شقشقات رمضانية
( 10 )
تمثّل ذكرى العاشر من رمضان في إحدى الدول العربية الشقيقة حدثا مهما لانتصار تاريخي كبير، غير أن هذا ليس مدار حديثي في هذا المقال….
العاشر من رمضان، بالنسبة لي كـ كشّاف تشرّب حبّ الحركة الكشفية منذ الصّغر، يجسّد ذكرى ذلك اللقاء السنوي الحميمي الذي افتقدناه، والذي كان يُقام كل عام على أرض أشهر مكان على المستوى الكشفي، محليا وعربيا وعالميا، في أقدس مكان، وأطهر ثرى، ألا وهو “مركز التدريب الكشفي بالعزيزية” ..
هذا المركز الذي تنطلق منه قوافل العمل التطوعي المنظّم في خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين، بالتعاون مع جميع الجهات المعنية في حكومة المملكة العربية السعودية.
على أرض هذا المركز كنا نجتمع مع رواد وقادة الحركة الكشفية في مكة المكرمة، وبعض أفراد الجوالة والكشافة النابهين، الذين يفتخر بهم المرء من أبناء هذا الوطن.
كنا دائما على هذا الموعد الحميمي للإفطار الجماعي في العاشر من رمضان …
ثم ينطلق البعض لإكمال مهمتهم في المسجد الحرام وساحاته للقيام بأعمالهم ومهامهم التطوعية السنوية المعروفة للجميع…
كم أفتقد ذلك الملتقى الرائع هذا العام، بسبب هذه الجائحة الجامحة، وكم أفتقد أساتذتي وزملائي وأبنائي من أعضاء الحركة الكشفية في المملكة، وفي مكة المكرمة بالذات..
لكن عزائي أن الحركة الكشفية لم تفقد بريقها، ولم يخفت وهجها في العمل التطوعي، فهاهم أفراد الكشافة، ومن خلال النشاط الكشفي بتعليم مكة المكرمة، ومفوضية رواد كشافة مكة المكرمة، يمدّون جسور التعاون مع لجنة السقاية والرفادة التابعة لإمارة منطقة مكة المكرمة، وعبر جمعية مراكز الأحياء، للمساهمة في توزيع وجبات إفطار الصائمين في كل مراكز الأحياء المنتشرة في كافة أنحاء هذه المدينة المقدسة، وحسب الأنظمة الصحية المرعيّة واللوائح المنظمّة لذلك…
وإن لم يحالفني الحظ للمشاركة معهم ميدانيا هذا العام، فإن قلبي معهم أينما اتجهوا وحيثما ساروا، وهم يتقلدون المنديل الكشفي، ويترجمون بأفعالهم أسمى المعاني للعمل التطوعي في هذا البلد المعطاء، ومن جوار الكعبة المشرفة، في هذا الشهر الفضيل، فنالوا شرف الزمان وشرف المكان وسموّ الرسالة.
نسأل الله أن يرفع البلاء ويدفع الوباء و يتجدد اللقاء