كانوا من إندونيسيا، فسلم الله، وخرجت من بينهم، وقد شاعت بعضُ الإذاعات الخارجية أن إمام المسجد الحرام قد قُتل، ونحمد الله أن طفأت تلك الفتنة ولله الحمد.

صورة للمسجد الحرام عام ١٤٠٠هـ

 

غدًا بمشيئة الله تعالى .. رئاسة سماحة الشيخ محمد السبيّل للجنة أعلام الحرم المكي الشريف

———————————

YMS4444@GMAIL.COM

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button