المقالات

مواقف لا تُنسى لسماحة الشيخ محمد بن عبد الله السبيّل

إمام الحرم

(12)

التكبيرة الخامسة

 

في إحدى صلاة الجنازة، بالمسجد الحرام، وضع الموظف المسؤول عن مكبر الصوت (الميكرفون) بجوار الشيخ محمد السبيّل، ناسياً أن يفتحه، فكبر الشيخ محمد السبيّل التكبيرة الأولى، ولم يسمعه المبلغ (المؤذن)، وبالتالي لم يُسمع الصوت في أرجاء المسجد الحرام، ففطن الموظف بعد ذلك؛ وفتح الجهاز، فسمع الناس التكبيرة الثانية وما بعدها، وما كان من الشيخ محمد السبيّل إلا أن زاد تكبيرة، لتكون خمس تكبيرات؛ وكان ذلك من هدي النبي “صل الله عليه وسلم”، ولم يشعر الناس بشيء.

 

مساعي صُلح

يذكر معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، وعضو هيئة كبار العلماء،  في كتابه (رجال صدقوا “رثاء ووفاء”)، أنه:

قام الشيخ محمد السبيّل عام 1415هجرية، بزيارة إلى جمهورية مالي بدعوة من رئيسها “ألفا عمر كوناري”، وكان يرافقه في هذه الزيارة معالي الدكتور محمد أحمد علي، رئيس بنك التنمية الإسلامي سابقاً، وطلب رئيس جمهورية مالي، من الشيخ السبيّل، أن يقوم بجهود الصلح بين بعض القبائل هناك، وكان قد أوشكت أن تقوم بينهما حرب أهلية، فما كان من الشيخ بتوفيق الله له ثم بحكمته وعلمه وحسن تصرفه إلا أن قام بجهود مباركة، أثمرت عن قبول الصلح وحقن الدماء في ذلك البلد المسلم، وحمد الناس له مساعيه المشكورة.

 

الوفاء بالنذر

يُخبر أحد الحضور في دروس سماحة الشيخ محمد السبيّل، بالمسجد الحرام، أنه بعد انتهاء الشيخ السبيّل، من الدرس تقدم رجل من الحاضرين،  وسأل الشيخ السبيّل عن فتوى، فقال: (نذرتُ لله نذراً، إن شفى الله والدتي من مرضها؛ أُصلي على سجادة إمام الحرم، والآن شفيت والدتي –ولله الحمد-، وأُريد الوفاء بالنذر، ولكني  لا أستطيع)؛ فأجاب سماحة الشيخ محمد السبيّل، على السائل، أن النذر لا ينبغي وخاصة الذي يصعُب تحقيقه؛ فالرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن النذر، لكن من نذر طاعة لله وجب عليه الوفاء، لقول النبي ﷺ: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه)، ثم قال للسائل: تعال معي لصلاة العشاء وصلي خلف الأمام، (وكان سماحته هو الإمام لصلاة العشاء)، وبعد انتهاء الصلاة، تُصلي السنة على سجادة الإمامة، وبذلك توفي نذرك.

 

 

غداً بمشيئة الله تعالى ..  مؤلفات سماحة الشيخ/ محمد بن عبد الله السبيّل

—————————-

YMS4444@GMAIL.COM

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button